التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد، على هامش مشاركتهما في قمة مجموعة العشرين، بالعاصمة الهندية نيودلهي، ما اعتبره مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، في حديثه لـ المنصة، خطوة في مسار تحسن العلاقات بين البلدين.
وخلال العام الماضي، التقى السيسي وإردوغان على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم في قطر، واتفقا في مايو/أيار 2022 على تبادل السفراء، في إطار مساعي التقارب بين البلدين بعد فترة طويلة من توتر العلاقات بين البلدين عقب الإطاحة بحكم محمد مرسي في 2013.
وبحسب بيان للرئاسة المصرية، اليوم، قال المتحدث باسم الرئاسة إن الرئيسين أكدا "أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي".
الرئيسان "أعربا عن الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج استراتيجي راسخ، في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وبما يسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط"، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وبحسب البيان، تناول اللقاء "تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن سبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين".
ونشرت الرئاسة التركية صورة للقاء، وقال مكتب الرئيس التركي، في بيان، إن "الجانبين بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلًا عن القضايا الإقليمية والعالمية".
وعقدت بين البلدين عدة جولات رسمية لاستئناف العلاقات بشكل طبيعي، بعد سنوات من التوتر، دون تمثيل دبلوماسي منذ 2013، حين طردت مصر السفير التركي، واتهمت أنقرة بدعم منظمات تعمل على تقويض استقرارها.
وبعد المصافحة الشهيرة بين أردوغان والسيسي، في قطر، بدأت التقارب، إذ زار وزير الخارجية المصري سامح شكري تركيا؛ لإظهار تضامن بلاده بعد الزلازل المدمر في تركيا وسوريا في فبراير/شباط الماضي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، لفت المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن إلى احتمالية عقد لقاء قمة تركية مصرية بين أردوغان والسيسي، قائلًا "من المبكر الحديث عن أي زيارة ستكون أولًا، زيارة أردوغان لمصر أم السيسي لتركيا".
وأضاف "أولًا يجب تجهيز الكثير من التحضيرات وتجهيز الأسس، وخلال 3 أو 4 أشهر، من الممكن أن نتخّذ خطوات محدّدة عملية مهمة بالعلاقة مع مصر".
إلا أن هذا الزخم تراجع بحسب، السفير رخا أحمد حسن، مرجعًا ذلك إلى اختلاف الرؤى حول الأزمة الليبية، مؤكدًا أن "هناك الكثير من الملفات جرى حسمها بالفعل بين البلدين، وبقيت ملفات عالقة يجرى العمل عليها بالتأكيد حاليًا.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مثل هذه اللقاءات مهمة، قائلًا "عندما يلتقي الرئيسين يجري تبادل الآراء حول سبل تنمية العلاقات بين البلدين، وإزالة ما قد يكون هناك من بعض الموضوعات المتعلقة".
وتوقع رخا أن تشهد الفترة المقبلة تطورات ملحوظة على مستوى العلاقات بين البلدين.