يواصل أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار إبحاره صوب غزة رُغم "محاولات إيطالية لإفشال المهمة"، فيما تستعد البحرية الإسرائيلية لاعتراض سفن الأسطول الذي يضم عشرات القوارب المدنية المحملة بمساعدات رمزية إلى قطاع غزة.
وأعلن الأسطول عبر بيانات عدة أصدرها أمس، أنه واصل الإبحار رغم "تكتيكات الترهيب الإيطالية والتهديدات الإسرائيلية"، مؤكدًا "دخلنا الآن منطقة الخطر الشديد، وهي المنطقة التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم أو الاعتراض".
وقال مشاركون إن طائرات مسيّرة إسرائيلية كثفت تحليقها فوق القوارب، وإن سفنًا مجهولة اقتربت منها في وقت سابق قبل أن تغادر.
وأشار الأسطول إلى أن سفينة عسكرية كبيرة وزوارق حاصرت سفينتي "ألما" و"سيريس" ضمن الأسطول، وتم خرق أنظمة الاتصال على السفينة، ما اضطر النشطاء على "ألما" التي تقود سفن الأسطول لاتباع البروتوكول وإلقاء الهواتف في الماء.
وأوضح أن إيطاليا أبلغته أمس الثلاثاء بأن الفرقاطة البحرية التي ترافق الأسطول ستوجه قريبًا نداءً لاسلكيًا إلى المشاركين لإتاحة الفرصة لهم لمغادرة السفن والعودة إلى البر قبل الوصول إلى "منطقة حرجة".
لكنه أكد أنه سيواصل رحلته التي تضم أكثر من 40 قاربًا مدنيًا ويشارك فيه نحو 500 ناشط بينهم برلمانيين ومحامين بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وذكرت المتحدثة الإيطالية باسم الأسطول ماريا إيلينا دليا، في مقطع فيديو على إنستجرام أمس، "من المحتمل أن تهاجمنا إسرائيل الليلة، لأن كل المؤشرات تدل على أن هذا سيحدث".
وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن الفرقاطة المرافقة للأسطول ستنسحب عند بلوغه مسافة 150 ميلاً بحريًا من غزة، بينما دعت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني النشطاء إلى التوقف فورًا، معتبرة أن "رحلتهم قد تعرقل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام وإعادة الإعمار".
فيما رد منظمو الأسطول بأن الموقف الإيطالي "يرقى إلى التخريب"، مؤكدين استمرارهم في الإبحار.
وحتى الآن، ترافق الأسطول فرقاطات وسفن حربية إيطالية وإسبانية دفعت بها البلدان لـ"حماية أفرادها وتقديم المساعدة في أي وقت".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية التي توصف بأنها "معقدة" قد تبلغ ذروتها مساء اليوم الأربعاء، وتشمل صعود القوات الإسرائيلية على متن القوارب، واحتجاز المشاركين قبل نقلهم إلى ميناء أسدود.
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن 600 شرطي يشاركون في العملية، وأن من يرفض الترحيل قد يُحال إلى محكمة خاصة ستعقد داخل سجن كتسيعوت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دفرين، الأسبوع الماضي، إن البحرية مستعدة لاعتراض السفن، رغم أنه أشار إلى أن ذلك سيكون تحدياً أكبر من محاولات الأساطيل السابقة بسبب عدد السفن.
ومطلع سبتمبر/أيلول الجاري، قدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وبموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع النشطاء بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين، وحسب الخطة سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
والأسبوع الماضي، تعرضت 6 سفن ضمن الأسطول لهجوم من مسيرات أطلقت مقذوفات وقنابل صوتية تجاهها ما تسبب في خسائر مادية طفيفة دون تسجيل إصابات بشرية، ما دفع إيطاليا وإسبانيا لإرسال سفن حربية "لحماية الأسطول وتقديم المساعدة".
ولم يكن الهجوم على أسطول الصمود هو الأول على السفن التي تحاول كسر الحصار على غزة، ففي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.
ويدفع حصار إسرائيل لقطاع غزة نحو أزمة جوع غير مسبوقة وأوضاع إنسانية كارثية، وذلك في ظل حرب شهدت قتل جيش الإسرائيلي أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفاً آخرين، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد الوفاة نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينيًا، من بينهم 150 طفلاً.