أدانت الحركة المدنية الديمقراطية ما وصفته بـ"الانتهاكات الفاضحة والفجة"، بمنع الراغبين في عمل توكيلات للمرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة المقبلة، في وقت يواصل السياسي أحمد الطنطاوي جولاته على مقار الشهر العقاري في المحافظات. وأكدت أمينة الإعلام بالحزب المصري الديمقراطي منى الشماخ أن الحزب سيعلن الثلاثاء المقبل في مؤتمر صحفي أعداد التزكيات التي حصل عليها مرشح الحزب فريد زهران.
وقالت الشماخ لـ المنصة إن زهران تمكن من جمع التزكيات التي يحتاجها بالفعل للترشح، لكنه أيضًا سيواصل جمع المزيد منها، لافتة إلى أن عددًا من نواب الحزب خارج البلاد حاليًا، وسيوقعون على التزكيات فور عودتهم.
وللحزب المصري الديمقراطي المرشح عنه زهران سبعة مقاعد في البرلمان، بينما يحتاج المرشح إلى 20 توقيعًا من أعضاء مجلس النواب، أو 25 ألف توكيل من 15 محافظة بحد أدنى 1000 توكيل من المحافظة الواحدة.
وأشارت الشماخ إلى أن عددًا من أعضاء وأصدقاء الحزب حاولوا تحرير توكيلات لزهران إلا أنه تم التضييق عليهم وواجهوا تعنتًا كبيرًا في مقار الشهر العقاري، لافتة إلى أنه "على الرغم من عدم تمكن البعض تحرير التوكيلات نجح آخرون"، ولم تكشف أمينة الإعلام بالحزب عن عدد التوكيلات التي حصل عليها زهران.
إدانة قاطعة
وبحسب بيان الحركة المدنية الديمقراطية، اليوم، عقدت الأمانة العامة للحركة اجتماعًا مساء أمس السبت بمقر حزب المحافظين، واتفق الحضور على "الإدانة القاطعة لاستمرار مظاهر الانتهاكات الفاضحة والفجة" بحق المواطنين الراغبين في عمل توكيلات للمرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة المقبلة من المنتمين للأحزاب المعارضة.
ولفت البيان إلى أن الحركة ترى "هذه البداية تتناقض بشكل صارخ مع أبسط مطالب نزاهة وحرية الانتخابات، وهو ضمان الحق في الترشح واحترام حق المصريين في دعم المرشح الذين يختارونه"، رافضة استمرار النهج الحالي في منع المواطنين من تحرير التوكيلات في مختلف مكاتب الشهر العقاري، ومحملة السلطات المعنية مسؤوليتها.
وطالبت الحركة بالتحقيق في مئات من الشكاوى المدعمة بالأدلة عن استمرار منع إصدار التوكيلات، ومحاسبة المتورطين في الاعتداء على أنصار المرشحين المعارضين في مختلف المحافظات.
وقال مواطنون بمدينة المحلة الكبرى في فيديو نشره أحمد الطنطاوي، الذي أعلن عن نيته خوض السباق الرئاسي، عبر صفحته إنهم منعوا من تحرير توكيلات له، وجاء الفيديو ضمن جولة للطنطاوي في المحلة الكبرى، والتف حوله عدد من المواطنين الذين أكدوا دعمه في الانتخابات، وقال الطنطاوي إن جولته اليوم تشمل مدن المحلة الكبرى وطنطا والمنصورة وشبين الكوم.
"ممنوعون" من التوكيلات
وخلال زيارته لمكتب الشهر العقاري المخصص لعمل التأييدات الرئاسية بمدينة المنصورة، سأل الطنطاوي مؤيديه "عملتوا كام توكيل؟"، فأجابوه بـ"توكيل واحد".
وإزاء ذلك قال الطنطاوي "طبعًا كلكم عارفين مين اللي مانعكم من التوكيلات علشان خايف من بكره اللي أنتم بتمثلوه، أنا بس عايز الناس تشوف بنفسها إن أنتم مواطنين مصريين ليكم حق في بلدكم وبلدكم ليها حق عليكم، إن أنتم ممنوعين علشان أنتو عايزين دولة.. عايزين قانون.. لا عايزين فوضى ولا عايزين فتونة، واللي مصر إنه يصادر القانون ويهدر الدولة هو مش إحنا اللي بيستدعي الفوضى".
وأكمل "إمبارح أنا كنت في وسط مئات في إسكندرية، وإسكندرية عملت 5 توكيلات، وكنت في وسط مئات في كفر الشيخ، وكفر الشيخ عملت 4 توكيلات، لو في أي واحد في البلد دي عنده ذرة عقل فهو أكيد عارف إن أنتم مش محتاجين أكتر من ساعتين تاخدوا حقكم فيهم".
من جهة، حذّر نواب المعارضة الثلاثة ضياء الدين داوود وأحمد الشرقاوي وأحمد فرغلي، في بيان، من "تهديد سلامة الانتخابات الرئاسية المقبلة، عبر معوقات متعمدة بمكاتب الشهر العقاري، أدت إلى تعطل حصول بعض المرشحين المحتملين ومنهم الطنطاوي على حقه وحق المواطنين فى التعبير عن رغبتهم فى منحه توكيل الترشح للرئاسة بدواعي وأسباب متعددة".
ودعت الحركة المدنية، في بيانها كل المنتمين لها من أحزاب وشخصيات عامة إلى حشد طاقاتهم من أجل تشجيع المواطنين على تحرير التوكيلات لكل المرشحين المنتمين لأحزاب الحركة، وتأكيد حقهم في القيام بذلك من دون معوقات وانتهاكات.
كما طالبت الحركة الهيئة الوطنية للانتخابات أن "تنظر بجدية" في الشكاوى بشأن منع أنصار المرشحين المعارضين من تحرير توكيلات، والنظر في إمكانية مد فترة إصدار التوكيلات، وناشدت الهيئة التنسيق مع وزارة العدل لزيادة عدد مكاتب الشهر العقاري التي تتلقى طلبات تحرير التوكيلات.
وحذرت من تكرار ما حدث في انتخابات 2018، مؤكدة أنه إذا لم يتوفر الحد الأدنى من ضمانات نزاهة وحرية الانتخابات المقبلة، فإنها ستتخذ الموقف المناسب وتصارح الشعب المصري أنه قد تم منع المرشحين المعارضين المحتملين من مجرد استكمال أوراق الترشح، و"أننا ما زلنا أسرى لممارسات معتادة منذ عقود، والتي لا تحتمل الحد الأدنى من المنافسة في انتخابات حرة ونزيهة".
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات أعربت، الجمعة، عن انزعاجها من التشكيك في قراراتها بشأن الانتخابات الرئاسية، مؤكدة عدم وجود محاباة أو مضايقات في مكاتب التوثيق المختصة بتحرير توكيلات الترشح، بقولها إنها "تابعت بأسف شديد ما أثاره البعض من تشكيك وتطاول غير مقبول على عملها".