أصدرت شركة شحن الحاويات العملاقة إيه بي ميرسك – Maersk تعليمات إلى سفنها المُتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بوقف رحلاتها، بعد تعرض إحدى سفنها للهجوم من جانب جماعة الحوثي في اليمن.
وحسب صحيفة إيكونمك تايمز، فإنه بعد الحادث الذي تعرضت له السفينة "Maersk جبل طارق"، إضافة للهجوم على سفينة حاوية أخرى الجمعة، أصدرت Maersk تعليمات لجميع السفن التابعة لها في المنطقة المتجهة إلى مضيق باب المندب بإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر.
ومضيق باب المندب هو ممر مائي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، وعادة ما تمر به سفن الشحن في رحلتها عقب عبورها قناة السويس المصرية شمالًا.
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصًا السفن التي يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل"، ردًا على الحرب في غزة. ونفذت جماعة الحوثي اليمنية تهديدها باستهداف أي سفينة أجنبية متجهة إلى إسرائيل، وهو ما وصفته صحف عبرية بأنه "حصار بحري" يقلق تل أبيب، خصوصًا في ظل عدم حسم طريقة التعامل مع هذا التهديد.
وقالت شركة Maersk "نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الأمني المتصاعد للغاية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.. إن الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في المنطقة مثيرة للقلق وتشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة وأمن البحارة".
ولم تذكر Maersk ما سيحدث بعد ذلك لأسطولها، إذ تتعامل الشركة مع أكبر تجار التجزئة في العالم، مضيفةً أن أولويتها الأولى هي الحفاظ على سلامة أطقمها.
وتابعت الشركة "نحن ملتزمون بضمان استقرار سلاسل التوريد لعملائنا على أفضل وجه، ونعمل بشكل وثيق مع جميع فرقنا اللوجيستية ونتخذ خطوات لتقليل التأثيرات على العملاء".
ونقل موقع السفن تكنولوجي، عن خبراء، قولهم إن قرار شركة Maersk إذا ترددت أصداؤه لدى شركات الشحن الكبرى الأخرى قد يكون له تأثير جذري على أسواق التجارة البحرية.
وقبل قرار Maersk، حذر كبير المحللين في منصة زينيتا لتحليلات الشحن البحري والجوي، بيتر ساند، من ارتفاع الأسعار الذي يمكن أن يحدث حال تم إغلاق الطريق ولو حتى لبضعة أيام.
وأضاف ساند لمنصة السفن تكنولوجي، أن البديل الرئيسي هو الإبحار حول رأس الرجاء الصالح، مما يضيف ما يصل إلى 10 أيام من وقت الإبحار للخدمات من آسيا إلى شمال أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط.
ولفت ساند إلى أن تكلفة نقل البضائع عبر المحيطات قد تشهد زيادة كبيرة، وأنه اعتمادًا على حجم ومدة أي انقطاع في قناة السويس، يمكننا أن نرى زيادة في أسعار الشحن البحري بنسبة تصل إلى 100%.
وتوقعت وكالة بلومبرج أن تؤدي هجمات الحوثي إلى اضطرابات كبيرة في حركة الشحن البحري بالشرق الأوسط.