نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات جوية مشتركة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، على ما قالت إنها أهداف حوثية في اليمن "لإضعاف قدرتهم على الاستمرار في هجماتهم غير القانونية والمتهورة على السفن في البحر الأحمر"، حسب بيان للقيادة المركزية الأمريكية، فيما أعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" مقتل 5 عسكريين وإصابة 6 آخرين نتيجة للهجمات التي بلغت 73 غارة، استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية على إكس، فيديو لانطلاق المقاتلات التي شاركت في الهجمات، وقالت إن قواتها "بالتنسيق مع المملكة المتحدة، وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، شنت ضربات مشتركة على أهداف الحوثيين لإضعاف قدرتهم على الاستمرار في هجماتهم غير القانونية والمتهورة على السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر".
ولفتت القيادة المركزية اﻷمريكية إلى أن الهجمات "استهدفت أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".
وأكدت أن الهجمات "لا علاقة لها بعملية حارس الرخاء، وهي منفصلة عنها"، وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا إن "الضربات ضد الحوثيين تهدف إلى تقويض قدرتهم على مواصلة هجماتهم بالبحر الأحمر".
وحمَّل كوريلا في بيان نقلته وسائل إعلام دولية وإقليمية، "الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين المسؤولية عن الهجمات على الشحن البحري الدولي"، مؤكدًا أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق، وأضاف "لن يتم التسامح مع أفعالهم غير القانونية والخطيرة، وسيتم محاسبتهم".
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصًا السفن التي يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل"، ردًا على الحرب في غزة.
ونفذت جماعة الحوثي اليمنية تهديدها باستهداف أي سفينة أجنبية متجهة إلى إسرائيل، وهو ما وصفته صحف عبرية بأنه "حصار بحري" يقلق تل أبيب، خصوصًا في ظل عدم حسم طريقة التعامل مع هذا التهديد.
بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت الهجمات بتوجيه منه، لافتًا إلى أن "تلك المواقع يستخدمها الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد أهم الممرات المائية في العالم".
وأضاف أن هذه الضربات "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا للجهات المعادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم"، وتابع "لن أتردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة".
كذلك من جانبه، قال رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك في بيان "نفذنا ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن"، مؤكدًا أن المملكة المتحدة ستدافع دومًا عن حرية الملاحة وتدفق التجارة.
من جانبها، قالت القوات المسلحة اليمنية التابعة للحوثيين، في بيان لها، نشرته على إكس اليوم الجمعة، إن الطيران الأمريكي والبريطاني شن 73 غارة، استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، ما أسفر عن مقتل 5وإصابة 6 آخرين جميعهم من أفراد القوات المسلحة.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية للحوثيين، يحيى سريع، أن الغارات الأمريكية البريطانية تأتي "في إطار دعمه لاستمرار الإجرامِ الإسرائيلي في غزة"، مضيفًا "العدو الأمريكي والبريطاني يتحمل كامل المسؤولية على عدوانه الإجراميِ بحقِّ شعبِنا اليمني ولن يمر دون رد ودون عقاب".
وشدد على أن القوات المسلحة اليمنية "الحوثية"، "لن تتردد في استهداف مصادر التهديد وكافة الأهداف المعادية في البر والبحر دفاعًا عن اليمن وسيادته واستقلاله".
ولفت سريع إلى استمرار منع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إليها في البحرين العربي والأحمر، وأن "هذا العدوان لن يثني اليمن عن موقفه الداعم والمساندِ لمظلومية الشعب الفلسطيني".
وأدانت إيران الهجمات الأمريكية-البريطانية على اليمن، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن الهجمات "لن تكون لها أي نتيجة سوى تأجيج حالة عدم الاستقرار والأمن في المنطقة"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وأعرب كنعاني عن قلقه من "تداعیات تكرار مثل هذه الهجمات التعسفية على السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وطالب المجتمع الدولي بمنع توسیع رقعة الحرب وعدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة بردود أفعال وإجراءات مسؤولة".
من جانبها، قالت الخارجية السعودية، في بيان لها، إن المملكة تتابع "بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية".
وأكدت المملكة، التي تسعى لعقد اتفاق سلام شامل مع الحوثيين، "على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلبًا دوليًا لمساسها بمصالح العالم أجمع، وتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد".
ووافق مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، على قرار يدعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم في البحر الأحمر وانتهاك القانون الدولي.