ترافقنا منذ السنوات الأولى من أعمارنا شخصيات كارتونية شهيرة مثل ميكي ماوس وسنو وايت وغيرهما. نتعلق بها كثيرًا وتشغل حيزًا لا يمكن محوه بسهولة من الذاكرة بمرور السنوات.
هذه الشخصيات وغيرها كان لشركة "والت ديزني" الشهيرة في عالم الرسوم الكارتونية الفضل في ابتكار بعضها وتطوير البعض الآخر.
ورغم الشهرة الكبيرة لديزني وشخصياتها التي دأبت على تطويرها منذ إنشاء الشركة قبل أكثر من 90 عامًا إلا إنها تتعرض لانتقادات من آن لآخر بسبب التركيز على الربحية في المقام الأول وقبل كل شيء. ما يؤثر بشكل سلبي على مضمون الأفلام والرسائل التي يتم توجيهها للأطفال في أحيان كثيرة.
العنصرية
عام 1941 ابتكرت ديزني شخصية دمبو الغراب الأسود الشهير. في نلك الفترة كانت أمواج التمييز السلبي ضد أصحاب البشرة السمراء عالية في الولايات المتحدة الأمريكية.
اللغة التي تحدث بها دمبو وملابسه ربما رسخّت هذا الأمر. إذ أنها كانت تدفع للسخرية من الغراب الذي كان الهدف من وجوده تسلية الأبطال أصحاب البشرة البيضاء فقط.
في فيلم "علاء الدين" تم اتهام العرب بأنهم مجموعة من البرابرة. يعيشون بين الإبل ويقطعون آذان كل من يكرهونه.
أغنية الليالي العربية إحدى أغنيات الفيلم تقول: جئت من أرض/ من مكان بعيد/ حيث تجوب قوافل الإبل/ سيقطعون أذنك/ إذا كانوا لا يحبونك/ إنهم برابرة، ولكن مهلًا، إنه الوطن.
وعندما احتجت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز على هذه الكلمات التي تُصدّر صورة سلبية عن العرب؛ وافقت ديزني بعد ستة أشهر على تغيير "سيقطعون أذنك/إذا كانوا لا يحبونك" واستبدلتها بـ"إنها مُسطحة وكبيرة/والحرارة مرتفعة" لكنها أبقت على وصف العرب بالبرابرة.
وهناك مثال آخر لهذا التمييز حيث ظهر القط الصيني في The Aristocats يغني بلهجة آسيوية غير مفهومة تقريبًا ليبدو كالأبله.
حقائق منقوصة
فيلم بوكاهانتس Pocahontes يحكي قصة حب بين حسناء من الهنود الحُمر، السكان الأصليين للولايات المتحدة، وبين أحد المستعمرين الإنجليز.
وهذه القصة الحقيقية تم التلاعب بكثير من تفاصيلها خلال إنتاج هذا الفيلم، فلم تتم مثلاً الإشارة للإبادة التي تعرض لها ما يقرب من 90% من الهنود الحمر وسرقة أراضيهم ومطاردتهم. وزعمت نهاية الفيلم أن المستعمرين والسكان الأصليين عاشوا معًا في سلام في نهاية المطاف.
وخلال أحداث بوكاهانتس تم التركيز على أمور لترسيخ الصورة النمطية عن الهنود إنهم مجرد حفنة من الهمج. سواءً من خلال ملابسهم أو طريقة ركضهم.. إلخ.
الأميرات.. وصورة المرأة
أصبحت أميرات ديزني أحد أبرز العلامات التجارية المميزة للشركة الأمريكية، بسبب تعلق الأطفال بها بشكل كبير.
وفي دراسة قامت بها سارة كوين، وهي أستاذة بجامعة بريجهام يونج بالولايات المتحدة، على 198 طفلاً. وجدت أن الفتيات اللاتي تأثرن بأميرات ديزني يجنحن للاهتمام المفرط بشكل أجسادهن ومظهرهن خصوصًا بعد الالتحاق بالدراسة؛ حيث تحاول الفتاة أن تكون محط اهتمام الجميع مثل أميرتها الكامنة في اللا وعي.
هذا الأمر يجعل من الفتاة محدودة التأثير الاجتماعي. فهي طوال الوقت في انتظار الأمير الوسيم الذي سينقذها وتقع في غرامه. وهنا رسخت ديزني صورة نمطية لدور الفتاة في المجتمع، فهي لا تريد سوى أن تُحب ثم تتزوج.
ونرى ذلك أيضًا في قصة سندريلا. التي حاولت تغيير وضعها الاجتماعي عن طريق الزواج من أمير ثري. لكن كيف حدث ذلك؟ عندما ارتدت ثيابًا باهظة الثمن وركبت سيرة فارهة تجرها الخيول.
ويرى القائمون على الدراسة خطرًا كبيرًا من ترسيخ هذه الصور في أذهان الفتيات إذ أنها تدفعهن للابتعاد عن كل التصرفات التي لا تتماشى مع صورة الأنثى- الأميرة. وقد يترتب على ذلك إهمالهن دراستهن وعدم تحصيل العلوم لأنهن في نهاية المطاف بانتظار الأمير.
ويقولون أيضًا إن هذا الامر يدفع الفتيات للهوس بالتجميل حتى تصبح أجسادهن مثل أجساد أميرات ديزني الكارتونية.
على الجانب الآخر، فإن تأثير مثل هذه الأفلام على الأطفال الذكور كبير أيضًا. إذ أنها ترسخ لديهم قناعة أن معيار الأفضلية بين النساء هو الجمال فقط.
وعلى ذكر الجمال فإن ديزني ترسّخ مفهومًا غير صحيح؛ فكل شخص طيب وخيّر هو بالضرورة جميل الوجه والملامح. في حين يظهر الأشرار دائمًا بوجوه قبيحة.
التحرش مسموح
تكرر هذا المشهد أكثر من مرة؛ بطلة الفيلم نائمة فيذهب إليها أحدهم ويُقبلها بعنف فتستيقظ إثر هذه القبلة.
هذا الأمر يُفترض أن يؤدي، في أغلب الأحيان، إلى غضب البطلة أو امتعاضها على أقل تقدير؛ لكن نساء ديزني يرحبن بمثل هذه التحرشات خاصة إذا كان المتحرش وسيم وثري أيضًا. حدث هذا الأمر في سنو وايت والجميلة النائمة.