في عام 2009 كتب الروائي الراحل "جمال الغيطاني" قبل أن يجري عملية جراحية نصًا بعنوان "سلام"، ودّع فيه كل ما هو جميل في حياته من شجر وطيور وطعام وأماكن وأشخاص وموسيقى.
ونُشر هذا النص بعد وفاته فأصبح كأنه وصية للاستمتاع بما في الحياة من جمال، نعرض هنا أهم المقطوعات والأغاني لمن بعث اليهم الغيطاني بسلامه:
"سلام لسماعي رصد لمحمد القصبجي العبقري الذي لا أعرف كيف لزم الصمت بعد أن أبدع رائعته (رق الحبيب)".
https://www.youtube.com/embed/wyQW_NYEgw8حلّت الذكري الخمسين لرحيل القصبجي في 26 مارس 2016، وللأسف لم تلق الذكرى الاهتمام الذي يستحقه هذا الموسيقار العبقري، الذي ولد عام 1892 وصار من أهم الرموز الموسيقية في القرن العشرين، كان القصبجي ملء السمع والبصر في مجال التلحين في الربع الثاني من القرن العشرين، لحّن لأسمهان وليلى مراد وأم كلثوم، ولكنه عاش بقية حياته عوادًا في فرقة أم كلثوم.
"سلام لمقطوعات محمد عبد الوهاب الموسيقية التي لملمتها من هنا و هناك. فلم يصدر لها شريط خاص و اعتبرها من مفاتيح الروح المصرية".
"عزيزة" واحدة من أشهر المقطوعات الموسيقية لـ"محمد عبد الوهاب" و هي الأكثر ألفة بالنسبة للمستمع المصري الذي قد يكون استمع اليها أثناء مشاهدة احدي الرقصات في أفلام الأبيض و الأسود. سيطرة الموسيقى المغناة على الثقافة الموسيقية العربية كثيرًا ما تنسينا أن لعبد الوهاب العديد من المقطوعات الموسيقية الجميلة ومنها أيضًا "ابن البلد" و"حياتي".
https://www.youtube.com/embed/ziyEidbJqqc
"لصباح فخري و صبري مدلل و محمد خيري من حلب"
ربما يعرف الكثير من المصريين الفنان صباح فخري فهو الأكثر شهرة وقام باحياء العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية من خلال مهرجان الموسيقي العربية، بينما اكتشف القليل من محبي الطرب الحلبي المطرب صبري مدلل كفنان مميز في غناء "القدود" والموشحات الحلبية عن طريق الإنترنت ومواقع مثل "يوتيوب" و"ساوند كلاود". بينما لم أسمع شخصيًا عن الفنان محمد خيري قبل أن أقرأ مقال "الغيطاني" الذي كان متيمًا بالطرب الحلبي و بالغناء الصوفي المغربي بصفة خاصة.
"لمحمد عثمان"
اشتهر محمد عثمان بأدوار مثل "كادني الهوا" و"قد ما أحبك" و موشحات مثل "ملا الكاسات" وهو والد المطرب و الممثل المشهور "عزيز عثمان"، ومن الطريف أن تسمع دورًا من ألحان الأب وغناء الابن صاحب الصوت الجميل وخفة الظل التي اشتهر بها في أغنيته بفيلم لعبة الست: "بطلوا دا واسمعوا دا".
"لمحمود الشريف"
محمود الشريف واحد من أهم ملحني الأغاني المصرية، نذكر له أغان مثل "ع الحلوة و المرة" و "يا أهل المحبة" و "البيض الامارة" واخترت له هذا التسجيل النادر، إذ أنه لم يكن كثير الظهور في البرامج الإذاعية و التليفزيونية، وربما لا يعرف الكثير منا صوته علي الرغم من أن ألحانه ما زالت تعيش معنا.
"للشيخ زكريا أحمد"
https://www.youtube.com/embed/GDpUsBy35lgاخترت هذا اللقاء النادر إذ استمتعت بصوت الشيخ زكريا وهو يغني علي عوده، كما استمتعت بخفة ظله وصراحته الشديدة التي تظهر في هذا اللقاء القصير، الذي يغني فيه أيضًا أغنيتي "بكره السفر" و"حبيبي يسعد أوقاته" اللتين لحنهما لأم كلثوم.
"سلام للشيخ مصطفى إسماعيل"
من مقام النهاوند وهو نفسه السلم الصغير في الموسيقي الغربية اخترت قراءة مبهرة للشيخ مصطفي إسماعيل صاحب الثقافة الموسيقية والصوت البديع الذي قال عنه محمود السعدني في كتابه "ألحان السماء":
"صوته هو أجمل صوت بين المقرئين، بل هو أجمل صوت بين المطربين أيضًا، إن صوته أجمل من صوت عبد الوهاب وفريد الأطرش ومحمد قنديل وعبد الحليم، ولولا أن صوته (يضيع) في طبقة القرار لكان أجمل وأحلى وأقوى صوت في الوجود، فليس لصوته نظير في الطبقات العليا، وهو صاحب طريقة فذة فرضت نفسها على العصر كله، وهو إمام المقرئين باعتراف جميع المقرئين، وشهرته تدوي كالطبل في جميع أنحاء العالم العربي من المحيط إلى الخليج".
"ورباعيات بيتهوفن الوترية والمؤثرة لتشايكوفسكي"
https://www.youtube.com/embed/eZFUaQxuymAيبتعد الكثيون عن سماع الموسيقى الكلاسيكية إما لاعتبارها موسيقى معقدة أو قديمة جدًا، و لكني وعن تجربة شخصية أري أن محاولة الاستماع للموسيقي الكلاسيكية باختيار بعض المقطوعات السهلة والمعروفة بعض الشيء يؤدي الي تعود الأذن على هذا اللون من الموسيقي إذ يمكن أن يتدرج المستمع من الموسيقى الأبسط للأكثر ثراء و أن يختار اللون الذي يستهويه داخل الموسيقي الكلاسيكية، حيث أن مدارسها تتنوع و تختلف بما قد يجذب العديد من المستمعين.
"سلام لما يصدر عن الكون من أنغام، لموسيقي النجوم، الكواكب الهائمة، المجرات في حركتها، فكل حركة لها موسيقاها، سلام للموسيقي التي لم أبلغها بعد حتى وإن لم أعرفها".