تصاعدت العمليات العسكرية البرية والقصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، مساء أمس، وتوغلت دبابات الاحتلال في خانيونس بشكل مفاجئ في عملية استمرت لساعات تحت غطاء كثيف من صواريخ الطائرات الحربية على منازل المواطنين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا.
وبالتزامن مع سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، حاول عدد من الغزيين النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة العودة إلى منازلهم ومناطق سكنهم الأصلية في شمال القطاع، حيث تجمهر أكثر من 100 غزي على طريق البحر، قرب حاجز جيش الاحتلال الإسرائيلي الغربي على محور نتساريم، ليقوم الجيش بإطلاق النار والقذائف المدفعية بشكل مباشر عليهم.
وأطلق الاحتلال العشرات من قنابل الإنارة شمال غرب مخيم النصيرات، وأكثر من 30 قذيفة مدفعية رافقها رصاص الأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات نُقلوا إلى مستشفى العودة بالمخيم ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، خيمة تأوي نازحين داخل مدرسة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، من بينهم طفل وإمرأة، وإصابة 6 آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
وزعم جيش الاحتلال في بيان، استهداف عناصر من حركة حماس داخل منشأة قيادة وسيطرة أُقيمت داخل خيمة، "استخدموها للتخطيط وتنفيذ نشاطات ضد الجيش".
وقُتل 3 أطفال وصلت أجسادهم عبارة عن أشلاء إلى مستشفى العودة بالنصيرات، مساء أمس، وذلك بعد استهدافهم على مدخل مخيم البريج أثناء لعب كرة القدم، كما أصيب 3 آخرين نتيجة القصف بصاروخ من طائرة استطلاع، حسب مصدر طبي بالمستشفى لـ المنصة.
وفي خانيونس جنوب قطاع غزة، توغلت دبابات جيش الاحتلال بشكل مفاجئ، مساء أمس، في منطقة ميراج الغربي وحيي المنارة والسلم ومنطقة معن جنوب شرق المدينة، وعن طريق شمال مدينة رفح، تحت غطاء كثيف من صواريخ الطائرات الحربية والكوادكوبتر والقذائف المدفعية على منازل المواطنين.
وأسفر التوغل عن مقتل 30 شخصًا تمكنت الإسعاف والدفاع المدني من انتشالهم عقب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية برية استمرت ساعات.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بشكل مفاجئ دون أي تحذير مُسبق في مناطق مكتظة بالسكان، حيث حاول البعض الهرب من منازلهم باتجاه مستشفى غزة الأوروبي نتيجة القصف الكثيف على مناطق سكناهم.
وأفاد مصدر في الدفاع المدني لـ المنصة بوصول عشرات المناشدات من عائلات محاصرة داخل منازلها لا تستطيع الخروج أو الهرب نتيجة القصف المستمر والقريب منهم، مضيفًا "هناك عائلات أبلغتنا بوجود شهداء وجرحى نتيجة القصف، وهناك عائلات بأكملها تحت الأنقاض بعد قصف منزلهم وبعضهم على قيد الحياة".
وأوضح أنهم في الدفاع المدني تواصلوا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي تواصلت بدورها للتنسيق ومرافقة الدفاع المدني لانتشال الضحايا والجرحى، إلا أن الرد من جيش الاحتلال كان "لا يمكن الدخول للمنطقة في الوقت الحالي حيث تعتبر منطقة قتال خطرة يمنع الدخول لها".
وقالت شقيقة المصور الصحفي أحمد الزرد، في اتصال مع المنصة، حيث تتواجد مع عائلتها في منزلهم المستهدف، إن شقيقها مصاب هو وأمهما وشقيقتهما، بينما قتل 4 من أفراد العائلة دون قدرتهم على تقديم المساعدة لهم "إحنا قاعدين بنموت، الشاش الموجود بالبيت استخدمناه كله والنزيف ما توقف وبناشد أي حد بقدر يساعدنا ويطلعنا للمستشفى".
وأوضحت أنهم تلقوا قذيفة مدفعية استهدفت منزلهم بشكل مباشر دون تحذير ما تسبب في مقتل وجرح غالبية أفراد العائلة التي أصبحت محاصرة داخل منزلها المستهدف بسبب استمرار القصف وإطلاق النار.
واستهدف جيش الاحتلال بالطائرات الحربية، فجر الأربعاء، مدرستين تستخدمان كمراكز إيواء للنازحين في مدينة غزة شمال القطاع، دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل 8 نازحين وإصابة أكثر من 30 آخرين غالبيتهم أطفال ونساء، حسبما أفاد مصدر طبي بالمستشفى المعمداني لـ المنصة.
وقصف الاحتلال مدرسة مسقط التي تأوي مئات العائلات النازحة بحي التفاح شرق المدينة، ما تسبب في مقتل 3 نازحين، كما قصف مدرسة معهد الأمل بحي الرمال الشمالي غرب غزة، وهو معهد ومدرسة للأطفال الأيتام أنشأ منذ أكثر من 40 عامًا، ويستخدم لإيواء عائلات نازحة فقدت منازلها في الحرب.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن الاحتلال استهدف غرفتين في مبنى الثقافة داخل المعهد ما تسبب في دمارهم بشكلٍ كامل، موضحًا أنّ عائلات كانت تقطن في تلك الغرف لحظة قصفها.
وكان قد تعرض حي الزيتون وشارع الصناعة وحي الصبرة في مناطق جنوب مدينة غزة، مساء الثلاثاء، لقصف مدفعي كثيف بالتزامن مع سقوط الصواريخ الإيرانية على الأراضي المحتلة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 362، منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية مستمرة للشهر الثاني عشر، راح ضحيتها حتى أمس 41638 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء، و96460 مصابًا.