أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء هجوم بري على لبنان، قال إنه عملية محدودة ومحددة الهدف والدقة ضد حزب الله في الجنوب، وذلك بعدما أبلغ أمريكا أنه يستهدف البنية التحتية لحزب الله، فيما انسحبت قوات الجيش اللبناني نحو 5 كيلومترات من مواقع على طول الحدود الجنوبية قبيل بدء العملية حسب رويترز.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "بناءً على قرار المستوى السياسي، بدأ جيش الدفاع عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان ضد أهداف وبنى تحتية إرهابية لتنظيم حزب الله الإرهابي، في عدد من القرى القريبة من الحدود، والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".
وأشار إلى أن الجيش يعمل وفق خطة مرتبة تم إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية التي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة، تستمر وفقًا لتقييم الوضع بالتوازي مع القتال في غزة وجبهات أخرى، مبينًا أن العملية تتم بالقوات البرية مدعومة بهجمات جوية لسلاح الجو وقصف مدفعي يستهدف أهدافًا عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لمّح أمس إلى أن إسرائيل تستعد لشن هجوم بري في لبنان، فيما أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم جاهزية واستعداد جماعته لأي توغل إسرائيلي في الجنوب.
ودعا جيش الاحتلال سكان 3 مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، هي الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة، لإخلاء منازلهم.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس "أنتم متواجدون بالقرب من مصالح ومنشآت تابعة لحزب الله وسيعمل جيش الدفاع ضدها بقوة"، مضيفًا "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
ونشر أدرعي فيديو على إكس، للفرقة 98 التي بدأت أنشطة عسكرية في جنوب لبنان، وقال "بعد أشهر من العملية البرية في قطاع غزة، اكتسبت قوات الفرقة المهارات والخبرة العملياتية لينتقلوا شمالًا للقيام بعملية برية على الجبهة الشمالية".
انسحاب الجيش اللبناني
تزامن الهجوم البري الإسرائيلي في لبنان مع انسحاب قوات الجيش اللبناني نحو 5 كيلومترات من مواقع على طول الحدود الجنوبية، حسبما نقلت رويترز عن مصادر أمنية لبنانية، وهو ما لم يؤكده أو ينفه الجيش اللبناني.
لكن مصادر عسكرية لبنانية نفت للقاهرة الإخبارية الانسحاب، وقالت إن الجيش اللبناني أعاد تمركز عناصره المنتشرة عند النقاط الحدودية، وذلك بنقلهم إلى مراكز أكبر وأكثر تحصينًا ضمن التدابير الاحترازية التي يتم اتخاذها تحسبًا لأي تصعيد محتمل، مع التأكيد على عدم التراجع عن المواقع الرئيسية.
ويأتي الهجوم بعد أيام من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الجمعة الماضي، وعدد آخر من قيادات الحزب قالت إسرائيل إنهم زادوا عن عشرين، وذلك قبل أن تقتل قائد حركة حماس في لبنان شريف أبو الأمين، و3 قيادات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غارات جوية أمس.
ضوء أخضر أمريكي
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تجري عمليات برية محدودة تركز على البنية التحتية لحزب الله.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في تصريحات نقلتها رويترز، أمس، "هذا ما أبلغونا بأنهم ينفذونه حاليًا وهي عمليات محدودة تستهدف البنية التحتية لحزب الله قرب الحدود".
فيما ذكرت الشرق أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، واتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية لدى حزب الله لضمان عدم تمكنه من شن هجمات مشابهة لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي على شمال في إسرائيل.
وأوضحت أن الوزيرين أكدا ضرورة وجود حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين في لبنان إلى منازلهم والإسرائيليين إلى مستوطناتهم بأمان على جانبي الحدود.
"مجزرة" جديدة في الجنوب
وشهدت سماء الجنوب اللبناني، اليوم، تحليقًا كثيفًا من طيران جيش الاحتلال الذي استهدف محيط بلدات الوزاني وسهل الخيام وعلما الشعب والناقورة الحدودية، مساء أمس، ضمن الاعتداء الإسرائيلي المتواصل على الجنوب اللبناني منذ الاثنين الماضي، الذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص وفق تقديرات وزارة الصحة في لبنان.
كما ارتكب جيش الاحتلال "مجزرة في بلدة الداودية الجنوبية"، صباح اليوم، ذهب ضحيتها 10 أشخاص من عائلة واحدة وجرح 5 آخرين، عندما أغارت طائرات حربية على منزلهم في البلدة ودمرته حسب الوكالة الوطنية للإعلام.
حزب الله يرد
في المقابل، أعلن حزب الله، فجر الثلاثاء، استهداف تحركات لجنود إسرائيليين في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفر كلا بالأسلحة المناسبة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة".
وفي بيان ثانٍ، على تليجرام، اطلعت عليه المنصة، قال الحزب إنه استهدف "بالقذائف المدفعية قوة لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة شتولا" الحدودية.
وفي وقت سابق، أعلن حزب الله، الاثنين، أنه هاجم إسرائيل باليستيًا. وقال الحزب إنه استهدف مستعمرة كفر جلعادي.
وتتواصل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عُقيل، الذي يوصف بأنه كان الرجل الثاني في حزب الله.