صفحة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على فيسبوك
قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة، 19 ديسمبر 2024

بحضور رئيسي تركيا وإيران.. قمة الثمانية النامية تختتم أعمالها بالقاهرة متعهدة بتعزيز السلام والتنمية

قسم الأخبار
منشور الخميس 19 ديسمبر 2024

أصدرت القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي التي تأسست في 1997، والمنعقدة اليوم في العاصمة الإدارية، إعلان القاهرة عقب اعتمادة من قادة تركيا وإيران ونيجيريا وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأكد إعلان القاهرة مواصلة التعاون تحت قيادة مصر والالتزام بالرؤية الموضحة في خارطة الطريق العشرية للمجموعة، والتأكيد على الالتزام بتعزيز السلام والازدهار والتنمية المستدامة، وتوسيع عضوية مجموعة الثماني النامية، وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الصحي، وتجديد الالتزام المشترك بتعزيز التعاون في إدارة الكوارث من خلال التعاون في أنظمة الإنذار المبكر وتبادل المعرفة.

وتتولى مصر رئاسة المجموعة منذ مايو/أيار الماضي، وستستمر في قيادة أعمالها حتى نهاية العام المقبل. ومن المقرر أن تعقد عدة قمم ولقاءات ثنائية على هامش قمة القاهرة سواء على مستوى الرؤساء أو الوفود المشاركة في الاجتماع.

وتنعقد القمة تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد"، إلا أنها تخصص جلسة عن الأوضاع في فلسطين ولبنان، حسبما أعلن السيسي، مؤكدًا اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة.

وقال السيسي، في كلمته خلال افتتاح القمة، "نجتمع اليوم في وقت يشهد العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيه كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، وازدواجية المعايير".

وأضاف "لعل أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد، بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولًا إلى سوريا التي تشهد تطورات، واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة، من آثار سوف تطول الجميع، سياسيًا واقتصاديًا".

وبدأت إسرائيل عدوانًا على غزة منذ عملية طوفان الأقصى وحتى الآن التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف قتيل، وامتد عدونها إلى لبنان خصوصًا على جنوب البلاد، ومن بعدها سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد.

بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "نتطلع بصدق إلى بناء سوريا خالية من الإرهاب، تعيش فيها جميع الأديان والمذاهب والإثنيات بسلام وجنبًا إلى جنب.. والشعب السوري بحاجة للاتحاد وإحياء البلاد المنهكة جراء الحرب".

واستغلت أنقرة سقوط بشار الأسد، وتوغلت قوات تابعة لها شمال سوريا، وسيطرت على عدد من المدن منها مدينة منبج، التي تبعد عن حلب نحو 90 كيلومترًا، والتي وصفتها صحيفة خبر ترك بـ"أكبر وكر إرهابي في غرب نهر الفرات لقوات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني".

وقبل سقوط النظام السوري بيومين، أعرب إردوغان عن أمله في أن يتواصل تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا "من دون مشاكل"، معتبرًا أن هدفهم العاصمة دمشق.

زيارة إردوغان اليوم إلى القاهرة هي الثانية له خلال العام الجاري، حيث زار العاصمة المصرية في فبراير/شباط الماضي، وكانت وقتها زيارته الأولى من نوعها منذ 11 سنة، وقال خلالها السيسي إن مصر حاليًا هي الشريك الأول لتركيا في إفريقيا، وتعد أهم مقاصد الصادرات المصرية.

وكان السيسي وإردوغان التقيا لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وتصافحا على هامش افتتاح المونديال في قطر، ثم التقيا خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر/أيلول 2023، واتفقا على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.

وفي كلمته اليوم، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن التغيرات التي حدثت في العالم خلال الفترة الماضية، والأوضاع الجيوسياسية ولا سيما في جنوب لبنان وغزة وسوريا والضربات الإسرائيلية والمجاعات واستخدام التجويع كآلة حرب، فضلًا عن جريمة الإبادة الجماعية وبحار الدماء التي شهدناها في الفترة الماضية، لابد أن نتخذ خطوات عملية ملموسة تجاهها.

وذكر بزشكيان أن مصر دولة مهمة للغاية ولديها الكثير من الموارد التي تجعلها من أكثر الدول المحتملة للتطور والازدهار.

وتعد زيارة بزشكيان للقاهرة الأولى لرئيس إيراني منذ زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد لمصر في 2013، وكانت في إطار حضور فعاليات قمة الدول الإسلامية.

وكانت القاهرة وطهران قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، بعد اندلاع الثورة الإسلامية بها ووصول الإمام الخميني لسدة الحكم، وهروب الشاه محمد رضا بهلوي إلى القاهرة، التي كانت المكان الوحيد الذي وافق على استقباله، وبعد 11 عامًا، تم استئناف العلاقات لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح.

وطبع التوتر العلاقات بين البلدين لسنوات، وعقب ثورة 25 يناير، بدأت بوادر تقارب مصري إيراني بزيارة وفد شعبي مصري لطهران، وعام 2012 زار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، طهران، لحضور الجلسة الافتتاحية لقمة منظمة دول عدم الانحياز.

ومؤخرًا تحسنت العلاقات الثنائية، عندما زار وزير الخارجية السابق سامح شكري طهران في مايو الماضي، لتقديم واجب العزاء في الرئيس الإيراني ووزير خارجيته اللذين توفيا في حادث تحطم مروحية سقطت أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية يحيط بها ضباب كثيف، في طريق عودتها من زيارة للحدود مع أذربيجان، لافتتاح سد "قيز قلعة سي" وهو مشروع مشترك بين الدولتين.

وقتها قال القائم بأعمال الرئيس الإيراني محمد مخبر، إن استعادة العلاقات وتطوير وتعميق التفاعلات بين طهران والقاهرة، خاصة في القطاعات الثقافية والسياسية والاقتصادية، ستستمر بقوة.