أفرجت السلطات الأمنية بالإسكندرية أمس، السبت، عن نحو 250 شخصًا من مشجعي النادي الأهلى، بعد القبض عليهم، الجمعة، من استاد برج العرب، أثناء مباراة فريقهم أمام فاركو، لرفعهم علم فلسطين والهتاف تضامنًا مع غزة، حسبما قال رئيس الوحدة القانونية بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات محمد الحلو لـ المنصة.
وأظهرت فيديوهات لوسائل إعلام عربية ومحلية، انسحاب جماهير الأهلي، الجمعة، من مدرجات مباراة فريقهم أمام فاركو، ضمن منافسات الجولة المؤجلة من الأسبوع الـ11 ببطولة الدوري الممتاز، بعد 5 دقائق من بداية اللقاء الذي انتهى بفوز الأحمر بثنائية مقابل هدف في شباكه، وسط هتافات "ماتش إيه يا عم.. فلسطين أهم"، و"قاعد ليه يا عم.. ما تخلي عندك دم".
هتافات جماهير الأهلي جاءت ردًا على طرد أحدهم بسبب رفعه علم فلسطين، وفق صفحة الموقف المصري على فيسبوك، التي أوضحت أن الأمر تسبب في إغضاب الجماهير "وشفنا مشاهد لمجموعة تانية بتحاول ترفع علم فلسطين بعدها تعبيرًا عن تضامنهم معاه".
لم تعلن السلطات عدد المقبوض عليهم، واعتمدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات في حصرها لهم على شهادات ذويهم، وقال الحلو لـ المنصة إن إطلاق سراحهم تم على دفعات "فيه ناس مشيت الجمعة وناس مشيت السبت".
وقدر الحلو إجمالي المقبوض عليهم بـ"حوالي 250، بناء على شهادات الأهالي"، موضحًا أن الدفعة الأخيرة خرجت أمس "من مديرية أمن الإسكندرية، وعددهم 27 شخصًا".
وحسب بيان للمفوضية، أمس، طالت عملية القبض أطفالًا في عمر 13 و15 عامًا، ورجحت احتجازهم في معسكر الأمن المركزي بمنطقة مرغم، وقسم العامرية ثانِ ومديرية أمن الإسكندرية، وهو ما أكده الحلو لـ المنصة، مضيفًا "مفيش تحقيق رسمي تم، ولا عرض على جهة قضائية زي النيابة، السلطات قالت لهم إن الإجراء مجرد استعلام عنكم".
طالما رفعت جماهير الكرة علم فلسطين في المدرجات المصرية، تضامنًا مع القضية الفلسطينية، إلا أن ذلك بات من الماضي بشكل رسمي في مايو/أيار الماضي، عندما منعت هيئة استاد القاهرة أي لافتات دعائية خارج سياق المباراة، أو لافتات تحمل عبارات مسيئة، أو أعلام غير العلم المصرى وعلم نادي الزمالك قبل مباراة نهائي الكونفدرالية، التي أقيمت في 19 مايو الماضي، الأمر نفسه الذي اتبعته في نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي أقيم في 25 مايو بين فريقي الأهلي والترجي التونسي.
لم ترفع جماهير الأهلي أعلام فلسطين في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، امتثالًا للقرار، لكنها تجاهلت الفنان محمد رمضان، عندما قدم فقرة غنائية قبل انطلاق المباراة.
وتضامنًا مع فلسطين، أدار جمهور الأهلي ظهره لأرضية الملعب، رافعين علامة "حنظلة"، الشخصية التي ابتكرها الرسام الفلسطيني ناجي العلي، كما رددوا هتافات "بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين".
ويمنع الأمن المصري أي فعل تضامني مع القضية الفلسطينية، على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي راح ضحيته أكثر من 37 ألف قتيل، و85 ألف مصاب، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب الإحصاءات الرسمية، إذ قبض على عشرات الشباب بعد تظاهرات جمعة دعم فلسطين التي دعت لها مؤسسات رسمية في الدولة، في أكتوبر الماضي.
وتوالت بعد ذلك الملاحقات الأمنية، فقُبض على متظاهرين لدعم القضية الفلسطينية من أمام نقابة الصحفيين، بداية أبريل/نيسان الماضي، ثم القبض على صحفيات ومحاميات، نهاية إبريل، نظمن وقفة تضامنية مع غزة أمام مقر الأمم المتحدة للمرأة.
الملاحقات الأمنية طالت العمال والطلاب كذلك، إذ قُبض على قيادي عمالي و5 آخرين من الإسكندرية، مطلع مايو الماضي، على خلفية رفع لافتة لدعم فلسطين، وفي نفس الشهر أُلقي القبض على 3 طلاب، عقب تدشينهم "حركة طلاب من أجل فلسطين".
وفي تفسير لأسباب عداء السلطات المصرية لأي حراك داعم لفلسطين، قال المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات محمد لطفي، في تصريحات سابقة لـ المنصة، إن السلطات "لديها حساسية مفرطة تجاه أي شكل من أشكال الحشد، أيًا كان سبب التجمهر، بغض النظر إن كان التظاهر ضد الحكومة أم لا".