لا أفهم حب الناس للإسكندرية، وأمقت كرههم لها... .
"إسكندرية بقت صغيرة عليا".
أول مرة أخبرني صديقي بهذه الجملة أصابني الذهول والرعب، كيف يمكن لأحد أن يكره هذه المدينة؟ كيف يمكنه أن يتخيل حتى أن يفارقها؟
سافر صديقي بعد عشر سنوات من هذه المدينة إلى ألمانيا، وانقطعت أخباره، حتى فيسبوك لم نعد نتواصل معًا من خلاله. لا أنكر أنني حاولتُ البحث عنه مؤخرًا فقط لأخبره بإنني الآن مثله، أشعر بمدى ضيق المدينة وغربتي داخلها.
الإسكندرية كانت طوال العمر مدينة الأحلام، منذ طفولتي وأنا أسمع الأغاني والأفلام تتغنى بجمالها وروعتها، الأفلام التي تم تصويرها فيها تجعلها تبدو كلوحة من خيال فنان، صحيح أنني حتى في صغري كنت أندهش من قدرتهم على محو كل مناطق القبح فيها والتركيز فقط على كل ما هو جميل، لكنني بحكم نشأتي ونمط حياتي وقتها لم أكن أرى سوى جمال المدينة ودلالها.
حتى الكافيهات القليلة المعدودة على الأصابع، والجو البارد في الشتاء كانا يمنحاني إحساسًا بتفرد حياتي في هذه المدينة الضيقة، والتي على صِغر مساحة التجريب فيها منحت لكل مقهى أو مطعم أو بار في شوارعها سحرًا وصفةً مميزة له عن الأماكن المتعددة في المدن الكبيرة؛ القاهرة على وجه التحديد. حتى أفكاري أثناء مراهقتي ورمقتي للبحر الغاضب من أعلى كوبري ستانلي، الذي بُني حديثًا أثناء دراستي بمدرسة القلب المقدس، مفكرة بما قد يحدث لو أنني فقط اعتليت سور الكوبري وقررت أن ألقي بنفسي فيه، لأختفي للأبد متحطمة على الصخور، منحتني شعورًا رومانسيًا قوطيًا، يمثلني شهيدة الوحدة والرغبة في الهروب من حياة فتاة مدرسة الراهبات المحافِظة المكبَّلة بواقع عادي تألفه وتكره الائتناس به.
"بتخيَّلك دايمًا هتنتحري مرة بعد ما نتقابل، هتملي جيوبك بالصخور وترمي نفسك في البحر".
أتذكر أن بداية كراهيتي للإسكندرية كانت عندما اكتشفت أن عرض ديزني على الجليد، الذي كان حدثًا سنويًا أثناء طفولتي، لا يأتي إلى مدينتي ويُقام بأرض المعارض كل عام في القاهرة. وقتها فقط اكتشفت سحر العاصمة، أهمية أن تتواجد في المكان الصحيح في الوقت المناسب.
لكن المرة التي كرهت فيها حقًا مدينتي كانت عندما أخبرني كاتب أحببته بمشهد انتحاري الذي رآه شاعريًا ورأيته كابوسيًا وقتها، رغم أنني كنت في أوج اكتئابي، دون حتى رغبه في طلب العلاج أو الاستشفاء، شعرت أن كلامه كريه شرير يجعل مني مجرد شيء ولست إنسانة، امرأة كم من المثير تخيّلها ميتة، كاتبة يا ليتها تنتهي مثل فرجينيا وولف حتى تصبح لدى العاجزين من أمثاله حكاية، يستطيع أن يتفاخر بها وسط أصحابه في جلسات المقاهي الليلية.
في هذه اللحظة الفريدة التي يعرف اثنان فيها جيدًا أن علاقتهما انتهت، ولكنهما يحاولان بذات الجدية ألا يصارحا نفسيهما بهذا، كنت توصلت إلى هذه الحقيقة، وبدأت أتخيّل الأماكن التي سأتجنبها في المدينة إذا قررت السهر أو الخروج مع أصدقاء آخرين. مع كل علاقة تنتهي أو صداقة تثبت كذبها، كانت المدينة تخذلني، لا تتشكل فتتسع أو تجد لي دروبًا خفية، لم تكن طريق جبال المحيط الهادي ولا الصحراء الغربية، لم تكن كزهرة لوتس تتفتح أكمامها رويدًا رويدًا حتى تأتي بما داخلها فتفاجئ من ينظر للداخل بعمق، كنت كأنني اكتشفت المدينة مثل الإسكندر الأكبر؛ كل ركن، كل شارع آمن للسير ليلًا دون مضايقات أو مخاطر، كل كافيه ومطعم باختلاف قائمة الأسعار، كل أماكن التسوق والتنزه.
أصبحت المدينة تشبه باطن كف يدي، الذي كنت وأنا صغيرة أدقق فيه كثيرًا متمنية أن تتغير اتجاهات الخطوط أو تتسع الرقع ما بينها، فيصيبني الإحباط لأن شيئًا لا يحدث.
أحبطت المدينة أحلامي كلها، وأصبح معظم من أعرفهم فيها إما مسافرين، أو أعداء، أو ساكني مقابر. بعد موت جدتي العام الماضي انتبهت إلى أنه لا يوجد أي مكان هنا يمكنني قضاء بعض الوقت عند أصحابه إذا شعرت بالضيق. لم يعد لي أقارب حميمين، اختفى احتضان بيت جدتي يسرا لي، ومن قبله بسنوات اختفى بيت جدتي فاطمة فانقطعت علاقتي بالمكان كله.
الرب يتخلى عن أنطونيو
أول مرة قرأت قصيدة قسطنطين كفافيس "الرب يتخلى عن أنطونيو" انتابتني الرجفة، تلبستني الكلمات، أوقفتني في منتصف الطريق وأنا في طريقي عائدة للمكتب بعد أن أخذت استراحة قصيرة من الجلوس لساعات طوال أمام اللابتوب. كنت وقتها أعمل بدوام كامل في إحدى الشركات، أٌصاب يوميًا باختناق وتسارع نبضات القلب كلما اكتشفت أن الشهور تمر والمرتب لا يكفي والأيام تكرر بعضها بعضًا، لكن الحروب بين الأقسام والمديرين ليس لها كتالوج يمكنني قراءته لأفهم.
لم يكن هذا مثل قاموس اللغة التي يمكنني بها اكتشاف بمَ يتكلم الأقزام في روايات تولكين، كان الأمر ملغزًا ومشفرًا بطريقة تفوق قدرتي على مقاومته، إلا ذلك اليوم الذي وجدت نفسي فيه وحيدة في شارع جانبي أبحث في الموبايل عن قصيدة قديمة لكفافيس، لأن صديقًا أقدّر رأيه في الفنون أخبرني أنها تمثل الإسكندرية بالنسبة له.
ضربتني القصيدة في مقتل، شطرت أماني الزائف وتمسكي بالمدينة نصفين، تذكرت المناطق التي أخذت تتآكل مني وتتساقط بمرور الأيام، المقاهي التي كنت أجلس عليها، الشوارع المنسية، الأحياء التي كان لي فيها أحباب وأصحاب ثم هاجروا أو مات آخرهم فأصبحت أدخل الحي أشعر بأنني غريبة حتى وأنا أعلم أن أحدًا لم يكن يعرفني من قبل حتى ينساني الآن.
لكنني اغتربت كلما رحل أحد أحبابي من مكان أعرفه. في وقت من الأوقات كانت أقضي كل حياتي في الحي الذي تقبع فيه مدرستي، أذهب للدروس، أقابل صديقاتي في الكافيه الوحيدة الموجودة بالمنطقة، أشتري احتياجاتي المدرسية والكتابية من مكتبة أنيقة قريبة من المدرسة، أمر على أبي في عمله الذي يقع على بعد خطوتين من المدرسة، أذهب إلي بيوت صديقات أختي أو بيت إحدى زميلاتي، أركب الترام ولا تمر محطتان حتى أكون وصلت إلى منزل جدتي، ويمكنني أن أعرج في الطريق على بيت صديقتي الذي يبعد بمحطة ترام واحدة عن بيت جدتي.
بدأ التغيير تدريجيًا ثم أصبح سيلًا جارفًا، تخرجت من المدرسة، رحلت آخر راهبة كانت تحبني وتؤمن بي من المدرسة إلى أديرة بعيدة في بلاد أوروبية، سافرت صديقتي وتزوجت صديقات أختي أو انتقلن للعيش في أحياء أخرى، مات جدي، ثم ماتت جدتي، وأول مرة أركب الترام بعد سنوات من اعتياد ركوب سيارات الأجرة من محطة الرمل كما كنت أفعل وأنا صغيرة وحتى المحطة التي كان فيها منزل جدتي، شعرت بخوف، هذا الطريق الذي كنت أقطعه مغمضة العينين عالمة أنني مهما تأخرت خارج المنزل أو ذهبت إلى حي أبعد سأعود في آخر الخط لأجد منزل جدتي كما هو، أسير على الرصيف وأقطع الطريق وأصعد لأدق الجرس فتفتح لي المساعدة المنزلية، أو يأتيني صوت جدتي بعيدًا من آخر المنزل.
حدث هذا من قبل مع بيت جدتي فاطمة، ماتت فقررت مقاطعة الحي الذي كانت تسكن فيه بأكمله "لم يعد لي أحد هناك" أخبرت أبي وأمي ولم أدخل المنزل بعد رحيلها ولا حتى مرة. اختفى المنزل تمامًا من الخارطة، وتصادف بعد سنوات أنني كنت أحضر حدثًا ثقافيًا في نفس المنطقة، فوجدت نفسي أتسلى بالمشي لعلي أصل إلى حيث كان بيتها لكنني لم أعرف، ضللت الطريق وبالكاد عرفت كيفية العودة إلى مكان الفعالية، لكنني أجفلت وأصابتني الرهبة، أيمكن أن تضل الطريق إلى مكان كان في يومٍ ما كل حياتك؟
تنام وتصحو وتخرج من البيت متلمسًا السوق والمكتبات المحيطة، تمر ببيت عمة أو قريبة بعيدة، تعبر الترام وتشاهد القهاوي الكثيرة، ثم تعود لتجد الحيوانات في حديقة بيت الجدة كما هي، حمام وبط وقطط وربما كلب شارد. كل هذا اختفى وأنت ما زلت محاصرًا في نفس المكان الذي يتهدم من حولك. مثل لعبة ليجو بنيتها بنفسك حتى أتى شخص عابر وأزال قطعة واحدة جعلت الماكيت بأكمله يتهدم على رأسك.
لم تعد لي
كل هذه المدينة لم تعد ملكي، كل الكافيهات الكثيرة الحديثة الرائعة لم تعد قادرة على احتوائي، كل ما تخبره البنات لبعض عن إمكانية الزواج برجل ينقلها من وسط البلد لكومباوند رائع أو مدينة عصرية حديثة لا يناسبني، امرأة مثلي تصنع قدَرها، لا تجعل رجلًا يحملها على ذراعيه فيصنعه لها مثل قطعة ملبن سميكة ملفوفة على مكسرات.
لكن الحقيقة أن المدينة طحنت هذه المرأة، ولم تترك لها ركنًا جميلًا، كل الكافيهات القديمة أغلقت أبوابها، حتى الكافيهات الحديثة المفضلة التي حملت طنًا من الذكريات الرائعة أُغلق معظمها بسبب جائحة كورونا، وبُني مكانها في الحال كافيهات أحدث بزوار جدد وذكريات أجدد.
في مرة اضطررت إلى المرور بأحد الشوارع الذي يقع فيه مكان كانت لي فيه ذكرى أليمة مع قصة حب خذلتني، واتضح فيما بعد أنها قصة مؤذية نفسيًا. لم أكد أكتشف هذا حتى وجدت نبضاتي تتسارع ونفسي يتقطع، وددت لو قطعت هذا الشارع بأكمله من الحي مثل قطعة البازل، وألقيته في البحر، لأجد نفسي أركب السيارة وأقطع الطريق الطويل، فإذا اقتربنا من هذا المكان احتل فراغ مكانه بلون السماء الرائقة، واختفت كل المعالم التي تذكرني بآثار التجربة الأليمة؛ هذه المحمصة، بائع الشيبسي الذي لا يسمع سوى جورج وسوف، شكل غرفة البواب، فرع البنك الشهير على مقدمة الشارع. لو اختفت كل هذه التفاصيل، ترى هل سأسامح المدينة ولو قليلًا على ما فعلته بي؟
لن تجد بلدانا ولا بحورًا أخرى
ستلاحقك المدينة وستهيم في الشوارع ذاتها
وستدركك الشيخوخة في هذه الأحياء بعينها
وفي البيوت ذاتها
.. سيدب الشيب إلى رأسك
ستصل على الدوام إلى هذه المدينة
لا تأمل في بقاع أخرى
ما من سفين من أجلك
وما من سبيل
وما دمت قد خربت حياتك هنا،
في هذا الركن الصغير،
فهي خراب أينما كنت في الوجود.
- كفافيس
مع مرور الزمن وحياتك في مدينة واحدة لا تتغير، تسافر وتتركها لتعود إليها بنفس حزنك وغضبك وإحباطك من فشل تجاربك الأخرى، تبدأ آلامك في التجسد على جدرانها مثل قشرة سميكة لا يمكن إزالتها بيديك العاريتين.
تقشرت كل ذكريات الخيانات والأذى الذي تعرضت له، كل الموت الذي فجعني في أحباب أو الخيانة التي صدمتني في أصحاب، وجدت المدينة قِدرًا ضخمة، تقلبني هنا وهناك متأهبةً لصهري، تصنع مني مسحوقًا أو مرقًا تلقمه لمرجلها المرعب.
تلمست السلوى في قصص أخرى؛ شيريل سترايد ورحلتها بحثًا، أو هروبًا، عن نفسها والتي خلدتها في كتابها برِّي (Wild)، ورحلة كريستوفر ماكندليس في أعماق آلاسكا بحثًا عن الطبيعة وعن نفسه بالتحديد، تساءلت بيني وبين نفسي عن عدم مقدرتي عن القيام برحلة مماثلة، أنا مثلهم بلا موارد مادية، ومثلهم ضائعة في تيه نفسي، غاضبة من كل ما صبوت إليه ولم أحققه، متألمة من ظلم وقسوة ما واجهته، لكنني على النقيض منهم لا أملك فكاكًا من أسر المدينة.
أعرف كثيرًا من أصدقائي الموهوبين سواء فنيًا أو حتى مهنيًا اضطروا إلى دفن مواهبهم أو القناعة بمستويات متواضعة من النجاح بسبب تمسكهم بالبقاء في المدينة، لديَّ صديقة انتقلت في عملها من فرع الإسكندرية إلى فرع القاهرة وارتفع مرتبها، لكنها لم تستطع أن تحيا بعيدًا عن المدينة، كانت تأخذ الطريق كل عطلة نهاية أسبوع من القاهرة للإسكندرية والعكس حتى وجدت أنها تنفق مرتبها بالكامل في هذه الرحلة العبثية الأسبوعية فقط لئلا تشعر بغربتها عن حياتها التي تحبها في مدينة نشأتها، لم تحاول حتى أن تعطي نفسها الفرصة لتبدأ حياة جديدة حتى تستطيع التأقلم على وجود الوطن داخلها أكثر من مجرد انتمائها له بالخيال والذاكرة.
تمنيتُ في الفترات القليلة التي قضيتها في القاهرة أن أبقى بها دون أن يعرفني أحد. تمنيتُ لو ذُبت في الزحام، قررت في إحدى المرات التي أسافر إليها وأقضي بها أيامًا معدودة أن أعطي ظهري للماضي وأبقى، أخلق هذا التاريخ الجديد وأطوي صفحة التاريخ القديم الذي يحاصرني بجمالياته بمثل ما تخنقني بكائياته، لكنني لم أفعل، وعلى الرغم من عدم كراهيتي للقاهرة التي كنت أقضي بها معظم وقتي -فالقاهرة أكثر من مدينة في بوتقة واحدة- إلا إنني كنت لاشعوريًا أزداد سعادة كلما اقترب وقت العودة.
ولكن المدينة لم تعد تعدني بشيء، لم تعد بها مفاجآت، لم يعد هناك ركن منسي أو منزل مهجور أتحدى صديقاتي أن نقتحمه ليلًا، أو قصر أمر إلى جانبه ليلًا مسحورة الأنفاس مع رجل كنت أتوهم وجود حب بيننا فإذا هو احتياج. لم يعد هناك بائع لصور وملصقات لمطربين البوب الأمريكيين المفضلين، ولا مدينة ملاهي رائعة تحاول أن تحاكي مدن الملاهي المبهرة في القاهرة، لم تعد المطاعم التي أحببتها موجودة، ولا المقاهي الأمريكية والإيطالية مشبعة.
لم يعد البحر يشبه ما كان في خيالي، ولا كوبري استانلي ذلك المكان الذي قد أقف وأنظر من خلال أسواره مع صديقاتي، اللاتي لم يعدن جزءًا من حياتي، لنتأمل ما تخبئه لنا الأيام.
لم تعد أستريا موجودة لأتذكر مقابلتي فيها لكتاب غرباء لم أعد أسمع عنهم، ولا هذا المقهى العريق الذي شهد قصة حب تافهة سلمت من جرار هدم المباني القديمة. حتى محطة الرمل، لم تعد ذلك المكان الذي أستطيع التنزه فيه مع جدي ليشتري لي وأختي آيس كريم وغزل البنات وشيبسي وصور الفنانين والمجلات الأجنبية والكتب، حتى لم أعد أستطع تسوق ملابسي فيها كما كنت في طفولتي، اتجهت بوصلتي مرغمة وبحكم الوسط الاجتماعي إلى المحال بالمولات والمجمعات التجارية. ماذا أنتظر؟ أي حي أنتظر أن يتهدم لأرحل؟ أي مصيبة أحتاجها لألتحف بعباءتي وأسير بعيدًا عن هنا بلا رجعة؟
تذكرت ذلك اليوم البعيد من شتاء 2011 عندما شاهدت فيلم ميكروفون في سينما لم تعد موجودة، أزيلت من خارطة المدينة هي الأخرى، وهذه الأغنية الغريبة التي غناها فريق ماسكارا، لا أعرف أين ذهبن، فكلهن فتيات يغنين الروك، ضمن أحداث الفيلم. كم ذكرتني بفيلم إلى البرية والذي جسد رحلة المغامر الأمريكي كريستوفر ماكندليس الفاشلة في قلب ألاسكا، وموته الحزين وسط الطبيعة اللامبالية، وجعلتني كلماتها أتساءل عما أريده من هروبي؟ أو ما أنتظره من بقائي في المدينة؟
تاه وسط البيوت والذكرى مش بتموت
فاكر إنه الحل يهرب ينسى الهم
ورا موج وبحر وشمس وليل
أبعد غابة وأبعد سيل ينسى الماضي
ويفضل لحنه الهادي
يرجّع زمان من أبعد مكان.
- من أغنية أبعد مكان، من فيلم ميكروفون.