أعلن أسطول الصمود العالمي، العودة للإبحار في مهمة لكسر الحصار على غزة، بعد قراره أمس عودة سفنه التي سيرها الأحد الماضي وعلى متنها أكثر من 300 ناشط إلى ميناء برشلونة بسبب "الرياح العاتية".
وقال أسطول الصمود، اليوم الثلاثاء على إكس، إن الراديو والاتصالات معطلة في معظم السفن، موضحًا أنه "بعد ليلة عصيبة من العواصف الكهرومغناطيسية تعرضت بعض القوارب لأضرار واضطرت للعودة، وفقدت قوارب أخرى الاتصال بالراديو تمامًا. في الوقت الحالي، لا نستطيع رؤية سوى 14 سفينة تقريبًا، ولا توجد اتصالات".
وأكد "رغم كل ذلك نواصل التحرك، نبحر بسرعة 3.2 عقدة عبر البحر المتوسط، في طريقنا إلى تونس، حيث ستنضم المزيد من القوارب إلى المهمة المتجهة إلى غزة".
وفي بيان آخر حول التأخير بسبب الأحوال الجوية، أوضح أسطول الصمود أنه "بسبب الظروف الجوية القاسية الليلة الماضية عادت خمس من سفننا الصغيرة لأسباب تتعلق بالسلامة. ونحن نشعر بالارتياح لتأكيد أن الجميع بخير وأن المهمة مستمرة".
"عندما تضطر السفن المدنية الصغيرة إلى القيام بالعمل الذي فشلت الحكومات في القيام به، والإبحار لكسر الحصار وإنهاء الإبادة الجماعية، فإن تحديات مثل هذه تكون شائعة. لو أن إحدى الحكومات المتواطئة أرسلت سفنها الأكثر قدرة إلى غزة، لما وقعت هذه العقبات على عاتق الناس العاديين"، قال الأسطول.
https://x.com/Almanassa_AR/status/1962183601283604504
وأشار إلى انضمام سفن أخرى لهم خلال الأيام المقبلة من تونس واليونان وإيطاليا "والوقوف متحدين لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني بمهمة إنسانية وغير عنيفة".
وفي تحديث لأعداد السفن التي انطلقت من برشلونة بعد تأجيل المهمة، قال "في 1 سبتمبر/أيلول، أبحرت 24 سفينة من قافلة الأسطول من برشلونة في المساء، بينما اضطرت 5 سفن إلى العودة، وتواصل 19 سفينة المهمة".
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قدم الأحد، خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وعرض بن غفير خطته على مجلس الوزراء، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، واعتبر بن غفير أن الأسطول "سيعتبر محاولة لتقويض سيادة إسرائيل ودعم حماس في غزة"، وقال "تحدد الخطة المقترحة تدابير تعزز موقف إسرائيل الثابت في حماية حدودها وضمان أمنها القومي".
بموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع الناشطين بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين.
وحسب خطة الوزير اليميني المتطرف، سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
ويهدف الأسطول إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حسبما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة.
يأتي هذا التحرك ضمن جهود تنسيقية تقودها ثلاثة تنظيمات دولية من أكثر من 44 دولة، كانت اجتمعت في تونس الشهر الماضي، وأعلنت عن تنظيم أسطول الصمود العالمي ليكون أحد تحركاتها، وفق ما أعلنه المنظمون.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
كان أسطول الحرية من أولى الحركات العالمية الداعمة لغزة، وهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم. والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.