عزيزي القاريء أقدم لك اليوم كواليس ما يدور خارج القبة بين النواب، نتحدث عن مصير ائتلاف دعم مصر، وترتيبات اللجان، وكواليس اجتماع اللجنة الخاصة لمناقشة برنامج الحكومة.
بالطبع رحيل سامح سيف اليزل مؤسس ائتلاف دعم مصر ورئيسه أربك بعض الحسابات، وكنت كتبت من قبل عن صراعات بين الكبار بعد رحيل اليزل. وإذا لم يتحل بعضهم بالإيثار أو تتدخل أجهزة لحسم المقعد قد يؤدي الأمر إلى إنفجار الائتلاف ومن بعده البرلمان.
الهدوء سيد الموقف حتى الآن إذ لم يبدأ الصراع بعد على تركة اليزل، وربما يكون هذا مؤشرًا على تأجيل الصراع أو إنهائه مبكرًا.
حتى الآن يظهر أن النائب سعد الجمال، أحد نواب رئيس ائتلاف دعم مصر تراجع خطوة للوراء، وسيشغل منصب رئيس الائتلاف لحين إجراء الانتخابات بعد إشهاره رسميًا.
اللائحة الداخلية للائتلاف التي لم ينته منها بعد تنص على أن أكبر نواب الائتلاف سنًا يتولى قيادة الائتلاف في حال غياب رئيسه، وفي هذه الحال يُحال الأمر إلى الجمّال وهو لواء شرطة ونائب مخضرم في برلمانات الحزب الوطني.
تُرَجِّح المصادر حتى الآن تنازل الجمّال عن الترشح لرئاسة الائتلاف ودعم أسامة هيكل ليتولى القيادة ويكون الرجل الأول وهو الأمر الأقرب للتحقق.
أسامة هيكل هو الرجل الثاني في الائتلاف، وكان مقربًا على الدوام من سامح سيف اليزل، إذ كان دائمًا يجلس إلى جانبه على مقعد ثابت تحت القبة وهو ما أعطى مؤشرًا قويًا على دعم اليزل له.
ولكن تبقى أمام هيكل مشكلة واحدة وهي عدم تقربه من نواب الائتلاف وعدم بناء علاقات ودية معهم.
بالنسبة لترتيبات اللجان فالمشهد كالتالي:
تنسيق عالٍ بين ائتلاف دعم مصر وحزب المصريين الأحرار، فكلا منهما يخلي لجانًا ومقاعد للآخر.
اتفق الاثنان على ترك لجنة حقوق الإنسان للمصريين الأحرار، الذي سيرشح لرئاستها أيمن أبو العلا، الذي كان ينوي الترشح على لجنة الصحة. ترشح أبو العلا والحصول على دعم حزبه والائتلاف يهدد طموح محمد السادات الذي صرّح عدة مرات برغبته في رئاسة اللجنة.
السادات يقدم نفسه على أنه متخصص في هذا الملف ولديه علاقات طيبة بالمنظمات الحقوقية ويتعامل بعقلانية وتصريحاته هادئة في هذا الملف، وهو ما يرفضه قيادات الائتلاف التي تتبنى موقفًا حادًا تجاه المنظمات الحقوقية.
من بين اللجان التي اتفق عليها الائتلاف مع المصريين الأحرار حتى الآن هي لجنة الشؤون الافريقية والتي يترشح لها النائب اللواء حاتم باشات وكيل اللجنة البرلمانية للحزب.
ما زالت أمام الائتلاف مشكلة كبرى في كبح جماح رغبات أعضائه الطامعين في مناصب في اللجان.
من جهة أخرى أنهت لجنة مناقشة برنامج الحكومة اجتماعاتها وقدمت تقاريرها وأعلنت موافقتها على البرنامج مع تقديم بعض التوصيات، وهو ما كان متوقعًا رغم الأداء الضعيف لوزراء شاركوا في مناقشات مثل وزيرة الاستثمار داليا خورشيد، أو تعرض وزراء لهجوم مثل وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي.
أنهت اللجنة اجتماعاتها أمس الثلاثاء وانتهت مدة العشر أيام القانونية لإعداد تقريرها بشأن البرنامج، وسيناقش المجلس في جلسة عامة الأحد المقبل التقرير.
ويريد النواب تمرير برنامج الحكومة لعدة أسباب (الرغبة في الاستقرار - حكومة السيسي لا يمكن أن نرفضها- ضعف قدرات عدد كبير من النواب وتعاملهم على أنهم أعضاء محليات - الخوف من حل المجلس في حال الاعتراض على الحكومة).