قال مصدر مسؤول في مجلس الوزراء إن الحكومة المصرية أجرت اتصالات مكثفة خلال اليومين الماضيين، مع بعض الجهات والسلطات الدولية مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لبحث كيفية التعامل مع هجمات جماعة الحوثي المستمرة على السفن المارة من مضيق باب المندب، وهو ما "يؤثر بالسلب على حجم التجارة العالمية المارة بقناة السويس والبحر الأحمر خلال الفترة المقبلة".
ومن جهته، أصدر رئيس قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، بيانًا، مساء الأحد، كشف فيه عن تغيير 55 سفينة مسارها من القناة إلى رأس الرجاء الصالح بسبب الهجمات التي يشنها الحوثي على السفن المارة بالبحر الأحمر من ناحية مضيق باب المندب.
وأشار ربيع إلى أن السفن التي حولت مسارها من 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حتى أمس اﻷحد، لا تزال تمثل "نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة".
وأكد ربيع أن "حركة الملاحة بالقناة منتظمة"، وقال إن "قناة السويس تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح".
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصًا السفن التي يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل"، ردًا على الحرب في غزة. ونفذت جماعة الحوثي اليمنية تهديدها باستهداف أي سفينة أجنبية متجهة إلى إسرائيل، وهو ما وصفته صحف عبرية بأنه "حصار بحري" يقلق تل أبيب، خصوصًا في ظل عدم حسم طريقة التعامل مع هذا التهديد. وإثر الهجمات أعلنت شركات شحن كبرى وقف رحلاتها في قناة السويس.
المصدر المطلع على ملف القناة أشار لـ المنصة إلى أن "الاتصالات التي أجرتها مصر على مدار اليومين الماضيين، بحثت إمكانية تشكيل قوى بحرية عسكرية دولية لردع تلك هجمات جماعة الحوثي بمضيق باب المندب".
ونوه المصدر إلى أن "تشكيل هذه القوة العسكرية الدولية سيكون في صالح قناة السويس المصرية، لأن استمرار الهجمات سيؤثر على حركة الملاحة المارة بالقناة، مما سيضر بالاقتصاد المصري الذي تعد قناة السويس من مصادر الدخل الأساسية له، حيث تسهم بشكل كبير في توفير العملة الأجنبية الصعبة".
وسبق أن أعلن رئيس هيئة قناة السويس أن القناة حققت عوائد بقيمة 9.4 مليار دولار في السنة المالية الماضية 2022-2023، الرقم الذي وصفه بـ"أكبر دخل حققته القناة في تاريخها".
وقال المصدر المطلع على ملف القناة إن "هناك تخوفات كبيرة من تأثر النقل البحري الدولي بتلك الهجمات، إذ يمر بالبحر الأحمر نحو 6 ملايين برميل نفط يوميًا، ونحو 12% من حجم التجارة العالمية".
وأضاف المصدر أن "الممر الملاحي بمضيق باب المندب يمر منه نحو 40% من احتياجات دول أوروبا من النفط والغاز المسال يوميًا".
في المقابل، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لـ سكاي نيوز عربية، بداية الشهر الحالي، أن أمريكا تسعى لإنشاء قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر، موضحًا أن "واشنطن تسعى لانخراط 40 دولة في القوة الدولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر".
كما أثارت سلسلة هجمات الحوثي سعيًا أمريكيًّا إلى توسيع دائرة عمل قوة المهام المشتركة "153" لمعالجة الزيادة المقلقة في الهجمات على السفن التجارية، وهي القوة التي تم إنشاؤها حديثًا خلال العام الماضي، في مكافحة أعمال التهريب، والتصدي للأنشطة غير المشروعة خاصة الأنشطة الإرهابية في مناطق البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.