دعمت عدة دول البيان المصري الأمريكي القطري المشترك، الذي صدر مساء الخميس، بشأن دعوة حركة حماس وإسرائيل لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في وقت أكدت إيران، اليوم السبت، أنها لن تعرقل جهود الوساطة.
ووفق البيان المشترك أكدت الدول الثلاث أنه "حان الوقت كي يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم. وحان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين".
وأضاف البيان "سعينا ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ، ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن فى 31 مايو/أيار 2024 وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم2735"٠
وكان الرئيس الأمريكي اقترح خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة عبر 3 مراحل، الأولى تمتد 6 أسابيع، تتضمن وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين وعودة النازحين إلى الشمال، وخلالها تتواصل المفاوضات بين حماس وإسرائيل حول تفاصيل المرحلة الثانية لخروج جيش الاحتلال من القطاع، ثم في المرحلة الأخيرة إعادة إعمار القطاع.
ونبه البيان الثلاثي "ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما يجب ألا تكون هناك ذرائع من قبل أي طرف لتأجيل آخر. حان الوقت الآن للإفراج عن الرهائن وبدء وقف اطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق، ونحن كوسطاء مستعدون، اذا اقتضت الضرورة، لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبى توقعات كافة الأطراف".
وقال الوسطاء، في بيانهم، "دعونا الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس/آب أو الخميس 15 أغسطس، في الدوحة أو القاهرة، لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة".
ورحبت دول عدة من بينها السعودية والبحرين والإمارات والعراق ببيان الوسطاء، في وقت أكدت طهران أن ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، "لن يعرقل جهود وقف إطلاق النار".
وكان هنية اُغتيل في طهران في 31 يوليو/تموز الماضي، وقال الحرس الثوري الإيراني في وقت لاحق إنه اغتيل عبر إطلاق قذيفة قصيرة المدى برأس حربي وزنه نحو 7 كيلوجرام مصحوبة بانفجار شديد من خارج غرفته".
وأكدت بعثة إيران في الأمم المتحدة أنّ "لإيران الحق في الدفاع المشروع، حيث تم انتهاك أمنها وسيادتها في العمل الإرهابي الأخير الذي قام به الكيان الإسرائيلي"، مشددةً على أن ذلك لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.
وأوضحت الممثلية أنه بشأن ما يُثار عن احتمال تأخير الرد حتى جولة المفاوضات الأسبوع المقبل، فإن "الرّد سيتم بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة".
وأضافت أنّ "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة هو أولويتنا، وأي اتفاق تقبله حركة حماس سيكون مقبولاً لدينا".
وأشارت ممثلية إيران في الأمم المتحدة إلى وجود دائم لقنوات رسمية وسيطة لنقل الرسائل بين طهران وواشنطن، و"يفضل الطرفان الحفاظ على سرية التفاصيل".
وكانت السعودية أعربت، في بيان أمس، عن ترحيب المملكة بالبيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر، مؤكدة دعمها الكامل لجهودهم المتواصلة في سبيل التوصل لوقف إطلاق النار، والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
وانضمت الإمارات إلى الدعوة الثلاثية، داعية في بيان إلى "عدم إضاعة مزيد من الوقت لإنهاء الحرب في قطاع غزة"، وفق وام.
ورأى العراق أن البيان الثلاثي "يعكس التزامًا جادًا من قبل القادة الثلاثة بحل الأزمة الإنسانية القائمة في غزة، ويعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة".
كما دعمت فرنسا، البيان. و شدد الرئيس إيمانويل ماكرون، على ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، مؤكدًا "دعمه الكامل للوسطاء من مصر وأمريكا وقطر في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس".
وأضاف ماكرون، عبر إكس أمس الجمعة، "يجب أن توقف الحرب في غزة، وهذا يجب أن يكون واضحًا للجميع، الأمر بالغ الأهمية لسكان غزة وللأسرى وللمنطقة التي يتعرض استقرارها اليوم للخطر".
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، انضمام الاتحاد الأوروبي إلى مصر وقطر والولايات المتحدة في دعوتهم لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين دون تأخير.
وقال "نؤكد مجددًا دعمنا الكامل لوساطتهم لإنهاء هذه الحلقة المفرغة من المعاناة".
ولم ترد حماس رسميًا على دعوة الوسطاء، لكن نقل موقع الميادين عن مصدر لم تسمه، أن حركة حماس، لا ترى في البيان الثلاثي، "أرضيةً صلبةً" للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل، الخميس، موافقتها على استئناف المحادثات حول هدنة في قطاع غزة. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "بناء على العرض المقدم من الولايات المتحدة والوسطاء سترسل إسرائيل في 15 أغسطس وفدًا من المفاوضين إلى المكان الذي سيتم تحديده لاحقًا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري"، وفق سكاي نيوز.
وسبق وأعلنت إسرائيل عقب اغتيال هنية عن استئناف المفاوضات عقب إرسال وفد للقاهرة، وهو ما وصفته حماس آنذاك بـ "الإعلان الفارغ"، متهمة إسرائيل بعدم وجود رغبة حقيقية لديها لإبرام اتفاق.