تعرض الناشط السياسي علاء عبد الفتاح لإعياء شديد داخل محبسه بسجن وادي النطرون خلال الأيام الماضية، تزامنًا مع إضرابه عن الطعام المستمر لليوم الـ52 على التوالي، حسب خطاب قالت والدته الأكاديمية ليلى سويف إنها تسلمته منه السبت الماضي.
وبدأ عبد الفتاح مطلع مارس/آذار الماضي، إضرابًا كليًا عن الطعام بعد علمه بتدهور الحالة الصحية لوالدته التي كانت دخلت إضرابًا استمر 156 يومًا وأدى إلى احتجازها بمستشفى سانت توماس بلندن في 25 فبراير/شباط الماضي، احتجاجًا على استمرار حبسه.
وعبر فيسبوك نشرت ليلى سويف، أمس، مقتطفًا من خطاب تسلمته من نجلها، قال فيه إنه تعرض لإعياء شديد السبت قبل الماضي الموافق 12 أبريل/نيسان الجاري، "يوم السبت بعد ما تسلمت الطبلية رجّعت بتاع 2 لتر كلهم عصارة المعدة لونها أصفر، فسرناها أنه ربما دور برد وكنت بعاني من الجو البارد فعلاً بآلام شديدة في معدتي ولكن مفيش أعراض برد ثانية".
استمر إعياء عبد الفتاح لفترة رُغم محاولاته إصلاح الأمور "قعدت على نفس التعب ثلاث أيام... ثم رجعت ثاني الأربع بالليل والخميس صحيت تعبان جدًا... تصورت أني بشرب مياه قليلة وأن ده جانب من أسباب المشكلة ففرضت على نفسي شرب بتاع لتر مياه والجمعة برضُه صحيت تعبان ورجّعت ثاني".
خلال هذه الفترة لم تفلح أدوية الأطباء أيضًا في علاجه "في هذه الأثناء أكثر من دكتور كشف عليّا وحصل لخبطة وتضارب في الأدوية... لكن هناك تشخيصين أساسيين؛ الأول إني عندي التهاب في المريء و/أو فم المعدة، وأنه غالبًا مزمن والبرد بيخليه يرجع/يزيد".
وتابع "التشخيص الثاني مرتبط شوية برفض الأدوية اللي وصفت من قبل، وهو أن إضرابي الطويل عامل خمول للحركة الموجية المعتادة للجهاز الهضمي، وبدون الحد الأدنى منها هيحصل ارتجاع كده كده، وبالتالي الأفضل أني مخدش أي أدوية مضادة للتقلصات".
وقالت ليلى سويف إن نجلها أتم أمس الأول 50 يومًا منذ بدء إضرابه الكلي عن الطعام، مضيفةً "طبعًا ده مش رقم قليل وخصوصًا لو الواحد عنده مشاكل في المعدة أو في الكلى تخليه مش عارف يضبط الأملاح، وللأسف علاء عنده مشاكل في الاتنين".
وأعربت ليلى سويف عن قلقها على ابنها قائلة "أنا قلقانة جدًا على علاء، صحيح واضح من كلامه إن أطباء السجن مهتمين وبيعالجوه... بس برضه علاء مفروض يبقى معانا مش في السجن ومضرب عن الطعام".
وأُلقي القبض على علاء عبد الفتاح في 28 سبتمبر/أيلول 2019، بتهم "نشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، والانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون"، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات في ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد عامين من الحبس الاحتياطي.
وكان مقررًا الإفراج عنه نهاية سبتمبر الماضي، وفق تصريح سابق للمحامي الحقوقي خالد علي إلى المنصة، إذ قال إن السلطات لم تحتسب مدة الحبس الاحتياطي ضمن العقوبة واعتبرتها ابتداءً من تاريخ تصديق الحاكم العسكري على الحكم، بوصفه صادرًا من محكمة أمن دولة طوارئ في 3 يناير/كانون الثاني 2022.
وتنص المادة 482 من قانون الإجراءات الجنائية على أن مدة العقوبة المقيدة للحرية تبدأ "من يوم القبض على المحكوم عليه بناءً على الحكم الواجب التنفيذ، مع مراعاة إنقاصها بمقدار مدد الحبس الاحتياطى ومدة القبض"، فيما تنص المادة 484 من القانون نفسه على أنه "يكون استنزال مدة الحبس الاحتياطي عند تعدد العقوبات المقيدة للحرية المحكوم بها على المتهم من العقوبة الأخف أولًا".
واحتجاجًا على استمرار حبس عبد الفتاح كانت دخلت والدته الدكتورة ليلى سويف إضرابًا عن الطعام في 30 سبتمبر الماضي، أدى إلى احتجازها بمستشفى سانت توماس بلندن في 25 فبراير، قبل أن تستجيب للمناشدات وتتحول للإضراب الجزئي، في مارس/آذار الماضي بعد 156 يومًا من الإضراب الكلي عن الطعام.
وتضامنًا مع ليلى سويف سلّم وفد من الحركة المدنية الديمقراطية، في فبراير الماضي، استغاثة إلى رئيس الجمهورية لإصدار عفو رئاسي عن علاء لإنقاذ حياة والدته بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة إضرابها عن الطعام حسب تصريح سابق لرئيس مجلس أمناء الحركة مدحت الزاهد لـ المنصة.
وبداية مارس الماضي، سلّم وفد نسائي متضامن مع ليلى سويف، قصر الاتحادية الرئاسي، عريضة التماس موقعة من 665 امرأة مصرية إلى انتصار السيسي زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإفراج عن علاء وإنقاذ حياة والدته.
وسبق وقدمت سناء سيف وشقيتها منى في 4 ديسمبر الماضي، طلب عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح من خلال وسيط إلى رئاسة الجمهورية، وقالت حينها لـ المنصة إنها قدمت طلبات مماثلة في وقت سابق من خلال لجنة العفو الرئاسي والمجلس القومي لحقوق الإنسان، لكن دون رد.