تصوير: محمد الخولي ، المنصة
القيادي بالحركة المدنية حمدين صباحي، خلال مؤتمر دعم فلسطين، 31 يناير 2025

الحركة المدنية ترفض مخطط ترامب لتهجير سكان غزة.. وتطالب بالإفراج عن سجناء الرأي

محمد الخولي
منشور السبت 1 فبراير 2025

أدان المشاركون في مؤتمر الحركة المدنية الديمقراطية لدعم فلسطين، الذي انعقد في مقر حزب المحافظين في جاردن سيتي مساء أمس الجمعة، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة، مؤكدين أن رفض هذه السياسة يتطلب دعم جهود إعادة إعمار القطاع، والإفراج عن سجناء الرأي، لاسيما أولئك المحبوسين على ذمة قضايا دعم فلسطين. 

ووقف المشاركون في بداية المؤتمر الذي عقد في مقر حزب المحافظين في جاردن سيتي بالقاهرة، مساء أمس الجمعة، دقيقة حداد "تكريمًا لشهداء المقاومة".

وأشاد القيادي في الحركة المدنية الديمقراطية حمدين صباحي، في كلمته بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وبيان وزارة الخارجية الرافضين لسياسة التهجير، معتبرًا أن هذا الموقف يشكل متغيرًا مهمًا تدعمه الحركة، مؤكدًا أن الحركة المدنية التي عارضت وتستمر في معارضة سياسات السلطة الحالية، تتمسك بموقفها الثابت ضد التهجير والعدوان على الأمن القومي الفلسطيني والمصري.

كان ترامب جدد دعوته لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن خلال المراحل المقبلة، وهي الدعوة التي رفضها البلدان؛ إذ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه لها في تصريحات يوم الأربعاء، أكد فيها أن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، فيما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين، وإن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن الرئيس الأمريكي رد الخميس خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض على هذا الرفض قائلًا "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

ليكتمل الاصطفاف

وقال صباحي "من يريد التصدي للتهجير يوفر للفلسطيني ظروف حياة إنسانية في غزة"، مشيرًا إلى أن دور الحركة المدنية الآن أن تضمن تدفق دائم لإمكانيات الحياة على أرض غزة، مقترحًا على رجال الأعمال المصريين مساعدة نقابة المهندسين في توفير 100 ألف كرفان لسكان غزة لحين إعادة تعمير القطاع.

وطالب صباحي بالإفراج الفوري عن سجناء الرأي حتى يكتمل "الإجماع الوطني"، موجهًا التحية "لشهداء المقاومة إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف وصالح العاروري ولكل شهيد امرأة أو طفل أو شيخ الذين قدموا نموذجًا استثنائيًا، وللمقاومة في لبنان ولشهداء حزب الله وفي صدرهم حسن نصر الله".

ومن ناحيته، قال المنسق العام للحركة المدنية طلعت خليل خلال المؤتمر، إن وزارة الداخلية رفضت التصريح للحركة المدنية بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية والتي كان مقررًا لها اليوم السبت، مؤكدًا أن كل الشخصيات التي وقعت على إخطار الوقفة وصلتهم إنذارات من وزارة الداخلية لرفض التصريح بالوقفة.

ولفت خليل إلى أن الشعب المصري لو تمكن لخرج بالآلاف في كل محافظات مصر "لكن للأسف الشديد إحنا بنشوف الخروج لمجموعة مصطنعه وهذا أمر خطير ولا يوصل الرسائل"، داعيًا السلطات إلى السماح للمصريين بالتعبير عن إرادتهم الحقيقية. 

وعقب تصريحات ترامب، توالت دعوات لحشد وفد شعبي للتوجه إلى معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية.

وأكد أن الخطوات العملية لتنفيذ هدف لا للتهجير يبدأ من مساعدة غزة في إعادة الإعمار والمقاومة الفلسطينية، مشددًا على أن هذا دور مصر الحقيقي.

ودعا رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الإسرائيلية، وإدراجها ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومات الداعمة لهم على قوائم الإرهاب، كرد فعل على ما وصفه بجرائم قتل الأطفال.

وأشار قرطام إلى دعم الموقف الرسمي الرافض للتهجير، "نرى أن ما صرح به الرئيس السيسي يعبر عن وجهة نظرنا والإرادة الشعبية لكل الأحزاب سواء كانت معارضة أو مؤيدة، إلا في قوله بأن ترامب قادر على صنع السلام فنحن نرى أنه غير قادر وذلك بسبب انحيازه ومعظم أغلب الساسة الأمريكان إلى الصهاينة وإنكارهم للحقوق الفلسطينية". 

ووصف قرطام تصريحات ترامب بـ"العبثية وشاذة"، معتبرًا إنها اعتداء على القانون الدولي "لتشجيع المحتل الصهيوني لارتكاب جريمة تطهير عرقي ضد الفلسطينيين". 

وقال إن الرد العملي على هذه التصريحات يكون من خلال سرعة العمل في إعمار غزة، مقترحًا إنشاء صندوق لجمع التبرعات لإعادة إعمار قطاع غزة يكون برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.

وطالب رئيس حزب المحافظين الحكومة المصرية "بعدم فرض أي نوع من الضرائب أو الرسوم أو الإتاوات على كافة البضائع والمهمات المنقولة إلى غزة سواء كانت للإعمار أو للأغراض المعيشية". 

وقال إن "الاصطفاف هذه المرة مهم ولأجل ذلك نعيد ونؤكد على ضرورة إطلاق سراح المحبوسين احتياطيًا وخصوصًا المحبوسين على ذمة قضايا دعم فلسطين".

واتفق رئيس مجلس أمناء الحركة المدنية الديمقراطية مدحت الزاهد، مع دعوة قرطام، مشيرة إلى أن تصريحات ترامب تمثل استمرارًا للعدوان على غزة، مشددًا على ضرورة إعمار غزة بالاقتراحات التي أعلنها قرطام وكذلك أيضًا بالـ600 مليار أو التريليون دولار التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس ترامب، غزة أولى بالفلوس دي مش اللي دمروها وحولوها لركام".

وقال إن "تصريحات الرئيس السيسي مؤخرًا بشأن التهجير تعتبر تطورًا ايجابيًا للموقف المصري ضد التهجير بعد بيان الخارجية، ولكن يكتمل هذا الموقف بإصدار عفو شامل عن سجناء الرأي". 

وأضاف "كنا نحب نشوف أحمد طنطاوي في رفح النهاردة أو في ميدان من ميادين مصر، كنا نحب نشوف علاء عبد الفتاح النهاردة في حضن أمه وكنا نحب نشوف المرضى اللي تجاوزوا السبعين والثمانين سنة بره لأن مصر يمكن أن تواجه التهجير بأبنائها جميعًا وهؤلاء كانون في الصف الأول للوطنية المصرية".

ودعا الزاهد للإفراج عن المحبوسين في قضية دعم فلسطين "اللي خرجوا في المظاهرة وقالوا 'دي مظاهرة بجد مش تفويض لحد' واللي علقوا بنر في إسكندرية".

حرب عالمية على القطاع

وفي كلمتها أكدت القيادية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أن ما حدث مؤخرًا ليس مجرد حرب إسرائيلة على غزة وإنما كانت حربًا عالمية على هذا القطاع، "فلو كان الصهيوني وحده لانتهى من أول ساعة".

وذكرت أن الجيش الإسرائيلي الذي كان يسوق أنه لا يقهر، "قهرته المقاومة وبدون أمريكا ما بيسوى قرش ولولا الطيران ما كان جندي واحد يستطيع مواجهة طفل فلسطيني".

وأكدت أن الثورة الفلسطينية على مدار تاريخها تحقق انتصارات عسكرية بالمقاومة لكنها تفشل في المسار السياسي، والآن نريد أن يحقق طوفان الأقصى انقلابًا حقيقيًا على كل المستويات، ودعت إلى موقف عربي وإسلامي معلن وأن يتم الدعوة لعقد قمة عربية لرفض التهجير. 

ومن جانبها ألقت رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل كلمتها باللغة الإنجليزية قبل أن تعيدها بالعربية وجاء فيها أن مشهد العودة إلى شمال قطاع غزة لم يكن لم يفرحنا فقط، "بل منحنا قوة كبيرة جعلتنا ننسى القلق والحذر والترقب عندما أفصح دونالد ترامب عن اقتراحه المخزي بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن".

وأكدت أن مقترح ترامب "أصبح من المستحيلات الكبرى، حتى لو تذاكى محترفو الفهلوة السياسية، وصاح الانهزاميون والمتشائمون والمرتزقة".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر رفضه مرارًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفض السيسي تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية".