حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إكس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة بعض الجنود المشاركين في الحرب على غزة، 25 ديسمبر 2023

إسرائيل تبدأ اجتياح قلب غزة بريًا.. أوامر إخلاء فورية واستهداف للنازحين في الشوارع

سالم الريس
منشور الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر 2025

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إطلاق "عملية عسكرية مكثفة" في مدينة غزة، وأكد جيش الاحتلال أنه "بدأ هجومًا بريًا للسيطرة على قلب المدينة" وسط توجيه إنذارات إلى السكان للنزوح جنوبًا "في أسرع وقت ممكن".

بالتزامن صعّد جيش الاحتلال عمليات القصف المدفعي والجوي، ما أسفر عن مقتل 82 فلسطينيًا بينهم 72 من مدينة غزة فقط، بخلاف عشرات المفقودين تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشالهم، وفق مصدرين أحدهما في الدفاع المدني، وآخر في وزارة الصحة تحدثا لـ المنصة.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الفرق 98 و162 و36 بدأت تنفيذ عملية برية واسعة بأرجاء المدينة في إطار "عربات عرجون 2"، بينما تواصل الفرقة 143 عمليات هجومية في رفح وخانيونس، والفرقة 99 في شمال القطاع، مضيفًا أن "القوات تعمل وفق خطة عملياتية مرنة قابلة للتوسع".

وأوضح جيش الاحتلال أن مركز النيران التابع للمنطقة الجنوبية استهدف خلال الأسبوع الماضي أكثر من 850 هدفًا، في إطار ما وصفه بـ"تهيئة الظروف الميدانية لدخول القوات".

بالتوازي مع الإعلان العسكري، شهدت أحياء الشيخ رضوان والدرج والصبرة وتل الهوا، قصفًا عنيفًا استخدمت فيه المدفعية والطائرات الحربية والروبوتات المفخخة، حسب مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة.

وقال المصدر إن الاحتلال أسقط عشرات القذائف المدفعية على حي الشيخ رضوان ومنطقة الأمن العام شمال غرب غزة، فيما فجر أكثر من سبعة روبوتات تحمل أطنانًا من المتفجرات في شارع 8 جنوب المدينة، كما استهدفت الطائرات الحربية، فجرًا، ثلاثة منازل سكنية مأهولة بالمدنيين على مفترق الأمن العام، وأربعة منازل مأهولة في منطقة بني عامر بحي الدرج بالبلدة القديمة، ومنزلين مأهولين في حي الصبرة.

وأضاف أن الطواقم تمكنت من انتشال أكثر من 40 جثةً و60 مصابًا، فيما لا تزال نحو 40 ضحيةً عالقة تحت الركام في ظل صعوبة الوصول إليهم بسبب شدة الدمار.

وقال صحفي مقيم في حي الشيخ رضوان لـ المنصة إن القصف يترافق مع إطلاق نار مباشر من المروحيات والطائرات المُسيّرة على أي حركة في الشوارع، موضحًا "الاحتلال يطالبنا بالإخلاء تحت النار، وفي الوقت نفسه يستهدف من يحاول الخروج".

وأوضح أنه وعائلته حاولوا الخروج من المنطقة خلال ساعات صباح اليوم، لكن بسبب القصف المدفعي وإطلاق الرصاص بالقرب من منزلهم، اضطروا للعودة إلى المنزل، وهو حال العائلات الأخرى التي بقيت في منازلها.

وأكد صحفي آخر لـ المنصة، أن ضباطًا إسرائيليين أجروا اتصالات مباشرة مع سكان في أحياء النصر وتل الهوا، لإجبارهم على إخلاء عمارات سكنية وأبراجًا مجاورة لمستشفى القدس، ما تسبب في حالة فوضى ونزوح جماعي خلال دقائق، دون تمكّن الأهالي من أخذ احتياجاتهم الأساسية، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يمنح المواطنين أكثر من 20 دقيقة للإخلاء قبل تدمير الأبراج والمباني.

وقصفت طائرات استطلاع تجمعًا للمواطنين في شارع اللبابيدي بحي النصر ما تسبب في مقتل وإصابة أكثر من 10 مواطنين، كما قصف الاحتلال مناطق متفرقة بالصبرة وشارع الجلاء، حسب ما أكد مصدر في الإسعاف لـ المنصة، مضيفًا "في كل لحظة بوصلنا نداءات استغاثة من مناطق مختلفة لوجود ضحايا وجرحى، منذ ساعات الفجر لم نتوقف عن نقلهم لشدة القصف في مناطق متفرقة".

وأكد مصدر طبي في وزارة الصحة بغزة لـ المنصة أن المستشفيات في مدينة غزة تعج بالجرحى الذين تجري معالجتهم على الأرض بين أروقة المستشفيات بسبب عدم توفر أسرة كافية.

وقال شهود عيان إن آلاف العائلات تدفقت نحو شارع الرشيد الساحلي، وهو الممر الوحيد الذي حدده جيش الاحتلال للوصول إلى جنوب القطاع، لكن الازدحام الكبير تسبب في توقف حركة النزوح لساعات.

وقال سمير سعد الله، 41 عامًا، إنه قضى أكثر من خمس ساعات عالقًا في الطريق مع عائلته تحت القصف والشمس الحارقة، بينما اضطر آخرون مثل كنان دكة، 34 عامًا، إلى العودة غرب المدينة ونصب خيام مؤقتة قرب الميناء بعد فشلهم في إخلاء المنطقة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي ارتكب خلاله جيش الاحتلال مئات المجازر التي أسفرت عن مقتل نحو 65 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 164 ألفًا آخرين، وفق البيانات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، كما مارس الاحتلال سياسة التجويع بفرض حصار شديد على إدخال المساعدات ما أسفر عن وفاة 413 شخصًا بينهم 143 طفلًا نتيجة المجاعة.

وفجر الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية/الكابينت خطةً، اقترحها نتنياهو "للسيطرة العسكرية الكاملة" على مدينة غزة، ووقتها أعلن جيش الاحتلال أنه سيزود الفلسطينيين في قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء استعدادًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع "حفاظًا على أمنهم".