قُتل 4 أشخاص وأصيب ثلاثة آخرين في غارات جوية شنها الطيران الأمريكي على محافظة الحديدة في اليمن مساء أمس، حسب جماعة الحوثي، فيما أعلنت الولايات المتحدة عزمها زيادة عدد حاملات طائراتها في الشرق الأوسط إلى اثنتين بهدف "تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أنيس الأصبحي، إن "العدوان الأمريكي الذي استهدف بعدة غارات مبنى مؤسسة المياه بمديرية المنصورية في محافظة الحديدة ارتفع إلى 4 شهداء و3جرحى، في حصيلة غير نهائية".
وأتى هذا البيان بعد إعلان وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن غارات أمريكية استهدفت مساء أمس مواقع عدة تقع تحت سيطرة الحوثيين، بينها بنى تحتية للمياه في محافظة الحديدة، كما استهدفت ست غارات محافظة حجة ومعقل الحوثيين في محافظة صعدة.
في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع، إن "القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير استهدف القطع الحربية المعادية في البحر الأحمر وعلى رأسها حاملة الطائرات الأمريكية ترومان، مساء أمس، وذلك بعدد من الصواريخ المُجنحة والطائرات المُسيرة في اشتباك هو الثالث خلال 24 ساعة".
فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، مساء أمس، أن الولايات المتحدة سترفع عدد حاملات طائراتها المنتشرة في الشرق الأوسط إلى اثنتين، إذ ستنضم إلى تلك الموجودة الآن في مياه الخليج حاملة ثانية موجودة حاليًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل، في بيان، إن حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستنضم إلى حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" من أجل "مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أي عدوان، وحماية التدفق الحرّ للتجارة في المنطقة".
وأوضحت الوزارة أن الوزير بيت هيجسيث أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية للبنتاجون في الشرق الأوسط، وسط حملة قصف أمريكية في اليمن استمرت لأكثر من أسبوعين وتصاعد التوتر مع إيران.
ولم يحدد البيان المقتضب الطائرات المقرر نشرها أو الوجهة التي سترسل إليها على وجه الدقة.
وفي 11 مارس/آذار الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ما دام جيش الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى غزة، وذلك بعدما أملهت إسرائيل أربعة أيام لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد منعها مطلع الشهر الماضي.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثي، الشهر الماضي، إن الجماعة ستهاجم أي سفينة إسرائيلية تنتهك "حظر المرور" عبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن "اعتبارًا من الآن".
وجاء التصعيد الحوثي بعدما أعادت الولايات المتحدة في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تصنيف الجماعة اليمنية منظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على سبعة من كبار قادتها.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ألغى تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية في بداية ولايته الرئاسية في 2021، وترتب على ذلك رفع الحظر عن إرسال المساعدات لليمن.
وفي مواجهة هجمات الحوثي على السفن في البحر الأحمر، صنفها بايدن العام الماضي "منظمة إرهابية عالمية ذات تصنيف خاص"، لكن إدارته لم تدرجها على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأوقف الحوثيون هجماتهم على السفن التابعة لإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
ومطلع مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة مع تصاعد الخلاف حول استمرار الهدنة ومفاوضات استكمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 شنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن في البحر الأحمر ، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقتها أعلنت الجماعة السفن الإسرائيلية هدفًا مشروعًا لها.
وخلال هذه الفترة أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على ثالثة وقتلوا أربعة بحارة على الأقل، كما أجبرت هجماتهم العديد من شركات الشحن على تجنب المرور بالبحر الأحمر واتخاذ المسار البحري الأطول عبر ساحل جنوب إفريقيا.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا على التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بداية من 12 يناير 2024، ونفذتا وقتها 73 غارة على اليمن، واستمرت الهجمات المتبادلة حتى وقف إطلاق النار في غزة.