منشور
السبت 3 أغسطس 2024
- آخر تحديث
السبت 3 أغسطس 2024
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن وفدًا إسرائيليًا سيزور القاهرة السبت أو الأحد لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، وفق ما نقله موقع سكاي نيوز، وهو ما اعتبرته حركة حماس "إعلانًا فارغًا"، مشككة في رغبة إسرائيل إتمام صفقة تبادل المحتجزين من الجانبين ووقف الحرب.
وأثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأربعاء الماضي، تساؤلات بشأن مستقبل المفاوضات المستمرة منذ عدة شهور، ولم تنجح حتى الآن في إتمام اتفاق، حيث كشفت آخر جولاتها التي عقدت في روما، عن نقاط عالقة تتمثل في شروط نتنياهو بعدم السماح بعودة المسلحين إلى شمال القطاع، واستمرار السيطرة على محور فيلادلفيا.
ووصف المسؤول في حركة حماس سامي أبو زهري، حديث إسرائيل عن إرسال فريق تفاوض بشأن اتفاق غزة إلى القاهرة بأنه "إعلان فارغ".
وقال أبو زهري، وفق ما نقله موقع الشرق، "نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وهو يستخدم هذه الإعلانات الفارغة للتغطية على جرائمه ومحاولة الإفلات من تداعياتها".
ولم تعلق أي من مصر أو قطر على الإعلان الإسرائيلي أو استئناف المفاوضات. وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن ألمح إلى صعوبة استئناف المفاوضات بعد اغتيال هنية، متسائلًا " كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟"، في وقت قالت مصر في بيانها عقب اغتيال هنية إن "تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر الى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة".
كما لم تعلن حماس حتى الآن موقفها من المفاوضات بعد اغتيال هنية، لكن القيادي في الحركة خالد مشعل، وهو المرشح الأبرز لخلافة هنية في قيادة الحركة، قال خلال كلمته في تشييع هنية أمس في قطر، إن "دماء الشهداء تختصر الطريق نحو الحرية"، مشيرًا إلى أن "أعداءنا لا يتعلمون الدرس، قتلوا قادتنا منذ 100 عام ماذا حدث؟ كلما قتلوا قائدًا ظهر قائد". وشدد مشعل على أن "التهديد والوعيد لا يكسرنا".
وتابع "إسرائيل جن جنوها هي تضرب في كل مكان، وأنا أقول لقادة الأمة آن الأوان أن نعود إلى رشدنا".
وتوجه مشعل بالشكر الشديد لقطر، قائلًا "حين غاب الكثيرون حضرتم، حين خذلنا الكثيرون نصرتونا، حين لم نجد مأوى آويتومنا". وتابع "كم من كبار كنا نظنهم كبارًا لكنهم لم يظهروا كذلك، أما قطر طول عمرها كبيرة وزادها الله عظمة".
وتحتضن قطر حركة حماس منذ سنوات، ومع بدء عملية طوفان الأقصى باتت طرفًا رئيسيًا في المفاوضات، وانتقد أكثر من سيناتور أمريكي احتضان قطر للحركة، ما دفع الدوحة للتهديد بالانسحاب من الوساطة، وسط أنباء عن بحث حماس عن أماكن أخرى للانتقال إليها من بينها إيران وتركيا والعراق.
ولعبت مصر أيضًا دورًا رئيسيًا في المفاوضات خلال الشهور الماضية، حيث استضافت القاهرة والدوحة العديد من جولات المفاوضات، التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
وعقب اغتيال هنية أدانت مصر في بيان للخارجية سياسة الاغتيالات والتصعيد الإسرائيلي، دون أن تنعي مباشرة رئيس المكتب السياسي لحماس، كما لم يشارك أي وفد مصري أو عربي في تشييعه بالدوحة، بينما حضرت وفود من تركيا وإيران.
وشارك أمير قطر تميم بن حمد ووالده في مراسم تشييع جثمان هنية، وظهر تميم دون أن يرتدي عقاله، وهو تقليد يعتبر من عادات العرب في العزاء، ودلالة على الحزن الشديد، وفي بعض المجتمعات العربية، يعتقد كثيرون أن نزع العقال دلالة على مشاركة الحزن مع أهل الفقيد.