انقطع البث المباشر لموقع السفينة مادلين ظهر اليوم، وآخر موقع سجله لينك تتبع السفينة التابعة لأسطول الحرية الذي تبثه Garmin، كان في مطار الأردن، رغم أنها على بعد 162 ميلًا من غزة، بمحازاة سواحل محافظة كفر الشيخ، في شمال مصر.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة/ICBSG، على إكس "يبدو أن إسرائيل تشوّش على موقع وإشارات زملائنا على متن السفينة مادلين. هذا أمرٌ خطير... سنوافيكم بالتفاصيل"، قبل أن تنشر لينك تتبع جديد، مطالبة بتوزيعه "في جميع أنحاء الإنترنت حتى تظل جميع العيون على مادلين".
وحول التشويش على موقعهم، قال الناشط البرازيلي الموجود على متن السفينة تياجو آفيلا في فيديو على فيسبوك "استقبلنا خبر غريب، وهو أننا حاليًا لسنا على بعد 162 ميل من غزة وهو موقعنا الحقيقي، فوفقًا للينك التتبع نحن الآن عند مطار الأردن، وهو ما يعني أننا نتعرض للتشويش".
وفسر آفيلا في الفيديو التشويش على أجهزة تتبعهم بأنه "يعني أننا على وشك التعرض لهجوم، وهو ما تابعناه في الإعلام الإسرائيلي الذي يقول إن الوحدة s13 من القوات الإسرائيلية الخاصة تستعد لارتكاب جريمة حرب".
السفينة مادلين تظهر في مطار الأردن عقب التشويش على أجهزة تتبعها، 8 يونيو 2025وحسبما نقلت BBC عن وسائل إعلامية إسرائيلية، لن يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي للسفينة بالوصول إلى قطاع غزة، ومن بين خياراته للتعامل معها منع مرورها إلى المياه الإقليمية لغزة أو مرافقة القوات البحرية الإسرائيلية لها لميناء أسدود الإسرائيلي واعتقال الناشطين على متنها، حال لم يمتثلوا لإنذار القوات الإسرائيلية لهم بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية لغزة.
وردًا على التهديدات الإسرائيلية، سبق وقال آفيلا في تصريح سابق لـBBC إن القوات الإسرائيلية "ليس من حقها منع مرور أي سفينة تبحر عبر المياه الدولية"، مؤكدًا أن الفريق "لن يتوقف" أمام التهديدات الإسرائيلية، وأنهم "سيواصلون الطريق لغزة".
تهديدات إسرائيل ومهاجمتها لسفن أسطول الحرية ليست جديدة، وسبق لها الهجوم على سفينة مافي مرمرة عام 2010 مما أسفر وقتها عن مقتل 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وحلقت مسيّرات فوق السفينة مادلين في الليالي الماضية، وأثارت قلقًا كبيرًا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات.
وغادرت السفينة مادلين كاتانيا، صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، في رحلة تمتد لمسافة ألفي كيلومتر عبر البحر المتوسط هدفها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك بعد شهر واحد فقط من قصف مُسيرة إسرائيلية لسفينة مساعدات أخرى تابعة لتحالف أسطول الحرية كانت متجهة إلى غزة.
تحمل السفينة "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وتشرف على تنظيم الرحلة اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، ضمن إطار تحالف أسطول الحرية، وهي حركة دولية تأسست عام 2010 بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وأطلقت حتى الآن 36 سفينة ضمن هذا المسعى.
اختيار اسم مادلين كاتانيا للسفينة جاء تكريما للصيادة الفلسطينية مادلين كُلّاب، أول وأصغر امرأة فلسطينية تمتهن الصيد في غزة.
ومن المتوقع وصول السفينة إلى غزة غدًا الاثنين، وتُقل مادلين 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين مثل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض، والصحفي في منصة "بلاست" الفرنسية يانيس محمدي، والناشط الفرنسي باسكال موريراس الذي سبق وشارك في رحلات سابقة ضمن أسطول الحرية.
إلى جانب الناشط البرازيلي تياجو آفيلا، والطبيب الفرنسي بابتيس أندري، والناشطة الألمانية ياسمين آجار، والناشط الفرنسي في مجال المناخ ريفا فيارد، وعضو منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد" الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رينيس.