شن الطيران الأمريكي غارات "شديدة الانفجار" على محافظة صعدة التي تعتبر معقل الحوثيين في اليمن، مساء أمس، حسب وسائل إعلام تابعة للجماعة، فيما قال الحوثيون إنهم أفشلوا الهجوم مستهدفين قطعًا حربية وحاملات طائرات أمريكية في البحر الأحمر في اشتباك ثانِ خلال 24 ساعة.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الطيران الأمريكي استهدف محيط صعدة بـ8 غارات مخلفة عدد من الإصابات لم تحصرها حتى موعد النشر.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن شهود عيان أنهم سمعوا دوي انفجارات شديدة في مناطق متفرقة من صعدة، فيما ظل تحليق الطيران مستمرًا حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، حسب سكاي نيوز عربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي عبر إكس، إن الطيران الأمريكي استهدف مستشفى الرسول الأعظم قيد الإنشاء لعلاج الأورام بمحافظة صعدة للمرة الثانية، أسفرت عن إصابة مدنيين اثنين وأضرار بالغة في المبنى ومرافقه الحيوية.
كما أعلن ارتفاع عدد ضحايا الضربات الأمريكية على صنعاء أمس الأول ارتفع إلى قتيلين.
كانت الولايات المتحدة شنت أمس الأول غارات عدة على منطقة عصر بالعاصمة صنعاء ومديريتي وسحار وساقين بمحافظة صعدة شمال البلاد أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 13 آخرين.
في المقابل قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين العميد يحيى سريع، إن القوة الصاروخية استهدفت مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخين باليستيين أحدهما "ذو الفقار" والثاني فرط صوت "فلسطين 2"، مشيرًا إلى أن العمليتين حققتا هدفيهما بنجاح.
وأضاف سريع أن الهجمات جاءت ردًا على الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على اليمن ودعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار إلى "إفشال هجوم جوي كان العدو الأمريكي يحضر له ضد بلدنا" بعدما تم استهداف عدد من القطع الحربية في البحر الأحمر بالإضافة إلى حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والمُجنحة والطائرات المُسيرة في اشتباك هو الثاني خلال 24 ساعة استمر لعدة ساعات.
وفي 11 مارس/آذار الجاري، أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ما دام جيش الاحتلال يمنع وصول المساعدات إلى غزة، وذلك بعدما أملهت إسرائيل أربعة أيام لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد منعها مطلع الشهر الجاري.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثي إن الجماعة ستهاجم أي سفينة إسرائيلية تنتهك "حظر المرور" عبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن "اعتبارًا من الآن".
وجاء التصعيد الحوثي بعدما أعادت الولايات المتحدة في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تصنيف الجماعة اليمنية منظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على سبعة من كبار قادتها.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ألغى تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية في بداية ولايته الرئاسية في 2021، ترتب على ذلك رفع الحظر عن إرسال المساعدات لليمن.
وفي مواجهة هجمات الحوثي على السفن في البحر الأحمر، صنفها بايدن العام الماضي "منظمة إرهابية عالمية ذات تصنيف خاص"، لكن إدارته لم تدرجها على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأوقف الحوثيون هجماتهم على السفن التابعة لإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
ومطلع مارس/آذار الجاري، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة مع تصاعد الخلاف حول استمرار الهدنة ومفاوضات استكمال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 شنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن في البحر الأحمر ، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقتها أعلنت الجماعة السفن الإسرائيلية هدفًا مشروعًا لها.
وخلال هذه الفترة أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على ثالثة وقتلوا أربعة بحارة على الأقل، كما أجبرت هجماتهم العديد من شركات الشحن على تجنب المرور بالبحر الأحمر واتخاذ المسار البحري الأطول عبر ساحل جنوب إفريقيا.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا على التصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، بداية من 12 يناير 2024، ونفذتا وقتها 73 غارة على اليمن، واستمرت الهجمات المتبادلة حتى وقف إطلاق النار في غزة.