في ذات الأسبوع الذي أطلقت فيه وزارة الأوقاف دعوة للصلاة على النبي لخمس دقائق بعد صلاة الجمعة، صدر كتاب الأواصر الممزقة: الأزمة الوجودية للإخوان المسلمين في مصر 2013-2022، لعبد الرحمن عياش، وعمرو عفيفي، ونهى عزت. وفي مقدمته يروي المؤلفون لقاءهم بإبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين قبل وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وحين سألوه عن تصور التنظيم لمساره السياسي، رد في دروشة مُقتبسًا من القرآن الكريم "فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني"، في إشارة إلى أن الجماعة اختارت "تسيبها على الله".
يبدي المؤلفون الثلاثة، الذين نشأوا في عائلات إخوانية وتربوا داخل التنظيم وحاليًا يدرسون أو يعملون في أرقى الجامعات الأمريكية، اندهاشهم من رد زعيم أكبر جماعة سياسية في مصر والعالم العربي، على حد وصفهم. فبدلًا من التفكير والتدبير، أو حمل هم الشباب الذين تركوهم يتعفنون في السجون وتخلوا عنهم في المنافي، يرى سيادة المرشد "خليها على الله"، ومعانا ربنا، واللي معاه ربنا يركب BMW يمشي بيها في تركيا أو لندن، حيث يعيش كما المليونيرات بأموال أعضاء الجماعة.
في نفس المقدمة، يعترف المؤلفون أن الأحداث التي تلت يناير 2011 كشفت "أن الجماعة ما هي سوى تنظيم من كوادر نخبوية، مرتبطة بوسطها الاجتماعي أكثر من ارتباطها بمشروع سياسي أو أيديولوجي"، لكن في بقية الكتاب، 170 صفحة، يحذق المؤلفون لتقديم تصور خيالي عن الجماعة يتناقض مع الوقائع التاريخية، في تجسيد لحالة الذهان والتفكير بالتمني/wishful thinking التي تميز "الإنتليجنسيا الإخوانية".
ما بدأته قطر منذ أكثر من عشرين عامًا بموقع إسلام أونلاين تمدد الآن ليصبح شبكة كبرى من المؤسسات
والإنتليجنسيا أعزك الله، هي طبقة المتعلمين والأكاديميين، والعاملين في إنتاج المعرفة والأفكار. وليس شرطًا أن تنتمي الإنتليجنسيا الإخوانية رسميًا للإخوان. بل على العكس، تنحو تلك الطبقة إلى التمرد على قوانين وقواعد التنظيمات السياسية، وتصور نفسها كناقد موضوعي، بينما هي لا تعدو سوى بيدق في نزاعات زعماء الجماعة.
كان إنتاج هذه الإنتليجنسيا حصرًا على دوائر الجماعة والإسلاميين، حتى تغيَّر الأمر بعد 11 سبتمبر، فتدفق الدعم الخليجي والقطري على الجامعات الغربية، لدعم أبحاث وتوجهات أكاديمية تواجه السعار الأمريكي ضد بعض الدول الإسلامية في إطار الحرب على الإرهاب.
وما بدأته قطر منذ أكثر من عشرين عامًا بموقع إسلام أونلاين، تمدد الآن ليصبح شبكة كبرى من المؤسسات. فمنذ عام 2012 أنفقت قطر أكثر من 1.5 مليار دولار على الجامعات الأمريكية. ولا أدل على نجاح الاستراتيجية القطرية أكثر من النهاية العبثية للحرب الأمريكية الأفغانية، حيث جلس الطرفان للتفاوض في الدوحة، وانتهت 20 عامًا من الحرب على الإرهاب بعودة طالبان للحكم، ليمنعوا النساء من التعليم، ويقيموا دولة الشريعة والقرآن، ويستكملوا مشروع أستاذية العالم.
أما في أمريكا، فبعدما كانت مؤسسة أمريكية مثل مؤسسة القرن/The Century Foundation ترعى وتُصدر تقارير لمسؤول الأمن ومحاربة الإرهاب الأمريكي ريتشارد كلارك بعناوين مثل كيف نقضي على الجهاديين، أو الحرب على الحريات والليبرالية في زمن الإرهاب، أصبحت المؤسسة الآن تُصدر، بالعربية والإنجليزية، كتبًا تمتدح المدرسة الفكرية لحسن البنا.. فانظر يا أخي وتأمل كيف يكون الشغل، أو كما قال نظيم شعراوى لعادل إمام "اشتغل يا حبيبي اشتغل".
يقوم خطاب الإنتليجنسيا الإخوانية على عدة فرضيات تخلط بين الوقائع وأمنياتهم لما يجب أن يكون.
فرضية "الإخوان ليست طائفة دينية"
تقوم الفرضية الأولى على رفض توصيف الإخوان كطائفة دينية. مثلما أبدى حسام تمام اعتراضه على تقرير الحريات الدينية الأمريكي سنة 2010، الذي وصف الإخوان كطائفة دينية تعاني من الاضطهاد، وهو التقرير الذي رحبت به الجماعة وقت صدوره.
يصر المؤلفون على توصيفها كجماعة "وطنية" ذات مشروع سياسي واجتماعي، لكنهم مع ذلك يعترفون بهالة من القداسة والروحانية تصبغ قدامي أعضاء الجماعة، وبالسلطة الأبوية التي تستند إلى تفسيرات دينية، وكيف تعمل على تهميش أي خطابات نقدية وتجديدية داخل الجماعة.
عبد الرحمن عياش نفسه، أحد المؤلفين، يسرد انضمام جده إلى الجماعة في العشرينيات مع حسن البنا، وكيف حضر اجتماعه الأول وهو في الرابعة من عمره، "كان موعد لهو مع ثلة من فتيان الحي في مسجد بالقرب من منزلنا في المنصورة"(ص1). لكنه، مثل بعض رفاقه، رأى في ظاهرة التدوين التي انفجرت في بداية الألفية وسيلة للتعبير عن أفكاره ورؤيته للجماعة التي تأثرت بالمتغيرات والآفاق التي فتحها لهم الإنترنت على العالم.
يسرد عياش كيف اعترض، ومجموعة من المدونين الإخوان، على عدة نقاط في برنامج الجماعة السياسي الذي أعلن في 2007، مثل اقتراح إنشاء مجلس منتخب من علماء الدين لمراجعة التشريعات، وحرمان النساء والمسيحيين من تولي رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء.
وقتها دعت قيادات الجماعة إلى لقاء شمل المدونين الشباب، حيث أمّهم في صلاة المغرب محمد مرسي. لم يحمل الاجتماع أي جديد، ويصفه عياش "جاء خطابه عامًا وفضفاضًا ولم يلامس هواجسنا، لدرجة أن إحدى المرأتين غادرت الاجتماع قبل أن يفرغ مرسي من كلامه. ومن المفارقات أن هذه المرأة أصبحت إحدى مساعدات مرسي عندما أصبح رئيسًا في 2012"(ص7).
حين احتد النقاش كان رد مرسي "هذا هو فهم جماعة الإخوان للإسلام، وإذا كان لديكم رأي آخر فالمجال أمامكم مفتوح لترك الجماعة، والانضمام لجماعات أخرى".
يروي عياش أن عددًا من الشباب الذين حضروا هذا اللقاء خرجوا بعدها من الجماعة. أما عياش نفسه، فيقول إن آخر اجتماع تنظيمي حضره كان في ديسمبر/كانون الأول 2010. لكن ها هو في 2022 يؤلف كتابًا كاملًا غرضه قول "من السابق لأوانه أن ننعي الجماعة أو نعلن فقدانها أهميتها في مصر"(ص11). ويختتم الكتاب مؤكدًا "عندما تخفف الدولة من قبضتها على شعب مصر، فإن المدرسة الفكرية التي أسسها حسن البنا والتي تمتد جذورها إلى قرون من الفكر السياسي الإسلامي، ستجد جمهورًا جديدًا تعرف كيف تخاطبه"(ص151).
التفكير بالتمني سمة مميزة لخطابات الإنتليجنسيا الإخوانية، خذ مثلًا دعوتهم الدائمة لفصل السياسي عن الدعوي بينما هم عاجزون عن التمرد أو نقد السلطة الروحانية/العاطفية لنصوص البنا، التي لا تعدو في أفضل الأحوال توجيهات تربوية للنشء والشباب.
فرضية "الإخوان جماعة وطنية"
الفرضية الثانية هي أن جماعة الإخوان جماعة "وطنية" ولكن هناك بعض المنحرفين/القطبيين المتشددين، الذين يجذبونها إلى أقصى اليمين والأفكار الطائفية. يخلط المؤلفون بين "مصرية" الجماعة و"الوطنية". فالجماعة هي بلا شك إنتاج مصري، ولا يمكن نزع هذا عنها أو عن أفرادها.
أما "الوطنية"، وهي مشروع نشأ أصلًا لرفض مشاريع الاستعمار الإنجليزي، والعثماني الذي كان يرى مصر مجرد ولاية إسلامية، فهي مشروع يتصور مصر الحديثة كأرضٍ تتسع لجميع مواطنيها دون تمييز.
ونضال الجماعة الوطنية المصرية هو لتمثيل جميع المصريين في وطن واحد، لكن متنوع، يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات. وهو ما يستحيل أن يتماشى مع جماعة ترى أن الأقباط والنساء، أي أكثر من ثلثي المصريين، لا يمكن أن تتساوى حقوقهم مع أي ذكر مسلم، وهي الرؤية التي يتفق ويتساوى فيها القطبيين وغير القطبيين.
فرضية "لا يوجد غيرنا بعون الله"
الفرضية الثالثة هي طاقية الإخفاء، ففي أغلب تحليلات الإنتليجنسيا الإخوانية يتبنون، دون أي نقد، السردية الإخوانية عن تاريخ الجماعة. وهي سردية تصور تاريخ مصر كصراع دائم بين الجماعة والحكم العسكري، مع تهميش كل التيارات الأخرى، وإخفاء أي روابط سياسية واقتصادية بين الجماعة والقوى الإقليمية.
وكأن الجماعة صمدت طوال تلك السنوات بفضل ربانيتها وروحانيتها، لا بفضل الدعم السعودي بعد حلها في عام 1948 مثلًا، أو ارتباطها تاريخيًا بقوى إقليمية استغلتها واستنفذتها لأجنداتها الخاصة... ولا تزال.
هذا العمى، أو التعامي، يجعل قراءة مؤلفو الكتاب لتاريخ مصر والجماعة مثيرًا للضحك، كأن يبرروا ازدهار الجماعة في السبعينيات بأنه نتيجة لانفتاح المجال السياسي، وليس لأن الرئيس السادات كان يستقبل عمرو التلمساني في منزله ويتعشى معه، ويشجعه على النشر والانتشار، بينما طلبة الجماعات الإسلامية يطوفون الجامعات بالجنازير مستهدفين بقية التيارات السياسية.
لمن تدق الأجراس؟
هذه الفرضيات الثلاثة تحول خطابات الإنتليجنسيا الإخوانية إلى مجرد صدى لأفكار الجماعة، التي هي سبب كل أزماتها وجرائمها. الفرق فقط أن هذا الصدى يتردد على موجة مختلفة، فبدلاً من استخدام كلمات كالشريعة والأستاذية والمنهج الرباني كما هو معتاد في قاموس الإخوان، يستخدمون كلمات إنجليزية أو مصطلحات مثل "البرنامج الاجتماعي" و"المشروع السياسي".
يتساءل المرء طوال تصفحه كتاب "الأواصر الممزقة" لمِن يكتب المؤلفون هذا الكتاب؟ لمِن يوجهون حديثهم؟ ولا ينكشف السبب ويبطل العجب إلا في الجزء الأخير، حيث يُبدي المؤلفون انحيازًا واضحًا لجبهة إبراهيم منير، مرشد الجماعة السابق، ويتبدى للقارئ أن الكتاب كله تعبير عن الصراعات الداخلية في الجماعة، ونقد موجه بشكل أساسي لمحمود حسين، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة الآن. حيث ركزت معظم لقاءات المؤلفين ومراجعهم على المصادر المعارضة لجبهة محمود حسين.
فتحت الكتاب متوقعًا أن أقرأ تحليلًا علميًا لما حدث للجماعة بعد 2013 من باحثين وأساتذة في جامعات Yale، وDurham، وSyracuse، أو بطريقة توفيق عكاشة سيركوز. ولكني لم أجد سوى تكرار لسرديات الإخوان التاريخية الملائكية، وتصفية حسابات وصراعات على المال والنفوذ بين قيادات التنظيم، مع تغييب الموضوعية لصالح الانحيازات والميول الشخصية.
يغيب مثلًا، لأسباب كامنة في صدور الباحثين، أي ذكر لخيرت الشاطر ودوره التخريبي، ويُحمّلون محمد بديع وجماعته مسؤولية تفاقم الأوضاع والتخلي عن أعضاء الجماعة بعد مذبحة رابعة. وحتى حين يتحدثون عن خوض الإخوان للانتخابات لا يذكرون ترشح الشاطر!
لكن القيمة الأهم للكتاب تجدها بين السطور، في السرد الموثق لعشرات التفاصيل عن صراعات الجماعة بعد 2013، وأهمها فصل "مأسسة العنف". وفيه يسرد المؤلفون كيف اختفت قيادات الصف الأول بعد مذبحة رابعة، وتركوا أعضاء الجماعة في مواجهة الغضب الناتج عن المذبحة.
وأمام فراغ القيادة ذلك ظهرت اللجنة الإدارية العليا التي كونها محمد كمال، والتي قادت ما عُرف بالعمليات النوعية، التي استهدفت "استخدام العنف الموجه ضد من ثبت تورطهم في القتل أو غيره من الانتهاكات ضد أعضاء جماعة الإخوان وأنصارها (...) جاءت خطة اللجنة الإدارية العليا بالتزامن مع زيادة كبيرة في الهجمات على المباني الحكومية وأبراج الكهرباء والاتصالات وأفراد الشرطة ونقاط التفتيش" (ص90).
يسرد المؤلفون كيف احتاجت جبهة كمال لتبريرات شرعية لتحولهم المعلن للعنف. فأعدت لجنة من علماء الدين التابعين لهم وثيقة بعنوان "فقه المقاومة الشعبية للانقلاب". وفيها تم لي عنق النصوص الدينية لتبرير القتل والتخريب والإرهاب، ليتحول الدين ونصوصه لأداة غسل وشحن لعشرات الشباب وإقناعهم أن تفجير مبنى حكومي، أو اغتيال الشيخ علي جمعة، أو استهداف وقتل مجندين يتناولون إفطارهم في رمضان في نقطة تفتيش وسط الصحراء، كلها أفعال تندرج تحت بند "المقاومة" ومجهودات استعادة الشرعية والديموقراطية!
يصف المؤلفون أعمال جبهة محمد كمال بأنها تصرفات مقاومة ثورية، وينتقدون تصدي القائم محمود عزت، بأعمال المرشد وقتها، لجبهة كمال. ويرون أن موقف عزت لم يكن بدافع رفض جبهته للعنف، بل لشعورهم أن كمال والشباب سيخطفون الجماعة من قبضة أيديهم، وبالتالي كان رد عزت قطع التمويل عن المحافظات وشُعَب الإخوان التي انحازت لجبهة كمال.
"فعلى مدى عقود اعتمد تمويل الإخوان على رسوم العضوية والتبرعات، وكان فائض التبرعات يستخدم لتمويل أعمال تجارية يديرها الأعضاء المخلصون نيابة عن التنظيم"(ص98). وكان من المفترض أن تذهب هذه الأموال لدعم أسر المسجونين من عائلات الإخوان التي فقدت عائلها، ولكي تنفق على المعيشة والدراسة للطلبة الذين تمكنوا من مغادرة مصر إلى المنافي، لكن جبهة عزت قطعت هذا الدعم عقابًا لتمردهم.
وهكذا، فالشباب والعائلات الذين صدقوا فتاوى شيوخ الإخوان، وأطاعوا قرارات القيادة، وجدوا أنفسهم في السجون والمنافي وقد تخلت عنهم الجماعة. "لم يكن الانقسام بين جبهة حسين ومنير قائمًا على تضارب الأفكار، ووجهات النظر الرئيسية، بل بدا أنه يتعلق بالسلطة والهيمنة على التنظيم والإيرادات المالية" (ص108).
وبينما كان الشباب الذين خرجوا إلى المنافي يتلقون أقل من 30 دولار شهريًا، كان ابن محمود حسين، القائم بأعمال المرشد، يشتري عقارات بمئات الآلاف من الدولارات في تركيا ويقود سيارة BMW، بينما ظهرت في 2017 تقارير تتناول فرار رجل الأعمال اليمني عبد العليم الشلفي بحوالي 37 مليون دولار من أموال الجماعة، وكان تعليق بعض المحللين وقتها "37 مليون دولار هو جزء صغير من ميزانية الإخوان".
فانتازيا الإنتليجنسيا
إذا سلمت بالسردية المعيبة التي يقدمها المؤلفون لتاريخ الجماعة وما حدث بعد 2011، تجد نفسك أمام صورة مدهشة لطائفة دينية، أسسها رجل مُلهَم من السماء اسمه حسن البنا، ونقلَ بركته إلى جيل مبروك أيضًا من القيادات التاريخية، ثم حدثت معجزة من السماء في السبعينيات، جعلت الجماعة تتعملق وتتعاظم لتصبح تنظيمًا سياسيًا واجتماعيًا ضخمًا، لكن مقصورًا على ذكور المسلمين، ثم وصلت لرأس السلطة وفشلت في الحفاظ عليها بسبب مؤامرة غامضة من "أهل الشر"، حتى تحولت في شكلها الأخير، إلى مافيا تتصارع قياداتها على المال والإيرادات.
رغم ذلك، ينتهى الكتاب بخطاب عاطفي يرى "أن شعبية الإخوان في ازدياد"، والنصر قادم، بل ويمتلكون من الجرأة، وهم المنفيون منذ سنوات، القول بمنتهى الثقة "أن جماعة الإخوان في أفضل أيامها، تكون أكثر قربًا إلى الشارع من الدولة العسكرية وجماعات المعارضة الأخرى"(ص151).
وكأن أربعًا وتسعين عامًا من عمر الجماعة وأخطائها، لم تحرر حتى أفخم باحثيها من الفانتازيا والهلاوس الطائفية، ويرون "الشعبية" مصدرًا للشرعية وهدفًا للوجود، وأن عودة الشعبية هي النجاح والأمل، مثلهم مثل محمد رمضان نمبر وان، وإن كان من المستحيل أن يصلوا لشعبية محمد رمضان!