يوم السبت الخامس من فبراير، أتى بعد مليونية حاشدة؛ امتلأ فيها ميدان التحرير والشوارع المحيطة بالمتظاهرين والجماهير التي تعاطفت معهم، بعد صمودهم في الهجوم الذي شهده الميدان يومي الثاني والثالث من فبراير المعروفين بيومي موقعة الجمل.
اقرأ أيضًا: 4 فبراير 2011.. جمعة الرحيل
وبعد انتهاء المليونية التي دعاها المتظاهرون بـ"جمعة الخلاص" دون أن يستجيب مبارك، بدأت تحركات داخل النظام الحاكم وفي الولايات المتحدة لإيجاد حلول للازمة المتصاعدة؛ بعد أن أعلن المتظاهرون عن إصرارهم على البقاء حتى رحيل مبارك. وبدأ عمال وموظفون في الإضراب عن العمل، واتسعت حركة العصيان المدني غير المعلنة التي تشهدها البلاد، في الوقت الذي يصر فيه مبارك على البقاء وعدم ترك السلطة إلا بنهاية فترته الرئاسية التي كانت ستنتهي في سبتمبر 2011.
ونشرت صحيفة نيويرك تايمز تقريرًا قالت فيه إن هناك انقسامًا داخل الإدارتين الأمريكية والمصرية، حول مصير مبارك. ففي حين تفضل هيلاري كلينتون ومبعوث وزارة الخارجية الأمريكية إلى مصر أن يبقى مبارك في الحكم حتى نهاية الفترة الرئاسية؛ يصر الرئيس الأمريكي على الاستجابة لمطالب الشعب المصري وترتيب خطوات رحيل مبارك عن السلطة على الفور.
وفي مصر يحاول عمر سليمان - نائب رئيس الجمهورية وقتها- وقيادات في الجيش ترتيب رحيل مبارك الفوري ونقل السلطة إلى سليمان لحين ترتيب الأوراق؛ بينما يساند رئيس الوزراء المعين حديثًا أحمد شفيق قرار مبارك في الاستمرار في السلطة، ويتفق مع قيادات أخرى في الجيش على ضرورة إقناع المتظاهرين بالرحيل عن الميدان مع وعد بعد ملاحقة أي منهم، وهو ما حاول أن يفعله بعض القيادات العسكرية صباح ذلك اليوم أثناء محادثات بينهم وبين المتظاهرين جرت في الميدان، حاولوا خلالها إقناعهم بالرحيل مع وعود بعدم ملاحقتهم.
https://twitter.com/wikinews030/status/33817113755914240
ونشرت إحدى الصحف الألمانية نقلاً عن أخرى أمريكية بارزة، أن هناك اقتراحًا من عمر سليمان وبعض قيادات الجيش بالإتفاق مع الخارجية الأمريكية على أن ينسحب مبارك إلى بيته في شرم الشيخ، أو يعلن عن توجهه لإجراء فحوص طبية في ألمانيا ويبتعد عن الحياة السياسية المصرية كباب للخروج الآمن.
ورفض عدد من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي تويتر تصريحات رئيس الوزراء المعين حديثًا أحمد شفيق، التي قال فيها إن مبارك باق في السلطة، وأنه سيعمل على تلبية كافة المطالب التي يرفعها المتظاهرون عدا الرحيل الفوري للرئيس الأسبق. كما قال شفيق إن البرادعي شخص مثير للقلق وأن جهاز أمن الدولة يتتبعه ويلقي القبض على من يزورون منزله. جاءت تلك التصريحات بعد ساعات من إلقاء القبض على سبعة من شباب المتظاهرين عقب خروجهم من زيارة البرادعي وهم: شادي الغزالي حرب وعمرو صلاح وعمرو عز وأحمد دومة وعمرو عرفات ومصطفى شوقي وناصر عبد الحميد. وهم أعضاء بحركات سياسية، وأكثرهم من أعضاء ائتلاف شباب الثورة الذي تشكل داخل الميدان.
واهتم مستخدمو تويتر ببقاء العشرات من النشطاء الحقوقيين قيد الاحتجاز، عقب مهاجمة قوات الشرطة العسكرية للمراكز الحقوقية المساندة للثورة، والقبض على المحامين والنشطاء المتواجدين فيها يوم الثالث من فبراير.
وشهد ميدان التحرير محاولات جديدة للهجوم عليه من جهة ميدان الفلكي، وتصدت لها قوات الجيش المسؤولة عن تأمين الميدان من تلك الجهة.
وسخر متظاهرون من تصريحات بعض من ألقي القبض عليهم من مهاجمي الميدان الداعمين لمبارك أثناء مقابلاتهم التلفزيونية.
بينما شهدت مدينة المنصورة محاولة لتكرار سيناريو موقعة الجمل التي جرت في القاهرة، ما أدى لمقتل عدد من المتظاهرين وإصابة العشرات.
ودعا مستخدمون لشبكة تويتر إلى مظاهرة إلكترونية عالمية للتضامن مع الشعب المصري، تجري يوم الإثنين السابع من فبراير.
وفي محاولة لاستراضاء المتظاهرين؛ ألقت قوات الشرطة العسكرية القبض على وزير الداخلية وقتها حبيب العادلي وثلاثة من كبار مساعديه، أبرزهم اسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة، وحسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية في منازلهم.
كما ألقت قوات الأمن القبض على مدير مكتب الجزيرة في مصر وصحفيين آخرين، بعد اقتحام مقر مكتب القناة القريب من ميدان التحرير.