حساب دونالد ترامب على إكس
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي خطابًا في الكونجرس، 4 مارس 2025

"مجلس للسلام برئاسته".. ترامب يعلن خطة لوقف حرب غزة ونزع سلاح حماس

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 30 أيلول/سبتمبر 2025

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل خطته لإنهاء الحرب في غزة، وقال إنها تقوم على إنشاء هيئة دولية تحت مسمى "مجلس السلام" يشرف على إدارة القطاع، برئاسته المباشرة، وبمشاركة شخصيات دولية بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مساء أمس الاثنين، إن الخطة حظيت بدعم دول عربية وإسلامية، إلى جانب مشاركة أوروبية في المفاوضات، متوقعًا "ردًا إيجابيًا" من حركة حماس.

وأوضح ترامب أن خطته، المكونة من 20 بندًا، تستهدف إنهاء الحرب فورًا حال قبولها من الجانبين، عبر وقف إطلاق النار وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، يعقبه إطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين أحياءً وأموات، خلال 72 ساعة، فيما ستفرج إسرائيل عن نحو 1950 معتقلًا فلسطينيًا بينهم محكومون بالمؤبد ومعتقلون منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، إضافة إلى تبادل رفات قتلى الطرفين.

وتتضمن الخطة نزع سلاح غزة بالكامل وتوفير ممرات آمنة لقيادات حماس الراغبين في مغادرة القطاع، فيما يُعفى من يلتزم بـ"التعايش السلمي" من الملاحقة.

كما تنص على إرسال مساعدات إنسانية عاجلة بإشراف الأمم المتحدة وبدء عملية إعادة إعمار واسعة عبر لجنة اقتصادية دولية وخبراء شاركوا في تطوير "مدن معجزة" بالشرق الأوسط، على حد وصف ترامب.

وبموجب المقترح، تُدار غزة في مرحلة انتقالية بواسطة لجنة "تكنوقراط غير سياسية" من الفلسطينيين وخبراء دوليين تحت إشراف مجلس السلام، بينما تعمل قوة دولية مؤقتة على ضمان الاستقرار ومنع أي عودة للقتال.

وأكد ترامب أن إسرائيل "لن تحتل غزة أو تضمها"، وأن نقل السيطرة سيتم تدريجيًا إلى القوة الدولية.

أما مستقبل القضية الفلسطينية، فظل غامضًا في الخطة التي أشارت فقط إلى إمكانية تهيئة الظروف لمسار نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية "حال إصلاح السلطة الفلسطينية"، مؤكدة أن ذلك يمثل "طموحًا مشروعًا للشعب الفلسطيني".

وفي ختام تعليقه على الخطة، قال ترامب "اليوم نبدأ فصلاً جديدًا من الأمن والسلام والازدهار، إذا عملنا معًا يمكننا إنهاء الموت والدمار المستمر منذ عقود وقرون".

ترحيب عربي ودولي

ولاقت خطة ترامب ترحيبًا من دول عربية وأجنبية ومنظمات دولية عدة، إذ أكد وزراء خارجية قطر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية ومصر دعمهم "للدور القيادي للرئيس الأمريكي وجهوده الصادقة الهادفة لإنهاء الحرب في غزة، وتكثيف المساعي لإيجاد طريق للسلام".

وشدد الوزراء على "أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة"، مؤكدين استعدادهم للتعاون الإيجابي مع واشنطن لإنجاح الاتفاق.

وفي نيويورك، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة استعداد المنظمة لدعم الخطة، موضحًا أنها "ترحب بكل جهود الوساطة" بما في ذلك الجهود الأمريكية، إلى جانب أدوار قامت بها مصر وقطر.

وفي أوروبا، أعلنت رئاسة الوزراء الإيطالية أن المقترح الأمريكي "قد يشكل نقطة تحول"، مشددة على ضرورة الإفراج عن المحتجزين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

كما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمبادرة، داعيًا إسرائيل إلى "التزام حاسم"، ومؤكدًا أنه "لا خيار أمام حماس سوى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن".

وفي بريطانيا، أبدى رئيس الوزراء كير ستارمر دعمه القوي لجهود ترامب، وحث الأطراف كافة على التعاون مع الإدارة الأمريكية "لإنهاء المعاناة عبر إلقاء السلاح وإطلاق سراح الأسرى".

أما رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي من المقرر أن يشارك في "مجلس السلام" المزمع تشكيله لإدارة غزة، فقد وصف الخطة بأنها "شجاعة وذكية"، معتبرًا أنها تمنح سكان القطاع "فرصة لمستقبل أفضل"، وتوفر "الأمن المطلق لإسرائيل".

في السياق، وافق نتيناهو على الخطة، متوعدًا حماس بـ"إنهاء المهمة" في حال رفضتها حماس.

وبشأن حماس، نقلت رويترز عن مسؤول مطلع على المحادثات لم تسمه، أن رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية أطلعا الحركة على الخطة، فيما أبلغ مفاوضي حماس بأنهم سيدرسون الخطة بحسن نية وسيقدمون ردًا عليها.

تأتي التحركات فيما يشن جيش الاحتلال هجومًا بريًا وجويًا ضمن خطة أوسع "للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على حركة حماس"، بدأها منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، ومن المقرر أن تستمر أشهرًا وفق التقديرات، ما يسبب نزوحًا متزايدًا بين المدنيين الفلسطينيين الذين يفرون جنوبًا من القصف الذي يلاحقهم في المنازل والخيام وفي الطرق المؤدية إلى الأحياء الجنوبية التي حددها الاحتلال كمناطق آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 435 شخصًا بينهم 147 طفلًا نتيجة المجاعة.