أعلنت شركة شحن الحاويات العملاقة، ميرسك، ثاني أكبر شركة شحن بحري في العالم، أن حوالي 20 سفينة تابعة لها تنتظر على جانبي قناة السويس، إذ ستُغير السفن مسارها كي تتجنب المرور بالبحر الأحمر.
كما ستتجنب سفن شركة الشحن البلجيكية "يوروناف" المرور بالمنطقة حتى تتمكن القوافل البحرية من حماية السفن.
وكانت ميرسك سبق أن أصدرت تعليمات إلى سفنها المُتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها، بعد تعرض إحدى سفنها للهجوم من جانب جماعة الحوثي في اليمن.
وحسب صحيفة إيكونمك تايمز، فإنه بعد الحادث الذي تعرضت له السفينة "Maersk جبل طارق"، إضافة للهجوم على سفينة حاوية أخرى الجمعة، أصدرت Maersk تعليمات لجميع السفن التابعة لها في المنطقة المتجهة إلى مضيق باب المندب بإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر.
ومضيق باب المندب هو ممر مائي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، وعادة ما تمر به سفن الشحن في رحلتها عقب عبورها قناة السويس المصرية شمالًا.
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصًا السفن التي يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل"، ردًا على الحرب في غزة. ونفذت جماعة الحوثي اليمنية تهديدها باستهداف أي سفينة أجنبية متجهة إلى إسرائيل، وهو ما وصفته صحف عبرية بأنه "حصار بحري" يقلق تل أبيب، خصوصًا في ظل عدم حسم طريقة التعامل مع هذا التهديد.
كما أعلنت شركة الشحن التايوانية إيفرجرين لاين تعليق خدمات الاستيراد والتصدير مع إسرائيل فورًا بسبب تزايد المخاطر واعتبارات السلامة حتى إشعار آخر. وذكرت شركة الشحن الألمانية، هاباج لويد، في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أنها لن تستخدم البحر الأحمر بعد أن تعرضت إحدى سفنها لهجوم أثناء إبحارها بالقرب من سواحل اليمن.
كما أوضحت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية، أن سفن الحاويات بدأت تتجنب العبور في مسار البحر الأحمر، الذي كان قبل فترة قصيرة إحدى أكثر الطرق التجارية ازدحامًا في العالم، بسبب هجمات الحوثي.
وأضافت الصحيفة، أن البيانات التي جمعتها خدمة تتبع السفن MariTrace، أوضحت أنه حتى مساء أمس الثلاثاء، كانت هناك 210 سفن فقط تعبر البحر الأحمر، مقارنة بـ330 سفينة في نفس الوقت من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى مسارعة مجموعة دول من حلف شمال الأطلنطي، بمشاركة حلفاء إقليميين بقيادة الولايات المتحدة، إلى بحث توفير الحماية البحرية للشحن التجاري، إذ أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عن اتفاق لتوسيع قوة المهام البحرية المُنتشرة في البحر الأحمر.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى عقد أوستن مؤتمرًا عبر الفيديو مع الدول المُشاركة في المهمة، حذر فيه من كون التهديد الذي يواجه الاقتصاد العالمي سيستمر ما لم تنضم المزيد من الدول إلى هذا الجهد.
إلى ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي لإحدى شركات الخدمات اللوجيستية السويسرية إن حوالي 19 ألف سفينة تُبحر عبر قناة السويس سنويًا، وعادة ما تستغرق الرحلة من إلى 30 إلى 40 يومًا بين آسيا وأوروبا، مضيفًا أن الطريق البديل، رأس الرجاء الصالح، قد يطيل زمن الرحلة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وفقًا لصحيفة الفايننشال تايمز.
من جهته، قال مصدر مسؤول في مجلس الوزراء إن الحكومة المصرية أجرت اتصالات مكثفة خلال اليومين الماضيين، مع بعض الجهات والسلطات الدولية مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لبحث كيفية التعامل مع هجمات جماعة الحوثي المستمرة على السفن المارة من مضيق باب المندب، وهو ما "يؤثر بالسلب على حجم التجارة العالمية المارة بقناة السويس والبحر الأحمر خلال الفترة المقبلة".
كما أصدر رئيس قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، بيانًا، مساء الأحد، كشف فيه عن تغيير 55 سفينة مسارها من القناة إلى رأس الرجاء الصالح بسبب الهجمات التي يشنها الحوثي على السفن المارة بالبحر الأحمر من ناحية مضيق باب المندب.
وأشار ربيع إلى أن السفن التي حولت مسارها من 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حتى أمس اﻷحد، لا تزال تمثل "نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة".
وأكد ربيع أن "حركة الملاحة بالقناة منتظمة"، وقال إن "قناة السويس تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح".