
القاهرة.. مدينة تحت القصف
تبدو القاهرة في وضع شبيه بوضع مدن أوروبا بعد الحرب. إنها تفقد مبانيها التراثية كل يوم، الفرق أن القاهرة لا يتم هدمها بواسطة قصف آلات الحرب، وإنما بأيدي ومعاول أبنائها.
أثناء الحرب العالميّة الثانية وبعدها، كانت المدن الأوروبيّة العريقة تختنق تحت أنقاض مبانيها.
تعرضت المدن أثناء الحرب لأمطار من القنابل التي دمرت إرثًا لا يعوض من التراث المعماري. هناك مدن فقدت أكثر من نصف تراثها، وهناك مدن سُوّيت بالأرض بالكامل. تتساوى في هذا مدن المحور ومدن الحلفاء.
اليوم تبدو القاهرة في وضع شبيه بوضع مدن أوروبا بعد الحرب. إنها تفقد مبانيها التراثية كل يوم، وبمعدل كبير جدا، لكن الفرق هنا أن القاهرة لا يتم هدمها بواسطة قصف آلات الحرب، وإنما بأيدي ومعاول أبنائها.
المتجول في شوارع القاهرة اليوم قد يذهل من كمّ التغيير الذي شهدته في السنوات القليلة الماضية. يكاد لا يوجد فيها شارع واحد لم يهدم فيه مبنى قديم أو أكثر، وهناك شوارع هُدمت بالكامل، وكل هذا لصالح بناء أبراج بالغة القبح. أبراج "سكني إداري تجاري" كما يسمونها. حتى المباني المسجلة في قوائم التنسيق الحضاري يتم التحايل لتخريبها ثم هدمها، أو هدمها ودفع الغرامة لاحقًا، أو التدخل بالوساطات المختلفة لدى أولي الأمر لإخراج المبنى من مجلدات التراث، والنماذج أكثر بكثير من أن تعدّ أو تحصى.
ما يحدث في القاهرة ينطبق أيضا على كل المدن المصريّة، فلم تنج أيها من أيادي التخريب. هذه الصور شاخدة على ما تشهده مباني القاهرة من تخريب وتدمير.