أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، اليوم السبت، إطلاق موجة جديدة من القوارب من جزيرة صقلية الإيطالية ضمن تحالف أسطول الحرية ومبادرة "ألف مادلين نحو غزة"، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وحسب بيان للجنة قبل قليل، يضم الأسطول الجديد عشر سفن مدنية ستنطلق من ميناء سان جيوفاني لي كوتي في مدينة كاتانيا، بالتزامن مع مؤتمر صحفي يُعقد بالميناء نفسه في الثانية ونصف مساءً بتوقيت صقلية.
وأوضح البيان أن السفن تقل نحو 70 ناشطًا من أكثر من 20 جنسية، بينهم تسعة برلمانيين من دول أوروبية والولايات المتحدة، إضافة إلى شخصيات ثقافية وحقوقية بارزة.
وأكدت اللجنة في بيانها أن الموجة الجديدة امتداد لمسيرات سفن "مادلين" و"حنظلة" وعشرات القوارب التي أطلقها تحالف أسطول الحرية خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وكذلك سفن "أسطول الصمود العالمي"، والتي تعرضت جميعها لهجمات متكررة في المياه الدولية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر بيراوي إن الحراك العالمي بسفن كسر الحصار لن يتوقف حتى يحقق أهدافه الإنسانية النبيلة، مؤكدًا أن "السفن ستواصل إبحارها نحو غزة مهما كانت التحديات والصعاب، ورغم كل التهديدات الإسرائيلية الهستيرية للنشطاء والمتضامنين من أحرار العالم".
في السياق، دعا الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا المنظمين لأسطول الصمود العالمي بقبول مقترح يقضي بتحويل مسار المساعدات الإنسانية إلى قبرص تمهيدًا لنقلها إلى غزة بوساطة أممية وإيطالية، إلا أن الأسطول رفض العرض، معتبرًا أن تغيير المسار "يعني الاعتراف بشرعية ممارسات غير قانونية".
وقالت المتحدثة باسم الوفد الإيطالي ماريا إلينا ديليا في تسجيل مصور "نحن مستعدون لتقييم مقترحات الوساطة، لكن ليس على حساب تغيير المسار"، مضيفة أن "الاقتراح يهدف إلى تجنيبنا المخاطر في المياه الدولية، لكنه في جوهره التفاف على الهدف الأساسي للمهمة".
وأكد الوفد الإيطالي في بيان لاحق أن مهمة الأسطول ستظل متمسكة بهدفها الأساسي: كسر الحصار وتسليم المساعدات مباشرة إلى سكان غزة، معتبرًا أن أي عرقلة "انتهاك جسيم للقانون الدولي وتحدٍ للأمر المؤقت لمحكمة العدل الدولية الذي يُلزم إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات".
والأسبوع الماضي، تعرضت 6 سفن ضمن الأسطول لهجوم من مسيرات أطلقت المقذوفات والقنابل الصوتية تجاهها ما تسبب في خسائر مادية طفيفة دون تسجيل إصابات بشرية، ما دفع إيطاليا وإسبانيا لإرسال سفن حربية "لحماية الأسطول وتقديم المساعدة".
ويواجه الأسطول تهديدات واسعة بالاستهداف حال تقدمه في المياه الدولية في البحر المتوسط، إذ حذرت عدة دول مواطنيها المشاركين في الأسطول من هجوم إسرائيلي وشيك عليه، وفق الجزيرة، ما دفع الأسطول للإبحار في المياه الإقليمية اليونانية الخميس الماضي لتقليص فرص الاعتداءات الإسرائيلية.
وأسطول الصمود العالمي هو مهمة مدنية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 500 طبيب ومحامٍ وبرلماني ونقابي ومدافع عن حقوق الإنسان يقدمون المساعدات الطبية والغذائية لمواطني غزة المحاصرين.
ومطلع الشهر الجاري، انطلق أسطول الصمود العالمي من ميناء برشلونة بمشاركة أكثر من 300 ناشط في مهمة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، قبل أن يتوقف في ميناء سيدي بوسعيد في تونس حيث التحقت به سفن أخرى، ليستكمل مسيرته مجددًا نحو غزة.
ويهدف الأسطول إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حسبما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة.
ومطلع سبتمبر/أيلول الجاري، قدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وبموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع النشطاء بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين، وحسب الخطة سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
ولم يكن الهجوم على أسطول الصمود هو الأول على السفن التي تحاول كسر الحصار على غزة، ففي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.