لم تسفر جولة المفاوضات الأخيرة، التي عقدت في روما، أمس، عن اختراق جديد بشأن اتفاق هدنة في غزة، إذ ظلت عدة نقاط عالقة، أبرزها مطالب تل أبيب بالبقاء في القطاع، ووضع قيود على عودة الفلسطينيين إلى الشمال، وهي نفسها الشروط التي سبق وأعلنها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب جولة سابقة في الدوحة والقاهرة عقدت في وقت سابق من الشهر الحالي.
وتعد جولة مفاوضات روما هي الأولى التي تنطلق بعد غموض في مشهد المفاوضات امتد نحو أسبوعين، إذ أكدت حماس أن شروط نتنياهو التي أعلنها مكتبه في 13 يوليو/تموز الجاري لن تؤثر على موقفهم من استئناف المفاوضات، لكنّ عمليًا أشارت تقارير إعلامية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين إلى أن الأمور لم تعد إلى طبيعتها بعد هذه الشروط.
وجرت جولة مفاوضات روما بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنياع.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أمس عودة بارنياع من روما، بعد اجتماعه مع الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين، لبحث آخر تطورات مقترح وقف إطلاق النار في غزة.
وقال في بيان نُشر على إكس إن اللقاء شهد "بحث توضيحات تخص مسودة اتفاق نقلتها إسرائيل"، مشيرًا إلى "استمرار المفاوضات حول القضايا الرئيسية في الأيام المقبلة"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ووفق تقرير لنيويورك تايمز استند إلى 7 مسؤولين شاركوا في المحادثات أو اطلعوا عليها، فإن المفاوضات "لا تزال متوقفة على عدة قضايا رئيسية"، خاصة فيما يتعلق ببقاء القوات الإسرائيلية في غزة أثناء الهدنة، حسب ما نقله موقع الحرة.
وتريد إسرائيل الاحتفاظ بنقاط تفتيش عسكرية على طول طريق سريع استراتيجي داخل غزة، من أجل منع مقاتلي حماس من نقل الأسلحة، وفقًا لـ4 مسؤولين إسرائيليين ومسؤول من إحدى الدول الوسيطة، تحدثوا لنيويورك تايمز.
ووفق 3 مسؤولين مطلعين على المحادثات، فإن المفاوضين الإسرائيليين ناقشوا خلال الاجتماع مسألة انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، "إذا تمكنت تل أبيب أولًا من تركيب أجهزة استشعار إلكترونية للكشف عن أي محاولات مستقبلية لحفر الأنفاق، فضلًا عن بناء حواجز تحت الأرض على طول الحدود".
وأضاف المسؤولون "لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن".
وكان موقع أكسيوس نقل عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين آخرين أن إسرائيل سلمت مقترحًا محدّثًا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة قبل مفاوضات روما.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، وفق ما نقله موقع الحرة، إن الوثيقة الإسرائيلية المعدلة التي جرى تسليمها في جولة مفاوضات روما، شملت 3 نقاط رئيسية، هي "فرض آلية رقابة لمنع عودة مسلحي الفصائل الفلسطينية إلى شمال قطاع غزة، وتصور إسرائيلي بشأن الوضع في محوري فيلادلفيا ونتساريم، وحق إسرائيل في رفض أسماء معينة من السجناء الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم".
وأضافت الهيئة أن "مسألة تنازل حماس عن السلطة في القطاع من عدمه لم تُذكر في الوثيقة، التي شددت أيضًا على حق إسرائيل في استئناف القتال إذا تطلب الأمر"، وهو المطلب الذي قد ترفضه حركة حماس.