منشور
الأربعاء 27 مارس 2024
- آخر تحديث
الأربعاء 27 مارس 2024
اعترف وزير الري الدكتور هاني سويلم بتأثير سد النهضة على مصر، لكنّه أكد أن "الدولة المصرية قدرت تتعامل معاه بتكلفة ما".
وأكد سويلم في لقاء مع عدد من الصحفيين على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمياه أمس، على أهمية تحمّل إثيوبيا للتكاليف التي تكبدتها مصر جراء السد، قائلًا إن "اتفاقية إعلان المبادئ بتقول لو تسبب السد في أضرار لدول المصب، فيه ثمن لازم يندفع"، مضيفًا "ولازم مصر هتطالب به في يوم من الأيام".
وقال مصدر مطلع على ملف سد النهضة بوزارة الري لـ المنصة إن حديث الوزير في هذا الشأن يستند إلى البند الثالث من اتفاق إعلان المبادئ، الذي وقعته الدول الثلاث في 2015، والمعني بـ"عدم التسبب في ضرر ذي شأن".
وينص البند الثالث على أنه "في حالة حدوث ضرر ذي شأن لإحدى الدول، فإن الدولة المتسببة في إحداث هذا الضرر، عليها، في غياب اتفاق حول هذا الفعل، اتخاذ الإجراءات المناسبة كافة بالتنسيق مع الدولة المتضررة لتخفيف أو منع هذا الضرر، ومناقشة مسألة التعويض كلما كان ذلك مناسبًا".
وأضاف المصدر أن المياه التي خزنتها إثيوبيا في سد النهضة مقتطعة من حصتي مصر والسودان، وأن القاهرة نفذت بالفعل مشروعات مائية كبرى في السنوات الأخيرة بمليارات الدولارات، لترشيد استهلاك المياه، وتحسين عملية إدارتها.
وأكد وزير الري، خلال حديثه للصحفيين، ومن بينهم صحفي المنصة، أن الإعلان عن انتهاء المسار التفاوضي بشأن سد النهضة كان "قرار دولة"، مضيفًا "وليس هناك أي تطور في الموقف".
وشدد سويلم على عدم العودة لمفاوضات سد النهضة "بالشكل الذي كان مطروحًا"، الذي سمح لإثيوبيا باستهلاك المزيد من الوقت، مضيفًا "وصلنا لاتفاق أكثر من مرة، والجانب الآخر كان بينسحب".
وتابع "كانت هناك مراوغات، واستهلاك وقت، لذا كان الموقف المصري بعدم استكمال المفاوضات، وكل جهة النهارده تتحمل مسؤوليتها. ومن حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أي تهديد مباشر".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت مصر، في بيان لوزارة الري، انتهاء المسارات التفاوضية مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، فيما أكدت أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، بينما تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر.
البيان الذي جاء في ختام 4 جولات تفاوضية بين مصر والسودان وإثيوبيا أكد تمادي استمرار المواقف الإثيوبية ذاتها الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث.
ومؤخرًا، أعلنت إثيوبيا اكتمال 95% من عمليات بناء سد النهضة، بينما تظهر صور الأقمار الصناعية تواصل تعلية الممر الأوسط تمهيدًا للملء الخامس، حسب أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي.
وأشار شراقي، في منشور على صفحته بفيسبوك إلى استقرار مخزون بحيرة سد النهضة عند 35 مليار متر مكعب، لافتًا إلى أنها خزنت في سنوات الملء الأربع الماضية 41 مليار متر مكعب.