نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، الأحد، الأخبار والتصريحات التي تداولتها وكالات أنباء عالمية، ومفادها أنّ حركة حماس قررت وقف مفاوضات هدنة غزة التي تجري في القاهرة والدوحة، وذلك ردًا على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في منطقة المواصي غرب خانيونس، السبت، فيما شن طيران الاحتلال الإسرائيلي هجومًا جديدًا اليوم على مدرسة أبو عريان في مخيم النصيرات، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال زميل صحفي موجود في موقع الهجوم الأخير لمراسل المنصة إن الهجوم استهدف مدرسة أبو عريان بمخيم النصيرات، التي تستخدم مركز إيواء للنازحين، بصاروخين، أصابا أحد مباني المستشفى، مشيرًا إلى أن المدرسة مكتظة بالنازحين، وتقع وسط السوق المركزي بالمخيم، الذي كان مكتظًا أيضًا.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم أمس النازحين في خانيونس، واستهدف تكية للطعام وطابورًا لغزيين ينتظرون الحصول على مياه، مدعيًا محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، فيما راح ضحية الهجوم 90 قتيلًا وعشرات الجرحى من المدنيين.
وجاء نفي حماس الانسحاب من المفاوضات في بيان رسمي نشره الموقع الرسمي للحركة، مؤكدًا أنّ كل ما يُشاع حول قرار حماس وقف المفاوضات "معلومات لا أساس لها من الصحة"، موضحًا أنّ "التصعيد الإسرائيلي واحد من أهدافه قطع الطريق والحيلولة دون التوصل لاتفاق يوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ولا يزال مصير المفاوضات غامضًا، فبعد عدة جولات في القاهرة والدوحة الأسبوع الماضي، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشروط وصفت بأنها تهدف لاستفزاز حماس لدفعها لرفض المفاوضات، وكان من بينها عدم السماح لكل الغزيين بالعودة للشمال.
وتراجعت آليات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن التوغل بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، ما سمح لبعض المواطنين والدفاع المدني بدخول بعض المناطق وانتشال ضحايا. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة إن الجهاز انتشل جثامين 10 ضحايا من الشوارع فيما انتشل عدد من المواطنين جثامين أبنائهم بشكل فردي.
وأضاف "لم يعلن الجيش عن انسحابه بشكل رسمي، ودخلنا المنطقة فيما لا يزال خطر التعرض للاستهداف قائمًا"، موضحًا أنّ الدفاع المدني تلقى عشرات المناشدات عن وجود إصابات ومفقودين، وكانت طواقمهم تعمل للبحث عنهم في محاولة نقلهم للمستشفيات لتقديم المساعدة الطبية، حيث استطاعت نقل بعض الضحايا فيما لم تتمكن من الدخول وانتشال كافة الضحايا من الشوارع ومن تحت أنقاض المنازل المستهدفة.
واستهدف الاحتلال بالطائرات الحربية، صباح الأحد، ثمانية منازل مأهولة بالمدنيين، دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 35 آخرين، حسب مصدر طبي في مستشفى المعمداني وعيادة الشيخ رضوان شمال المدينة التي استقبلت عددًا من القتلى والإصابات.
وأفاد شاهد عيان لـ المنصة بتعرض منطقة الصبرة والصناعة غرب غزة لقصف مدفعي خلال ساعات الصباح، الأمر الذي تسبب في اشتعال النيران بعدد من منازل المواطنين دون التبليغ عن وقوع ضحايا.
من جهة أخرى، سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، بدخول بضع شاحنات المساعدات بتنسيق من الأمم المتحدة، عن طريق حاجز نيتساريم على طريق صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة إلى الشمال، بعد المنع لأكثر من 65 يومًا.
وحسب شاهد عيان قال لـ المنصة "دخلت 4 شاحنات تحمل خضروات وفواكه، الناس ما صدقت وهجمت على الشاحنات بعد منع دخولها أكتر من شهرين".
وكانت شاحنات المساعدات تصل إلى قطاع غزة على نحو شبه منتظم، حتى مايو/أيار الماضي، حين سيطر جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا، ورفضت مصر التعامل مع جيش الاحتلال هناك، وبات البديل دخول المساعدات عبر محور نتساريم، وهو ما كانت قوات الاحتلال تعرقله أيضًا.
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي ينسف مربعات سكنية بأكملها بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقال شاهد عيان من المناطق الغربية في رفح لـ المنصة "كل يوم في نسف وتجريف لمربعات سكنية خاصة في منطقة غرب رفح، وكل يوم بنسمع اشتباكات مع فصائل المقاومة لكن صعب نتحرك في الشوارع".
وحسب مصدر في الدفاع المدني جنوب قطاع غزة، تصلهم يوميًا مناشدات من مواطنين داخل مدينة رفح، تعرض بعضهم للإصابة أو المحاصرة من جيش الاحتلال، إلا أنّ طواقمهم لا تتمكن من الوصول إلا للأطراف الشمالية لمدينة رفح بسبب كثافة تحليق طائرات الاستطلاع والمراقبة، التي تستهدف كل ما يتحرك دون تمييز أو حصانة لأي جهة خدماتية.