شهدت عدة مدن وعواصم غربية مظاهرات تدين الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية، أثناء تسييره مهمة بحرية لكسر الحصار على غزة، في وقت أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو طرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد.
ومساء أمس الأربعاء، أعلن أسطول الصمود العالمي أن قوات إسرائيلية داهمت سفنه بشكل غير قانوني، وقال في بيان "حالة تأهب قصوى: سفننا تتعرض لاعتراض غير قانوني. الكاميرات معطلة، وقد صعد عسكريون على متن السفن. نعمل جاهدين للتأكد من سلامة جميع المشاركين على متنها وحالتهم".
أعقب ذلك تخبط في معرفة عدد السفن التي داهمها جيش الاحتلال وعدد السفن التي لا تزال تبحر نحو غزة، وفي آخر تحديث صادر عن أسطول الصمود أعلن أنه يواصل رحلته إلى الأراضي الفلسطينية رغم اعتراض سلاح البحرية الإسرائيلي عددًا من مراكبه، فيما أفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن قواتها أوقفت "سفنًا عدة"، فيما قال الناطق باسم الأسطول الناشط سيف أبو كشك إن عددها 13 قاربًا كانت تحمل 200 شخص في المجموع.
عقب عملية المداهمة الإسرائيلية أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو مساء الأربعاء أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد، على خلفية اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول المساعدات المتجه إلى غزة.
وكان بقي في كولومبيا أربعة دبلوماسيين إسرائيليين بعدما قطع بيترو العلاقات مع إسرائيل في العام الماضي، وقال بيترو إن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين في المياه الدولية ودعا إلى إطلاق سراحهما فورًا.
كذلك شهدت عدة مدن وعواصم غربية مظاهرات تدين الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية، إذ ندد محتجون في العاصمة الإيطالية روما ومدن أخرى بهجوم إسرائيل على أسطول الصمود وإيقاف الناشطين المشاركين على متن سفنه. وعبَّر المشاركون في المظاهرة عن رفضهم لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة، متهمين الحكومة الإيطالية بالتواطؤ مع إسرائيل.
https://x.com/PalinfoAr/status/1973504616404054098?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1973504616404054098%7Ctwgr%5Ed3f53282604d5076b9cd4a2761c174ff243f9f49%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.ajnet.me%2Fnews%2Fliveblog%2F2025%2F10%2F1%2Fd8a3d8b3d8b7d988d984-d8a7d984d8b5d985d988d8af-d985d8a8d8a7d8b4d8b1-d8a7d984d986d8b4d8b7d8a7d8a1-d98ad988d8a7d8b5d984d988d986
وتظاهر العشرات أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط عاصمة موريتانيا والمئات في تونس استنكارًا لهجوم البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود.
ودعا الاتحاد الإيطالي العام للعمل لإضراب عام يوم الجمعة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود، وأضاف بيان أن ما جرى جريمة خطيرة ترتكبها أيضًا حكومة إيطاليا بحق عمال إيطاليين، إذ تُخلي مسؤوليتها عنهم وتتركهم في المياه الدولية بشكل يخالف المبادئ الدستورية.
كما أغلق متظاهرون محطة القطارات المركزية في العاصمة الألمانية برلين، تنديدًا بالاعتداء على الأسطول. وامتدت المظاهرات كذلك إلى برشلونة وبروكسل وإسطنبول وباريس وأثينا.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن عملية مداهمة الأسطول تشمل صعود قوات الاحتلال على متن القوارب، واحتجاز المشاركين قبل نقلهم إلى ميناء أسدود. وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن 600 شرطي يشاركون في العملية، وأن من يرفض الترحيل من النشطاء قد يُحال إلى محكمة خاصة تعقد داخل سجن كتسيعوت.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد إيفي دفرين، الأسبوع الماضي، إن البحرية مستعدة لاعتراض السفن، رغم أنه أشار إلى أن ذلك سيكون تحديًا أكبر من محاولات الأساطيل السابقة بسبب عدد السفن.
ومطلع سبتمبر/أيلول الجاري، قدَّم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خطة تهدف إلى وقف أكبر أسطول يبحر إلى غزة، ويضم نشطاء من 44 دولة، وفق سكاي نيوز.
وبموجب المقترح، سيتم اعتقال واحتجاز جميع النشطاء بالأسطول في سجني كتسيعوت ودامون الإسرائيليين، المستخدمين لاحتجاز "الإرهابيين"، في ظروف صارمة تخصص عادة للسجناء الأمنيين، وحسب الخطة سيحتجز النشطاء لفترات طويلة، ويحرمون من امتيازات مثل التليفزيون والراديو والطعام الخاص.
والأسبوع الماضي، تعرضت 6 سفن ضمن الأسطول لهجوم من مسيرات أطلقت مقذوفات وقنابل صوتية تجاهها ما تسبب في خسائر مادية طفيفة دون تسجيل إصابات بشرية، ما دفع إيطاليا وإسبانيا لإرسال سفن حربية "لحماية الأسطول وتقديم المساعدة".
ولم يكن الهجوم على أسطول الصمود هو الأول على السفن التي تحاول كسر الحصار على غزة، ففي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، والمصير نفسه واجهته السفينة حنظلة.
وتأسس تحالف أسطول الحرية عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلَّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.