
رويترز: استعادة إسرائيل وثائق كوهين تمت بموافقة الشرع
استعادت الحكومة الإسرائيلية وثائق ومقتنيات الجاسوس الراحل الأشهر لها إيلي كوهين من سوريا بموافقة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وفق ما نشرته رويترز نقلًا عن ثلاثة مصادر سورية لم تسمها لكنها اكتفت بالقول إن أحدهم أمني سوري والآخر مستشار للشرع والثالث مطلع على المحادثات السرية بين البلدين.
وأعلنت إسرائيل الأحد الماضي عن استعادتها 2500 وثيقة وصورة وممتلكات شخصية كانت ضمن الأرشيف السوري الرسمي الخاص بكوهين، وقالت إن جهاز الموساد تعاون مع جهاز استخبارات أجنبي، لم تكشف هويته، من أجل تأمين هذه المواد.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو "في عملية سرية معقدة نفّذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، تم إحضار الأرشيف السوري الرسمي الخاص بإيلي كوهين إلى إسرائيل"، مضيفًا أنه يحوي "آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لعقود تحت حراسة مشددة".
ووفق مصادر رويترز، فإن الإدارة السورية عثرت على الوثائق في مبنى لأمن الدولة، وقدمتها لإسرائيل بشكل غير مباشر كبادرة حسن نية من الشرع، الذي يسعى لإزالة التوترات مع دولة الاحتلال، وبناء ثقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تزامنًا مع قرار الأخير رفع العقوبات المفروضة على سوريا سابقًا.
وأوضح أحد المصادر، حسب رويترز، أن الشرع كان على اطلاع بالمحادثات مع إسرائيل، فيما لم تعلق الإدارة السورية على الأمر.
ووفق رويترز، أشارت المصادر إلى أن الشرع ومستشاريه قرروا استخدام الأرشيف ورقة تفاوضية، مؤكدين أن الرئيس السوري الانتقالي أدرك أهمية الأرشيف بالنسبة لإسرائيل وأن تسليمه يمكن أن يشكل بادرة دبلوماسية مهمة.
وبينت المصادر أن سوريا وافقت خلال المحادثات على إجراءات تشمل إعادة رفات كوهين، بالإضافة إلى ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا أثناء قتالهم القوات السورية في لبنان أوائل الثمانينيات.
والأسبوع الماضي، أعلن ترامب خلال زيارته للمملكة السعودية أن واشنطن سترفع العقوبات عن سوريا بعد طلب من ولي العهد محمد بن سلمان وتركيا، وقال "ماذا عساي أن أفعل لولي العهد"، مضيفًا "العقوبات أدت وظيفة مهمة، لكن حان الوقت الآن لكي تمضي البلاد قدمًا".
ويمثل القرار الأمريكي تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، فقد صنفت الولايات المتحدة سوريا دولة راعية للإرهاب في 1979، وفرضت عليها مزيدًا من العقوبات في 2004، وفرضت عقوبات أخرى بعد اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
وفي اليوم التالي لقرار رفع العقوبات، التقى ترامب الشرع في الرياض وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي توسع نشاطاتها في سوريا منذ صعود المعارضة المسلحة إلى إدارة البلاد في أعقاب إسقاطها نظام بشار الأسد بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويعد كوهين أحد أهم وأبرز جواسيس إسرائيل في العالم العربي منذ النكبة الفلسطينية في 1948، حيث استطاع نسج علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى في سوريا، قبل اكتشاف أمره وإعدامه في ستينيات القرن الماضي.
عمل كوهين في سوريا لمدة 4 سنوات لصالح الموساد الإسرائيلي وكان يرسل المعلومات إلى تل أبيب عن طريق الراديو والرسائل المشفرة، وفي عام 1965، افتضح أمره قبل أن يتم إعدامه في ميدان عام بدمشق، لكن إسرائيل ما زالت تعتبره بطلًا إذ وصفه نتنياهو بأنه "أسطورة" و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة".