أكثر من 70 غارة أمريكية على اليمن.. والحوثي: منعنا الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر
شن الطيران الأمريكي أكثر من 70 غارة جوية على محافظات يمنية عدة، أمس الجمعة، أسفرت عن قتيل و10 مصابين، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية التي أعلنتها واشنطن على معاقل الحوثيين منتصف الشهر الجاري إلى 53 شخصًا، فيما قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إنه نجح في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأفاد إعلام تابع للحوثيين بأن الولايات المتحدة نفذت غارتين على مطار صنعاء الدولي، مبينة أن قصفًا طال منطقة القيادة في صنعاء ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص بينهم طفلان وأحدث أضرارًا في المنازل والمحلات التجارية وسط العاصمة.
المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي، قال عبر إكس إن عدوانًا أمريكيًا استهدف منطقة السواد في مديرية سنحان جنوب العاصمة بـ8 غارات، ومثلهم على مدينة صعدة وغارتين فقط على مدينة صعدة.
وذكرت قناة المسيرة أن 19 غارة أمريكية نفذت على محافظة عمران حيث استهدفت مناطق اللبداء والعمشية وحباشة والعادي والعبلا والجبل الأسود، كما استهدف بثماني غارات محيط المجمع الحكومي في مديرية الحزم بمحافظة الجوف.
وتزامنت الضربات الأمريكية مع مشاركة حشود كبيرة من اليمنيين لإحياء يوم القدس العالمي، في مختلف ميادين المحافظات اليمنية، منددين بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مرددين هتافات بشعارات "الجهاد"، حاملين العلم الفلسطيني ولافتات تطالب بالوقف الفوري للعدوان.
من ناحيته، قال زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي في كلمة مصورة مساء أمس تزامنًا مع يوم القدس العالمي، إن عمليات الجماعة نجحت في منع الملاحة الإسرائيلية بشكل تام في البحر الأحمر.
وأضاف الحوثي "شعبنا لم يرضخ لكل الضغوط لثَنيِهِ عن موقفه الجهادي المناصر لفلسطين، وقطع شوطًا كبيرًا ومستوى كاملًا يحظى فيه بعون ونصر الله".
وتابع "عمليات الجماعة المساندة لغزة نجحت بشكل تام في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر"، متعهدًا باستمرار تنفيذ عمليات عسكرية داخل فلسطين المحتلة.
وبخصوص الغارات الأمريكية على اليمن، علق الحوثي قائلًا "الأمريكي في جولته التصعيدية على بلدنا جاءت لتهيئة مرحلة جديدة يستفرد بالشعب الفلسطيني دون أي دعم أو تضامن".
ونفى الحوثي البيانات الأمريكية باستهداف مواقع عسكرية في اليمن واتهم واشنطن باستهداف المدنيين "في الوقت الذي يقول الأمريكي إنه يستهدف القدرات العسكرية هو يستهدف أعيانًا مدنية في العاصمة صنعاء والمحافظات".
وفي 11 مارس/آذار الحالي، أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ما دام جيش الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى غزة، وذلك بعدما أمهلت إسرائيل أربعة أيام لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد منعها مطلع الشهر الجاري.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثي إن الجماعة ستهاجم أي سفينة إسرائيلية تنتهك "حظر المرور" عبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن "اعتبارًا من الآن".
في المقابل، أعلنت واشنطن في 15 مارس/آذار الحالي عن عملية عسكرية ضد الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وقالت إنها قتلت عددًا من كبار المسؤولين الحوثيين، ففي اليوم الأول للهجوم سقط 31 قتيلًا وأصابت 101 آخرين معظمهم أطفال ونساء.
وأوقف الحوثيون هجماتهم على السفن التابعة لإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
ومطلع مارس الجاري، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة مع تصاعد الخلاف حول استمرار الهدنة ومفاوضات استكمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 شنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن في البحر الأحمر ، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقتها أعلنت الجماعة السفن الإسرائيلية هدفًا مشروعًا لها.
وخلال هذه الفترة أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على ثالثة وقتلوا أربعة بحارة على الأقل، كما أجبرت هجماتهم العديد من شركات الشحن على تجنب المرور بالبحر الأحمر واتخاذ المسار البحري الأطول عبر ساحل جنوب إفريقيا.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا على التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بداية من 12 يناير 2024، ونفذتا وقتها 73 غارة على اليمن، واستمرت الهجمات المتبادلة حتى وقف إطلاق النار في غزة.