أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، عن استقبال 71 قتيلًا وأكثر من 280 مصابًا في مستشفى ناصر بخانيونس ومستشفيات ميدانية، بعد استهداف إسرائيلي بعدد من الصواريخ والقذائف خيامًا للنازحين وتكية طعام، في منطقة المواصي غرب المدينة.
وقالت الوزارة، في بيان أولي نشر عبر مجموعتها على واتساب، إنّ "هناك عشرات الحالات إصابتها خطيرة نتيجة اشتداد القصف على منطقة مكتظة بالنازحين، تقع ضمن المناطق الإنسانية التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق"، وأضافت "لا تزال الطواقم الطبية تتعامل مع الحالات الخطيرة والميدانية حتى اللحظة".
واستهدف جيش الاحتلال، ظهر السبت، بصاروخ حربي منزلاً في منطقة المواصي تبعه استهداف أرض مجاورة يحيط بها خيام النازحين، واستمر القصف الإسرائيلي في المنطقة، حيث استهدف على التوالي الشارع لقطع الطريق أمام الإسعافات وسيارات الدفاع المدني، ثم خيام النازحين بشكل مباشر وتكية طعام، ومُجمع يستخدم لتجميع أنابيب غاز الطهي ما أدى إلى حدوث "انفجار كبير"، حسب شاهد عيان نجا من القصف.
وقال شاهد العيان، لـ المنصة، "خلال دقائق معدودة، نزلت الصواريخ على أكثر من هدف في نفس المنطقة، وبين الناس المدنيين اللي انتشرت جثامينهم على الأرض، وبعضهم تحت الأنقاض"، مشيرًا إلى أنّ أحد الصواريخ سقط على محطة تحلية مياه كان يقف أمامها طابور من النازحين، غالبيتهم أطفال، يحاولون الحصول على مياه للشرب.
وأضاف شاهد عيان ثانٍ، لـ المنصة، إنّ المنطقة المستهدفة كانت تعج بالنازحين، وهي منطقة قريبة من السوق وتعتبر منطقة مركزية لتعبئة مياه الشرب وأنابيب الغاز والحصول على وجبة طعام يومية من تكية خيرية، "بشكل يومي الأطفال من أبناء النازحين بقوموا بمهامهم اليومية من تعبئة جالون المياه والحصول على وجبة طعام، وينتظرون في الطوابير، وبالأخص ساعات الظهيرة، وهو الوقت الذي حدث فيه الاستهدافات المتتالية".
وأوضح أنه بعد بدء القصف حاول بعض الناس الهرب وسحب المصابين إلا أنّ مسيرة كوادكابتر أطلقت الرصاص بشكل عشوائي باتجاه النازحين.
كما أطلقت مسيرة كوادكابتر نيرانها تجاه سيارة الدفاع المدني، ما أدى إلى مقتل ضابط في الدفاع المدني وإصابة ثمانية آخرين، حسب ما أعلن جهاز الدفاع المدني في بيان عبر مجموعته الرسمية على واتساب حصلت عليه المنصة.
وقال البيان "استشهد العقيد محمد حمد نائب مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ في الدفاع المدني، وأصيب ثمانية عناصر آخرين وصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة، أثناء محاولتهم إنقاذ الجرحى من مبنى سكني استهدفته الطائرات الحرببة الإسرائيلية، غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة".
وأكد البيان على أنّ استهداف طواقمها يأتي في إطار سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق طواقمها التي تقدم خدمات إنسانية بحتة وتسعى إلى إنقاذ الأرواح، مشددة على أن ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولكل اتفاقيات جنيف التي كفلت حرية العمل لمقدمي الخدمة الإنسانية.
بدورها، ادعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن القصف استهدف القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقائد كتيبة خانيونس في كتائب القسام رافع سلامة، وذلك حسب ما نقلته رويترز، إلا أنّ مصادر عدة في جيش الاحتلال لم تؤكد إذا ما كانت قد قتلت أو أصابت قيادات القسام في استهدافها.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر إكس، إنه وفي عملية مشتركة لجيش الاحتلال والشاباك واستنادًا إلى معلومات استخبارية، وصفها "بالدقيقة"، "استهدف سلاح الجو والقيادة الجنوبية الهدفيْن البارزيْن في حماس داخل مُجمع"، زاعمًا أنهم "تستروا في داخله مع عدد آخر من المخربين بين المدنيين".
وفي أول رد رسمي، اعتبرت حركة حماس في بيان، "المجزرة الإسرائيلية" في منطقة المواصي بخانيونس، استمرارًا للإبادة ضد الشعب الفلسطيني، متهمة الإدارة الأمريكية بأنها "شريك مباشر في هذه الجريمة".
ووصفت الحركة الإدعاءات الإسرائيلية باغتيالها قيادات في كتائب القسام الجناح العسكري لها، بأنها إدعاءات كاذبة، متابعة "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، يتبين كذبها لاحقًا، هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
ولم تتوقف العمليات الإسرائيلية عند خانيونس، حيث استهدف جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين أثناء صلاة الظهر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 15 مواطنًا وإصابة آخرين حسب ما أفاد مصدر طبي بمستشفى المعمداني لـ المنصة.
وقال شاهد عيان من المخيم، لـ المنصة، إنه بعد استهداف سابق للجامع الأبيض بمخيم الشاطئ، أقمنا مُصلى صغير فوق أنقاض المسجد، وأثناء الصلاة، قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية المصلين بشكل مباشر بصاروخ واحد.
وأضاف "كان مجموعة من الشباب والجيران بقيموا صلاة الظهر، وفجأة صار انفجار والمصلين تحولت أجسادهم لأشلاء انتشرت على ركام المسجد المدمر".
وانتشلت طواقم الدفاع المدني بمدينة غزة، منذ أمس الجمعة، أكثر من 30 قتيلًا من منطقة الصناعة وتل الهوا غرب مدينة غزة. وقال مصدر ثالث في الدفاع المدني، لـ المنصة، إنّ طواقمهم استطاعت الدخول في عدة شوارع وأحياء بعد تراجع جزئي لقوات جيش الاحتلال المتوغلة منذ أيام في منطقة جنوب غرب غزة.
وأضاف "عدد من الضحايا تم انتشالهم من الشوارع، وآخرون من تحت أنقاض المنازل، واحترق آخرون داخل منازلهم ووجدت جثامينهم متفحمة"، موضحًا أنّ جيش الاحتلال تسبب في دمار معظم المنازل والمباني والبنية التحتية.