قال تحالف أسطول الحرية، صباح اليوم، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي صعد على متن سفينته مادلين المتجهة إلى غزة وانقطع الاتصال بها، بينما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "كوماندوز البحرية الإسرائيلية سيطر على السفينة".
وبمراجعة لينك تتبع السفينة مادلين، كان آخر موقع وصلت إليه في المياه الدولية بمحازاة محافظة بورسعيد، شمال مصر، وانقطع البث منتصف الليلة الماضية.
آخر موقع سجله لينك تتبع السفينة مادلين، 9 يونيو 2025ونشرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة/ICBSG قبل ساعات نداء استغاثة، وقالت على إكس إن جيش الاحتلال اختطف النشطاء على متن السفينة مادلين، كما نشرت فيديوهات مسجلة لـ12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة على متن السفينة طالبوا فيها بالضغط على حكوماتهم للحفاظ على سلامتهم.
واتهم تحالف أسطول الحرية إسرائيل باختطاف المتطوعين على متن السفينة مادلين، فيما نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنه يجري اقتياد السفينة نحو ميناء أسدود بعد السيطرة عليها، ثم التحقق من هويات الأفراد الذين كانوا على متنها تمهيدًا لاستجوابهم، وفق الجزيرة.
وأوضح تحالف أسطول الحرية أن مسيرات كوادكوبتر إسرائيلية حاصرت السفينة ورشتها "بمادة بيضاء مهيجة"، ثم انقطعت الاتصالات.
ونشر جيش الاحتلال صورة للحظة مداهمة السفينة، كما نشر فيديو له أثناء توزيع الطعام والمياه على النشطاء.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، إن قوات البحرية تواصلت مع السفينة التابعة لتحالف أسطول الحرية وأصدرت تعليمات لها بتغيير مسارها، وأكدت أن "المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة بموجب حصار بحري قانوني"، على حد قولها.
وتابعت "لا تزال المنطقة البحرية في غزة منطقة صراع نشطة، وحماس استغلت سابقًا الطرق البحرية لشن هجمات إرهابية"، معتبرة أن "المحاولات غير المصرح بها لاختراق الحصار خطيرة وغير قانونية وتقوّض الجهود الإنسانية الجارية".
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس أكد في وقت سابق الأحد أنه أمر بمنع السفينة، وقال "أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة"، واصفًا النشطاء على متنها بأنهم "أبواق دعاية لحماس".
تهديدات إسرائيل ومهاجمتها لسفن أسطول الحرية ليست جديدة، وسبق لها الهجوم على سفينة مافي مرمرة عام 2010 مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وحلقت مسيّرات فوق السفينة مادلين في الليالي الماضية، وأثارت قلقًا كبيرًا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات.
من جهتها، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، اليوم، على إكس "يجب إطلاق سراح مادلين فورًا، يجب على كل ميناء على البحر المتوسط إرسال سفن تحمل مساعدات إلى غزة. سيبحرون معًا متحدين، ولن يُوقفهم شيء".
وظهر الأحد، انقطع البث المباشر لموقع السفينة مادلين، وقتها قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة "يبدو أن إسرائيل تشوّش على موقع وإشارات زملائنا على متن السفينة مادلين. هذا أمرٌ خطير"، ما فسره الناشط البرازيلي الموجود على متن السفينة تياجو آفيلا بأنه يعني "أننا على وشك التعرض لهجوم"، مضيفًا أن جيش الاحتلال يستعد "لارتكاب جريمة حرب".
وغادرت السفينة مادلين كاتانيا، صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، في رحلة تمتد لمسافة ألفي كيلومتر عبر البحر المتوسط هدفها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك بعد شهر واحد فقط من قصف مُسيرة إسرائيلية لسفينة مساعدات أخرى تابعة لتحالف أسطول الحرية كانت متجهة إلى غزة.
تحمل السفينة "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وتشرف على تنظيم الرحلة اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، ضمن إطار تحالف أسطول الحرية، وهي حركة دولية تأسست عام 2010 بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وأطلقت حتى الآن 36 سفينة ضمن هذا المسعى.
اختيار اسم مادلين كاتانيا للسفينة جاء تكريما للصيادة الفلسطينية مادلين كُلّاب، أول وأصغر امرأة فلسطينية تمتهن الصيد في غزة.
وتُقل مادلين 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين مثل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض، والصحفي في منصة "بلاست" الفرنسية يانيس محمدي، والناشط الفرنسي باسكال موريراس الذي سبق وشارك في رحلات سابقة ضمن أسطول الحرية.
إلى جانب الناشط البرازيلي تياجو آفيلا، والطبيب الفرنسي بابتيس أندري، والناشطة الألمانية ياسمين آجار، والناشط الفرنسي في مجال المناخ ريفا فيارد، وعضو منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد" الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رينيس.