تنطلق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في نسخته الـ45، غدًا، خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بمشاركة 194 فيلمًا من 72 دولة قابلة للزيادة، وهو رقم يقترب من ضعف عدد الأفلام في الدورة السابقة رقم 44، مع وجود 10 لجان تحكيم، وفق تصريحات مدير المهرجان الفنان حسين فهمي، والمدير الفني الناقد عصام زكريا، خلال المؤتمر الترويجي للمهرجان.
هذه الأرقام مبشرة، حيث يعرض المهرجان أفلامه في قلب العاصمة، على العكس من مهرجان الجونة على سبيل المثال، المنافس الأكبر في مصر، الذي يُقام في مدينة الجونة على ساحل البحر الأحمر التي تبعد 445 كيلومترًا عن القاهرة.
كنوز بنين المنهوبة
تشتد المنافسة بين المهرجانات على جذب الأفلام الفائزة بجوائز المهرجانات العالمية الأشهر وعلى رأسها فينيسيا وكان وبرلين، ويستخدم كل منها أسلحته الخاصة للإغراء، سواء المال أو السمعة أو العلاقات، لاستقطاب أهم الأفلام.
وبينما نجح مهرجان الجونة هذا العام في الاستحواذ على حق عرض الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا في إيطاليا، الغرفة المجاورة/The Room Next Door، فمن المقرر أن يعرض مهرجان القاهرة الفيلم الفائز بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين، داهومي/Dahomey، وهو وثائقي من إخراج ماتي ديوب، يستعرض قصة كنوز حضارة داهومي المنهوبة، بنين حاليًا، التي كانت تُعرض في المتاحف الفرنسية قبل أن تعود إلى بلدها الأصلي.
يعرض مهرجان القاهرة إضافة إلى داهومي عدة أفلام أخرى مميزة منها كعكتي المفضلة/ My Favourite Cake للمخرجة مريم مقدم، الحاصل على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين/fipresci من مهرجان برلين.
يعرض المهرجان فيلم HERE أحدث أعمال النجم العالمي توم هانكس
يحكي الفيلم عن امرأة إيرانية توفي زوجها قبل ثلاثين سنة، وتعيش وحيدة بعدما هاجر أبناؤها، وفي أحد الأيام تلتقي من يدق له قلبها، الأمر الذي لا يمكن أن يمر ببساطة في مجتمع مثل المجتمع الإيراني، ونتيجة لذات الفكر السائد منعت السلطات الإيرانية مخرجة الفيلم من السفر لحضور المهرجان، فلم تستطع استلام الجائزة.
كما انضم الفيلم الوثائقي المصري أبو زعبل89 للمخرج بسام مرتضى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في عرض أول، وتدور أحداثه حول ابن يتذكر رحلته مع والدته في عمر الخمس سنوات لزيارة أبيه في سجن أبو زعبل عام 1989.
يحمل المهرجان كذلك مفاجأة مبهجة لمحبي الرسوم المتحركة، بعرض فيلم مذكرات الحلزون/Memoir of a Snail، حيث يستخدم فيه المخرج والمؤلف آدم إليوت أسلوب stop-motion لتقديم قصة حياته، وسبق وفاز بجائزة أفضل فيلم من مهرجان أنيسي/Annecy الدولي المتخصص في الرسوم المتحركة، وكذلك من مهرجان لندن السينمائي.
كما يعرض أفلامًا عالمية حائزة على جوائز، وأفلامًا أخرى لصناع متميزين، مثل أنا مازلت هنا/I’m Still Here، وإرنست كول: المفقود والموجود/Ernest Cole: Lost and Found، ولقد حان الليل/Night Has Come، واختراق/Pierce، وقتلة/Murderers، والفيلم الوثائقي نظرة مفاجئة إلى أشياء أعمق/A Sudden Glimpse to Deeper Things للمخرج مارك كازينز ، وهنا/Here أحدث أفلام النجم الأمريكي توم هانكس في تعاونه الجديد مع المخرج روبرت زيمكس.
فلسطين حاضرة
حضرت فلسطين وما تتعرض له من عدوانٍ مرات عدة خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان القاهرة، وبدأ الفنان حسين فهمي حديثه بتبرير انعقاد هذه الدورة كونه واحدًا من 15 مهرجانًا مصنفة من الفئة A بين المهرجانات العالمية، ولا يمكن تأجيله لأكثر من دورة واحدة، ثم أعلن بعدها عن فيلم الافتتاح، وهو أحدث أعمال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي باسم أحلام عابرة.
يتجاوز الحضور الفلسطيني فيلم الافتتاح عبر برنامجين متخصصين، لكل منهما لجنة تحكيم، الأول بعنوان أفلام من المسافة صفر، وهي مجموعة من الأفلام القصيرة التي أطلقها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي استجابة لأحداث 7 أكتوبر وما بعدها، ويجمع البرنامج 22 مخرجة ومخرجًا من غزة، لتقديم رؤية سينمائية عن الحياة اليومية، وبرنامج آخر بعنوان "أضواء على السينما الفلسطينية" ويتكون من ثلاثة أفلام.
ويضم المهرجان أفلامًا فلسطينية أخرى في برامجه المتنوعة، منها فيلم حالة عشق: غسان أبو ستة لكارول منصور ومنى خاليدي، وفيلم غزة التي تطل على البحر لمحمود نبيل أحمد، والإجازات في فلسطين لمكسيم ليندون.
لن يتسنى لنا الحكم على جودة هذه الأفلام إلا بعد مشاهدتها، مع ملاحظة حرص إدارة المهرجان على عرض عدد كبير من الأفلام عن فلسطين، ورغم أنها لفتة طيبة لكنها خطوة محفوفة بالمخاطر، فالأهم من وجود عدد كبير من الأفلام من أو عن فلسطين، أن تكون ذات صنعة سينمائية عالية تؤهلها لحجز مكان في برنامج عرض المهرجان.
كلاسيكيات مصرية وعالمية مرممة
واحد من البرامج الموازية التي دأب مهرجان القاهرة على تقديمها في السنوات الماضية هو ذلك المخصص للأفلام المصرية المرممة، إضافة إلى العروض الاحتفائية ببعض المخرجين العالميين أو المصريين المختارين، غير أنه باعتبار هذه الدورة تحمل عنوان الأرقام القياسية فهي تقدم عددًا كبيرًا من هذه الأفلام.
على رأس هذه العروض تلك المرتبطة بمئوية المخرج الهندي الشهير ساتياجيت راي، وذلك عبر ثلاثة أفلام من أهم أعماله: البطل، والمدينة الكبيرة، والزوجة الوحيدة. وكذلك مئوية المخرج الأرمني سيرجي براجانوف، بعرض اثنين من أفلامه هما بوبو والبعبع، ولون الرمان.
كما يعرض المهرجان ستة أفلام عالمية في نسخ مرممة بجودة 4k، على رأسها الجزء الثاني من فيلم الأب الروحي وأسد الصحراء لمصطفى العقاد، وكليوباترا نسخة عام 1962 بطولة إليزابيث تايلور.
المفاجأة الحقيقية ستكون عرض 10 أفلام مصرية كلاسيكية مرممة، على رأسها ثنائية حسن الإمام بين القصرين وقصر الشوق عن ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، إضافة إلى بداية ونهاية، والقاهرة 30، والفتوة، والزوجة الثانية لصلاح أبو سيف، والحرام لهنري بركات.
يتضمن المهرجان أيضًا برنامجين للأفلام القصيرة، أحدهما المسابقة الرسمية، ويضم 32 فيلمًا، مع برنامج موازٍ بعنوان بانوراما الفيلم المصري القصير، ويتكون من 10 أفلام، بعدما قررت إدارة المهرجان دمج برنامج العام الماضي الذي لم يعرض نتيجة لإلغاء الدورة، مع البرنامج الجديد.
تتميز هذه النسخة من المهرجان بزيادة دور العرض، حيث سيكون بإمكان الجمهور مشاهدة الأعمال في مسارح دار الأوبرا المصرية المقر الرئيسي للمهرجان، وسينما الزمالك، وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، وسينما فوكس بسيتي سنتر ألماظة، ومول مصر.