تصوير سالم الريس، المنصة
فلسطينيون يتفقدون منازلهم بعد استهداف جيش الاحتلال المفاجئ لها، 18 مارس 2025

أكثر من 400 قتيل و560 مصابًا وآخرون تحت الأنقاض.. حصيلة دموية لأول أيام عودة الحرب على غزة

سالم الريس
منشور الثلاثاء 18 مارس 2025

أعلنت حركة حماس مقتل 6  من قياداتها جراء العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم، فيما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 404 وأكثر من 562 مصابًا، بينما لا يزال آخرون تحت الركام الذي خلفه القصف تعمل فرق الإسعاف والدفاع المدني على انتشالهم، حسبما أعلنت وزارة الصحة بالقطاع.

وقال جيش الاحتلال في بيان اليوم، إن قواته لا تزال مستمرة في شن الغارات الحربية على مختلف مناطق القطاع، وبالتحديد الأهداف التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأضاف جيش الاحتلال "من بين الأهداف في الساعات الماضية، خلايا مخربين ونقاط إطلاق ووسائل قتالية وبنى عسكرية أخرى كانت تستخدمها المنظمات الإرهابية لتخطيط وتنفيذ أنشطة شكلت تهديدًا على قوات الجيش والإسرائيليين".

وشن جيش الاحتلال في الساعات الأولى من صباح اليوم، هجومًا واسعًا "على أهداف إرهابية تابعة لحركة حماس في مختلف مناطق قطاع غزة" حسب بيان له، وقال إن إسرائيل ستعمل من الآن فصاعدًا ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة في أعقاب رفضها إطلاق سراح رهائننا، ولجميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء.

وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس، اليوم، عن اغتيال وكيل الوزارة اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي بغزة اللواء بهجت أبو سلطان في استهدافين منفصلين، إلى جانب استهداف عدد من المسؤولين الحكوميين ضمن عشرات الغارات على منازل المواطنين.

ونعت الوزارة وكيلها ومدير عام جهاز الأمن الداخلي، مؤكدة أن استمرار جرائم الاحتلال واستهداف قادة وكوادر وزارة الداخلية لن تمنعها من القيام بواجبها، حيث ما زالت الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية تتابع الحالة الميدانية في كافة محافظات القطاع، وتتخذ الإجراءات المساندة للمواطنين في ظل الظروف الحالية.

ونعى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، رئيس متابعة العمل الحكومي التابعة للحركة عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل التابعة لحماس المستشار أحمد الحتة، حيث استهدفهم جيش الاحتلال مع عائلاتهم ما أدى إلى مقتلهم جميعًا إلى جانب عشرات الغزيين.

ونعت حركة حماس، عضو المكتب السياسي للحركة ياسر حرب، وعضو المكتب السياسي للحركة المهندس محمد الجماصي، اللذين قُتلا مع عائلتيهما بالكامل بعد استهدافهم المباشر من قبل جيش الاحتلال في اللحظات الأولى من الهجوم الحربي الإسرائيلي.

كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، اغتيال الناطق العسكري باسم سرايا القدس ناجي أبو سيف والمعروف بلقب "أبو حمزة"، وبحسب مصدر عائلي قال لـ المنصة، إن استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى مقتل زوجته وشقيقته وشقيقه مع أسرته، وذلك في قصف منزلهم بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأكدت حماس أن الجرائم والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق قيادات الحركة ورموز العمل الحكومي والفلسطينيين "لن تمكنه من تحقيق أهدافه، ولن تكسر إرادة شعبنا وقوّة تلاحمه مع قياداته ومقاومته، بل سيزداد شعبنا قوَّة وصمودًا في مواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية" حسب البيان.

في سياق متصل، توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي السابق، إيتمار بن غفير، اليوم، إلى اتفاق يسمح بعودة حزب الأخير "عوتسماه يهوديت" أو "القومية اليهودية" اليميني المتطرف إلى الحكومة، وذلك بعد أن استأنف الجيش الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة.

ويوم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن حزب "عوتسماه يهوديت" استقالة رئيسه وزير الأمن الوطني الإسرائيلي بن غفير، ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة نتنياهو اعتراضًا على الاتفاق.

وفشل الوسطاء في مصر وقطر وأمريكا في استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حماس سراح 33 محتجزًا بينهم 8 قتلى فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.

وكان مقررًا أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بعد انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا، لكن إسرائيل لم تنسحب ورفضت الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح.

وخلال الأيام القليلة الماضية عُقدت مفاوضات في القاهرة والدوحة وواشنطن لوفود حماس وإسرائيل لبحث أشكال مختلفة من الاتفاقات للإفراج عن المحتجزين وإبعاد حماس عن إدارة قطاع غزة، لكن جميعها باءت بالفشل لتعلن إسرائيل اليوم عودة القصف لغزة واستهداف قادة حماس.