وجه وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول، اليوم، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب غاراتها المستمرة على غزة، معتبرًا أن حرمان سكان القطاع من الغذاء والدواء "أمر غير مقبول"، وقال "لن نتضامن مع إسرائيل بالإجبار".
من جهته، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم، توبيخًا لإسرائيل، وانتقد بشدة الغارات المكثفة والمستمرة التي تشنها إسرائيل على غزة، معتبرًا أن هذه الضربات "غير مبررة ولم تعد مفهومة"، وفق رويترز.
كما أدان قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة فهمي الجرجاوي بقطاع غزة، التي تؤوي نازحين فلسطينيين، ووصفها بأنها "مأساة إنسانية وكارثة سياسية".
واعتبرت رويترز الرسالة التي بُثت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولًا أوسع في الرأي العام الألماني وكبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر.
وكانت ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أقوى المؤيدين لإسرائيل، ولكن كلمات ميرتس تأتي في الوقت الذي يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياسته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة.
ومؤخرًا، قال الاتحاد الأوروبي إن اتفاقية التجارة مع إسرائيل سوف تخضع للمراجعة في ظل الوضع "الكارثي" في قطاع غزة. وانتقدت إسرائيل الخطوة. وتزامن ذلك مع مقتل العشرات في غارات جديدة على القطاع.
رغم تصريحاته هذه، أكد وزير الخارجية الألماني أن بلاده ستواصل بيع الأسلحة لإسرائيل، قائلًا "كونها دولة تعتبر أمن إسرائيل ووجودها مبدأ أساسيًا، فإن ألمانيا ملزمة دائمًا بمساعدة إسرائيل على ضمان أمنها".
وأشار إلى أن هذا الموقف الذي يتم الدفاع عنه منذ بداية النزاع "يشمل بطبيعة الحال الاستعداد لتقديم أسلحة في المستقبل"، معتبرًا أن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل بسبب تاريخها.
وتابع "ندعم إسرائيل بوضوح، ولكن يجب ألا نتجاهل محنة سكان قطاع غزة"، معربًا عن معارضته "أي ترحيل" للفلسطينيين من القطاع.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع فبراير/شباط الماضي عزم الولايات المتحدة الاستيلاء على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين منه إلى دول مجاورة بداعي تطويره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل "المغادرة الطوعية" لسكان غزة سيتم إنشاؤها.
من جهته، أكد السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا رون بروسور أن حكومته تأخذ الانتقادات الألمانية لتصرفات بلاده في قطاع غزة على محمل الجد. وقال "عندما يوجه فريدريش ميرتس هذه الانتقادات لإسرائيل، فإننا ننصت إليه بعناية شديدة لأنه صديق".
وفي 2023، وافقت ألمانيا على تصدير أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو (363.5 مليون دولار)، بما في ذلك المعدات العسكرية والأسلحة الحربية، بزيادة 10 أضعاف عن عام 2022.
وفي أبريل/نيسان 2024، رفضت ألمانيا الاتهامات التي وجهتها لها نيكاراجو أمام محكمة العدل الدولية بمعاونة إسرائيل في الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وتُظهر ألمانيا دعمًا لافتًا إلى إسرائيل منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وكانت ضمن الدول التي أعلنت وقف تمويل الأونروا في يناير/كانون الثاني 2024، عقب مزاعم إسرائيلية بمشاركة موظفين في الوكالة في عملية طوفان الأقصى.
وعارضت ألمانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2023 دعوات في الاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
