كشف مصدر قيادي في حركة حماس عن تمسك الحركة بشرطين أساسيين خلال المفاوضات الجارية مع الإدارة الأمريكية، وهما الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب، مبينًا أن المناقشات تجري حول مقترح قدمته الحركة ببدء هدنة طويلة المدى تتراوح بين 10 إلى 20 سنة وتشمل غزة والضفة الغربية.
وقال المصدر لـ المنصة طالبًا عدم نشر اسمه، إن المباحثات التي عُقدت في الدوحة بمشاركة مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آدم بوهلر، وبحضور وفد تفاوضي من حماس برئاسة خليل الحية، رئيس الحركة في غزة، أكدت رفض أي صفقات جزئية.
والأربعاء الماضي ذكرت رويترز أن الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع حركة حماس خلال الأسابيع القليلة الماضية في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن تأمين إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين في غزة.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين، حسب سكاي نيوز.
وقال القيادي بالحركة إن المفاوضات الراهنة سواء التي تدور في العاصمة القطرية الدوحة أو تلك التي تشهدها القاهرة تسير بشكل إيجابي وفق ما تشترطه وتتمسك به المقاومة الفلسطينية.
وأوضح أن هناك مقترحًا طرحته الحركة على الجانب الأمريكي ويجري التفاوض بشأنه في الوقت الحالي، بإقرار هدنة طويلة المدى تتراوح بين 10 إلى 20 سنة.
ورأى المصدر أن مقترح الهدنة طويلة المدى قد يُلبي أهداف جميع الأطراف في الوقت الراهن، خاصة في ظل تمسك المقاومة بشروطها ومخاوف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من تفكك تحالفه الحكومي في حال الموافقة على إنهاء الحرب.
وأكد القيادي أن المقترح لا يقتصر على الوضع في قطاع غزة فحسب، بل يشمل أيضًا الضفة الغربية، مما يعكس سعيًا لتوسيع نطاق التسوية ليشمل كافة الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن مفاوضي الحركة أكدوا خلال المحادثات المباشرة مع الإدارة الأمريكية أن التهديدات لن تكون مجدية، محذرًا من أن التلويح بالحرب مرة أخرى يُهدد حياة الأسرى الذين يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق سراحهم.
وكان ترامب وجه الأربعاء الماضي تهديدًا لحماس، أسماه بـ"التحذير الأخير" لكي تطلق سراح جميع المحتجزين في غزة على الفور"، كما طالب قادة الحركة بمغادرة القطاع، ما اعتبرته حماس موقفًا داعمًا لإسرائيل في خطة الحصار والتجويع للشعب الفلسطيني.
كما كشف القيادي أن تشكيل وفد حركة حماس، الذي بدأ زيارة للقاهرة أمس، يُظهر طبيعة المفاوضات الجارية التي تتناول قضية استراتيجية تتجاوز مفاوضات المرحلة الثانية للاتفاق، إذ يضم الوفد إلى جانب رئيس الحركة، كلاً من نزار عوض الله، عضو المجلس القيادي، ومحمد درويش، رئيس المجلس، مما يعكس أهمية وحساسية المباحثات الحالية.
وتأتي زيارة وفد حماس للقاهرة في وقت تُجري فيه السلطات المصرية مفاوضات مع ممثلين عن الإدارة الأمريكية حول الخطة العربية لإعمار غزة وإدارة القطاع في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مناقشة الأسماء الفلسطينية المرشحة للإشراف على هذه المهام.
وفي سياق متصل، بثت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، رسالة مصورة لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي الأسرى لديها، وهو يناشد حكومة نتنياهو مواصلة الضغط للإفراج عنهم.
وظهر المحتجز الإسرائيلي متان إنجليست، مرتديًا الملابس العسكرية، مؤكدًا أن القوة العسكرية لن تكون فعالة في إعادته، داعيًا إلى الاستمرار في جهود صفقة التبادل لتحقيق إطلاق سراحه، كما وجّه رسالة إلى الرئيس الأمريكي، قائلًا "أنت الوحيد الذي يملك القوة للتأثير على نتنياهو وحكومته".
ويبقى اتفاق وقف النار في غزة حاليًا معلق بين إسرائيل التي أعلنت الأحد الماضي اعتمادها مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح في تمديد للمرحلة الأولى من الاتفاق، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون ثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.
ويسعى ترامب إلى تنفيذ مقترحه بتهجير سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو المقترح الذي قوبل برفض عربي ودولي، وردت القاهرة عليه بالدعوة لقمة عربية طارئة اعتمدت في بيانها الختامي خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون الحاجة لتهجير سكانها، رحبت بها حماس، ورفضتها الولايات المتحدة وإسرائيل.