(1)
كرر رئيس المجلس الموقر تحذيراته للنواب اليوم، وحديثه الغامض عن المراكز التي تُدرب النواب وتحمل أهدافًا خفية تنال من المجلس والدولة.
بمجرد افتتاح الجلسة الصباحية قال علي عبد العال: "نؤكد أننا لا نريد تكميم أفواه النواب، و لن أسمح بهدم المؤسسة التشريعية، ولن أسمح بتدريب النواب بمراكز ذات توجهات معروفة، ولدينا مركز متخصص في المجلس للتدريب، وكذلك لدينا الاتحاد البرلماني الدولي بناء على منهج علمي مدروس".
عبد العال لديه فزع مما أسماه اختطاف المجلس، إذ يقول: "لن أسمح لأى مركز بأن يُدرب النواب طبقًا لتوجهات معينة، ومن فهم خارج هذا الإطار فله أن يفهم ما يشاء، ولن أسمح على الاطلاق باختطاف هذه المؤسسة أو توجيهها طبقًا لأجندات معينة". ولم يكتف رئيس المجلس بهذا التنويه في بداية الجلسة بل كرره في وسطها في وجود وزير الإسكان مصطفى مدبولي وأثناء استعداده للرد على طلبات إحاطة للنواب. قطع عبد العال حديث الأعضاء فجأة وقال: "النائب مصطفى بكري، توجد حملة إعلامية ممنهجة، ولا أقبل أي ابتزاز من أي وسيلة إعلامية. مستعد للتضحية بنفسي لأجل هذا الوطن الغالي علينا جميعا"، وصفق له النواب، وأضاف عبد العال: "وأعلن وباسمكم جميعًا أنني ضد المراكز التي تشوه سمعة الدولة". فقاطعه عدد كبير من النواب مطالبين بإعلان أسماء هذه المراكز التي يلوح بها، فقال: "هذه المراكز معروفة وأعلن باسمكم جميعًا أننا لن نقبل أي ابتزاز من أي وسيلة اعلامية".
وأعطى عبد العال الكلمة لمصطفى بكري الذي قال: "نعرف مقصدك وندرك من يسعى لإسقاط المجلس، وتحدثت جليًا وبوضوح عن مراكز محددة تستهدف هذا المجلس. من حق الاعضاء معرفة الحقائق التي تعرفها". هاجم بكري قناة أون تي في واعتبر أنها بثت إساءات ضد المجلس، وقال: "نعرف أنك لا تحجر على رأي، ومن حقنا انتقاد البنك المركزي والسياسة النقدية، لكن في فرق بين المعلومات والشائعات، ولكن نطلب منك المصارحة والمكاشفة". ثم رفع صوته وقال: "الصمت على محاولات تدمير المجلس مرفوض. لا خيار في الحق ولا مجاملة ولا صمت، ويجب أن نقف بكل قوة أمام محاولة ضرب هذا المجلس وتشويه صورته، وما تفعله بعض وسائل الإعلام غير مقبول". واستطرد منفعلًا: "الناس بقت مرتزقة، رأيت شخصًا وقف أمام البوابة يقول: مجلس الحرامية والخونة. علينا أن نحافظ على كرامتنا وهيبة المجلس وإلا نكون غير قادرين على القيام بمهمتنا".
وعقب عبد العال: "من حق كل عضو أن يبدي بأي رأي في القاعة، وهو مُحصّن تمامًا وإبداء الرأي خارج القاعة في أي وسيلة إعلامية، لكن في فرق بين إبداء الراي والإساءة للأفراد والمؤسسات، وهذا لا يقتصر على القانون المصري فقط". وأضاف: "ما حدث بالنسبة للجنة معينة كانت تناقش بحكم اختصاصها سياسة نقدية وكانت سرية لأنها تتعلق بأمور سرية، جعل بعض الأعضاء يخرج ويرفض هذه السرية، وهذا ما حذرت منه ألا يتحدث أي عضو طبقًا لمعلومات مغلوطة، أو حصل عليها بحكم وظيفته في المجلس".
وأضاف: "هناك مراكز تتولى تدريب النواب. في فرق بين ما تعلمناه، والتدريب طبقًا لمنهج علمي متعارف عليه، ولدينا في المجلس مركز تدريب بالتعاون مع أكاديمية ناصر والاتحاد البرلماني الدولي، لكن لا أفهم على الاطلاق ان تأخذ مراكز النواب لمنتجعات سياحية تدربهم على كيفية رفض الموازنة العامة للدولة ومهاجمة سياسة الدولة، هذا منهج معروف".
وقاطعه النائب حسام الرفاعي وكرر المطالبة بإعلان الأسماء فانفعل عبد العال وقال: "اتفضل اجلس"، وأضاف: "انا أثق في ال 595 نائبًا، البعض ذهب للتدريب لتطوير مهاراته، والبعض اكتشف الفخ وعاد والآخر قد يكتشف الفخ فيما بعد. ما حصل ان هذه المراكز مدعومة من اماكن معينة".
(2)
حتى الآن لم يكشف عبد العال سر هذه المراكز، ولكن حديثه عن العضو المقصود يشير إلى النائب مدحت الشريف عضو اللجنة الاقتصادية الذي انتقد أداء البنك المركزي في أحد البرامج عقب مناقشة في اجتماع مغلق في اللجنة قبل أسبوعين تقريبًا.
اهتمام عبد العال بتوجيه الحديث لمصطفى بكري يوحي بوجود علاقة ما ربما تكون في أن بكري أرسل ورقة له جعلته يكرر الحديث عن هذا الأمر.
(3)
لجنة الشؤون الدينية كانت قررت مناقشة المادة 98 من قانون العقوبات التي تجرم ازدراء الأديان، رئيس اللجنة سمح للصحفيين بالدخول ولكن قبل بدء الأعضاء في الحديث طلب أسامة الأزهري، العضو المعين، عدم حضور الصحفيين. بدأت اللجنة مناقشات لم تكتمل عن القانون بسبب مظاهرة من العشرات من الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف أمام بوابة المجلس. اللجنة تدخلت وسمحت بدخول ممثلين عن الأئمة واستدعت وزير الأوقاف للحديث عن مطالبهم بالتثبيت ورفع الرواتب.
(4)
مفارقات اليوم كانت في لجنة الشؤون العربية مع رئيسها اللواء سعد الجمال الذي تحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية وقال خلال مناقشة الوضع في العراق: "إن الولايات المتحدة الامريكية تستهدف تفكيك المنطقة وأشعلت الحرب الأهلية في العراق بهدف تأمين اسرائيل". حديث الجمال ينقلنا للمفارقات والمواقف المتناقضة للسلطة التي تحصل على معونة عسكرية من أمريكا وتشتري منها أسلحة ثم تنتقدها وتعتبرها شيطانًا وتتهم المعارضين بالتعاون معها.