يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ347، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن يزور مصر اليوم، لبحث جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن لا شيء يبرّر العقاب الجماعي الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان، مساء أمس، إن بلينكن يتوجه إلى مصر الثلاثاء لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن تحرير المحتجزين ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي على نطاق أوسع.
وهذه الزيارة الثانية لبلينكن خلال أقل من شهر، بعد زيارة أخيرة في 20 أغسطس/آب الماضي، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة نفس الأزمة.
وتقود مصر وقطر وأمريكا منذ 10 أغسطس الماضي، جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ووضع حد لمعاناة سكان غزة المستمرة منذ 11 شهرًا، وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.
وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيرأس افتتاح الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ويهدف الحوار إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلًا عن زيادة الروابط بين الشعبين من خلال الثقافة والتعليم.
ونهاية مايو/أيار الماضي، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لستة أسابيع في مرحلته الأولى، ووصفه بـ"خارطة طريق" لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن المحتجزين وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم، وهو ما أعلنت حماس الموافقة عليه.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 41226 فلسطينيًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 95413 آخرين، حتى أمس، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وميدانيًا، قُتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل بينهم طفل وامرأة، وأصيب آخرون إثر استهداف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في حي الصبرة جنوب قطاع غزة مساء أمس، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وحسب الوكالة الفلسطينية، نسفت قوات الاحتلال عددًا من المباني السكنية جنوب حي الزيتون، وأطلقت طائرات الاحتلال المسيرة نيرانها صوب منازل المواطنين في المخيم الجديد وحي الدعوة شمال مخيم النصيرات.
كما تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين، في الاثنين ليل الثلاثاء، اثنان منهم قُتلوا جراء في استهداف لخيمة نازحين بمنطقة البركة جنوب دير البلح، وتم انتشال ثالث وعدد من الإصابات إثر استهداف من طائرة حربية منزلًا بحي الدرج، شرق مدينة غزة.
من ناحيته، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب عدوانها وحربها المدمرة لقطاع غزة لما يزيد عن 11 شهرًا.
وقال جوتيريش، في تصريحات نقلتها فرانس 24، مساء أمس، إن "لا شيء يبرّر العقاب الجماعي الذي تنزله إسرائيل بسكان غزة الذين يعانون على نحو لا يمكن تصوّره".
وتابع "مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا".