الأمريكيون يخرجون للتعبير عن التضمان بعد حادث أورلاندو - من Wikimedia غزوة أورلاندو.. مشاهدات وأفكار رؤى_ باسم حافظ منشور السبت 18 يونيو 2016 بعد عملية أورلاندو اللي استهدفت ملهى للمثليين، الواحد تابع ورصد ردود أفعال من كذا جهة عبرت عن موزايك من الأفكار تتعلق بالموضوع اللي بيعتبر من أكثر المواضيع إثارة للجدل والحساسية عند كل من المتدينين الإبراهيميين، والمحافظين اليمينيين اللي حتى مش متدينين، والذكوريين بشكل عام. أنا من موقعي هذا كمصري عايش في كندا وعضو في مجلس إدارة مؤسسة كبيرة للدفاع عن التنوع (Calgary Outlink) رصدت ردود الأفعال دي ما بين كندا وأمريكا وأرض الكنانة. لعنة الله على المسلّمات.. لعنة الله على المسلّمات.. لعنة الله علي المسلّمات! طبعاً معلومة أن إطلاق النار ومقتل الضحايا جاء على يد واحد مسلم أطلقت العنان لردود أفعال كتير. في الأول نقلِش على الردود الرسمية اللي طلعت من وزارة الخارجية المصرية كتعبير عن سياسة الدولة اللي بتحبس الناس علشان اتجاهاتهم وميولهم الجنسية، اللي هو اختشوا على دمكم! اقرأ أيضًا.. بعد هجوم "أورلاندو": الدول الإسلامية ترى الإرهاب.. وتتعامى عن المثلية طب نتنياهو لما حب يتمحك في سياسة الأمريكان اللي كانت في طور التشكل بعد حداشر سبتمبر كان فعلًا عنده توازي عرف يستثمره مع قليل من الضغط من لوبي موجود على الأرض في لحظة تاريخية. إنما سيادتك إيه بقى؟ إنت العالم فاقس إن ما عندكش صراع حضاري مع الإسلام كما يصوره بعض الأكاديميين في الغرب، ده إنت حتى قبلها بيومين تلاتة كنت مسلم دقنك للأزهر والسلفيين وماشي تلم في المجاهرين بالفطار في نهار رمضان وتقفل القهاوي وعربيات الأكل. وكبيرك في الضغط علي الإدارة الأمريكية - اللي إنت طبعًا منيمها من المغرب وحارمها من تنفيذ مخططها الملعون وحابس قائد أسطولها "الساتت" - تأجيرك لشركة علاقات عامة بتعمل لك إعلانات في ميادين زحمة مكتوب عليها رسايل إستراتيجية زي "تحيا مصر"! مؤسستين رسميتين تانيين يستحقوا القلش - الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية - طلعوا بجلالة قدرهم ينعوا الضحايا ويبرّأوا الإسلام من تلك الأفعال الشنعاء. الحمد لله إنهم لم يخطوا خلف خطى الداخلية واستخدموا مصطلح "حالات فردية". الأساتذة الشيوخ الأجلّاء كانوا لسة من يومين بيدوا الغطاء الشرعي للدولة السلطوية إنها تنكّل بالفاطرين في نهار رمضان بحجة "الاستعلاء الإيماني" وإن عدم الانصياع لدين الأغلبية هو تهديد لدعائم الدولة التي تدين بهذا الدين. طب ما دام الدين دا ضد التنوع الجنسي وبيتعامل مع ضحايا الملهى كسرطان في جسد الإنسانية يجب استئصاله، إيه لزمة التماحيك؟ بس الشهادة لله جحافل الإسلاميين اللي كانوا ماليين السوشيال ميديا صريخ قبلها بيومين للدفاع عن موقف الدولة من المجاهرين بالإفطار - وقرروا يجاهروا باستعلائهم الإيماني في التذكير بفاشية الإخوة العلمانييان والملحدين - حطوا ديلهم بين رجليهم وسكتوا في الموضوع دا، إكمنّ الدولة والمؤسسة الدينية قاموا بالدور. مش الإسلاميين حدانا بس اللي عندهم موقف من المثليين، بعض الكنايس الأمريكية ما شاء الله بيشاركونا المأساة وراضعين من نفس بكابورت الإنسانية وهللوا إن يد الله تدخلت لإرسال رسالة أن ذلك السرطان إلى زوال! أيوة البكابورت منفد على هناك، امنعوا الضحك! وما دمنا وصلنا لهناك، أحب أحكي شوية عن مشاهداتي لإرهاصات البكابورت من وجهة نظر مش دينية (أوي). الفترة اللي فاتت ما بين أمريكا وكندا كان فيه جدل وسجال حوالين موضوع الحمامات اللي هي "جندر نيوترال" (Gender Neutral) يعني إضافة دورة مياه خارج التصنيف المزدوج للجندر (رجال - سيدات). موضوع تاني متعلق كان تعليم الأطفال الثقافة الجنسية في المدارس. طبعاً كالعادة الكنايس حراس الفضيلة تصدروا المشهد وقادوا الدوشة ضد الديمقراطيين في أمريكا والليبراليين في كندا، مستوى رث جدًا ما يفرقش عن الشيخ بتاع ليبرالية يعني إيه يا برادعي؟ يعني أمك تقلع الحجاب! كوني في كندا مش مزود الحساسية، دي مأساة إنك تكون متابع وفي اتصال مع الداخل والخارج، نسأل الله العلي العظيم أن يرحمنا من البكابورت العابر للقارات دا! ومن الكوميديا اللي دمها خفيف في الحتة دي إن الكنيسة المصرية في أوتاوا (اللي شكرتني أنا والسيسي في جملة واحدة علشان حضرت القداس من سنتين) من المؤسسات اللي واخدة على عاتقها دعم المحافظين ضد الليبراليين في الموضوع دا، ما هو لازم نبقي أكثر إسلامية من الإسلاميين واحنا بندعم اللي هايخلصنا منهم! مش محتاج طبعًا أفتكر وأربط بين الموقف دا والموقف المخزي من اللاجئين السوريين اللي جم كندا خلال الست شهور اللي فاتوا، البكابورت لا قاع له! من يومين بس، كندا قررت تغير النشيد الوطني علشان تعكس كلماته ثقافة جندر نيوترال برضه. ويا لهول ما رأيت من تعليقات الكنديين، اللي هي برضه تعليقات جاهلة وعنصرية رافضة تلعب حسب أصول اللعبة اللي هم صنعوها واتفقوا عليها. رفضهم للتغيير بشكل مطلق كوم، وعدم إلمامهم بتاريخ تغيير النشيد الوطني (وحتي شكل العلم بتاعهم، اللي بالمناسبة كان بسبب مصر ورفض عبدالناصر وجود علم كندي يشبه العلم البريطاني على طاولة المفاوضات مع الإنجليز أيام العدوان الثلاثي) وخوفهم وكراهيتهم لأي حد مع التغيير اللي بيعكس التنوع اللي بلدهم بتدعيه كوم تاني. الموضوع وصل لمقولات تدعو اللي عايز تغيير وما بيحترمش كندا زي ما هي يرجع بلده - حاجة كدا زي الشيخ بتاع غزوة الصناديق اللي كان شايف إن اللي مش عاجبه يهاجر كندا. طبعًا الردود كانت كوميدية وبتدور حوالين "ماشي، أنا ممكن أرجع بلدي، مونتريال، حلو كدة حضرتك؟" العجيب بقي في التوجهات المحافظة غير الدينية إنها بتدور في فلك فكرة تعيسة جدًا: إحنا ما عندناش مشكلة، بس أصل اللوبي بتاع الإل جي بي تي كيو (LGBTQ) بقي متغول علينا وناطط لنا في كل حاجة، دا إحنا كمان شوية هنطالب بمؤسسات تطالب بحقوقنا كأكثرية مهضوم حقها! إيه المنطق الرث دا؟! إزاي حد يبقي بيفكر كدة في أقلية مضطهدة تاريخيًا، و الاضطهاد دا حاصل تاريخيًا من الناس اللي هو وهب نفسه وسبب وجوده لمحاربة منطقهم الكاره للإنسانية، ناهيك عن تقل دم المنطق واللي بيرددوه! المنطق اللي كاره للناس دا برضو كان ليه صدى في جدل هامشي حصل في مصر أثناء السجالات العقيمة المذكورة أعلاه، بس علي الأقل كان فيه منطق هنا! الأي كلام اللي طلع من مؤسسات الدولة (خارجية، أزهر، كنيسة) عمرها ما أفرزت أو طورت أفكار، إنما بيعبر عن سلطوية وبس، هنا أو خارج هنا! بس الجدل اللي كان داير بين شوية الناس اللي فاضلة ومحتفظة بقليل من العقل كان بيدور حوالين النظرة للأستاذ "متين" منفذ عملية أورلاندو وكيفية قراءة المشهد، خصوصًا في التوقيت دا. فيه فريق تبني المنطق الثقافوي بتاع "الإسلام دين عنف وهو أصل المشكلة"، وده واقع في التفسير اللي ترامب إن شاء الله هايعممه علي مناهج تانية إعدادي بدعم مادي ومعنوي ليسار أنتيكة بيستسهل أو بيسترخص في التحليل ومش عارف بيسمي نفسه يسار إزاي! في المقابل فيه منطق بيحاول ما يستسهلش شايف إن الموضوع أشمل وأعمق من دلق حلة الملوخية في حجر الإسلام، وبيتكلم عن "مأساة الغرب في عدم القدرة على استيعاب أجيال تانية وتالتة من أبناء مهاجرين" حاسين بالاغتراب على أرضهم مع القليل من العلاقة المرهقة مع الوطن الأم اللي تقريبًا عمرهم ما شافوه، بس جزء من الإرهاق دة سببه رؤية علاقة مضطربة بين وطنهم اللي اتولدوا واتربوا فيه ووطن أهلهم وجدودهم بيئن تحت وطأة إحتلال مابقاش خافي عن عين أي حد. طبعًا المنطق دا برضو رغم وجاهته واقع في معضلة على النقيض تماماً من التسطيح لأنها بدل ما بتدعو اليمين الأوروبي والأمريكي إنه يفشخ الناس هنا (المفشوخين أساسًا بعلاقات المركز والأطراف اللي مش في صالحهم) وهناك (المفشوخين أساسًا بقوانين عنصرية، زي قوانين الهجرة) بتدعوه لمراجعات هو مش مهتم يراجعها لأنها ببساطة مش في مصلحته، بس هو من إمتى اليسار كان نقده لليمين في مصلحة اليمين؟! شواهد ومشاهد كتير خلال الكام يوم اللي فاتوا، بس قلبوا على الواحد مواجع وساعدوه يربط بين تطور الأفكار وإزاي بتواجه منظومة قيمية كارهة الناس وكارهة نفسها، بس بمقارنتها بالمؤسسات بتاعتنا الواحد بيشوف أد إيه مؤسساتنا الحاكمة خارج التاريخ وما عندهاش أي إسهامات فكرية. ناهيك عن المعضلة المعرفية لمثقفينا اللي مش عارفين يخرجوا بره المنطق الهوياتي اللي مسيطر على طريقة تفكيرهم. مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.