جلسة الإثنين، 29 فبراير/شباط 2016
تخيلت أن اليوم سيكون أهدأ من سابقه، وذهبت صباحًا لحضور حفل في مدرسة ابني، ثم ذهبت إلى المجلس محملة بمشاعر البهجة والأمل من الحفل، ولكني اصطدمت هناك بخلافات جديدة ومشاحنات كادت تصل للتشابك بالأيدي.
1-على باب القاعة التقيت قياديًا بائتلاف دعم مصر فاجئني قائلًا: "الائتلاف ما طلعش فشنك والتصويت لصالحنا". عرفت بعدها أنه يتحدث عن مادة الائتلافات التي كانت تنص في مقترح اللائحة على تشكيل الائتلافات بـ 20% من النواب من 15 محافظة، واقترح طاهر أبو زيد عضو "دعم مصر" زيادتها لـ 25%. وصوّت النواب بالموافقة.
انقسمت القاعة بعد التصويت، وانسحب نواب حزب المصريين الأحرار، وكذلك مجموعة كبيرة من النواب المستقلين، منهم علي مصيلحي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من نواب الوفد ونواب المحافظين. وطبعَا لم يتحرك نواب حزب النور من القاعة.
أما رئيس المجلس فقد غادر المنصة بدون أن يعلّق أو يعلن رفع الجلسة. من الواضح أن علي عبد العال يرفع الجلسة كلما وجد نفسه متورطًا.
2- في قاعة في مبنى مجلس الشورى، اجتمع العشرات من النواب المنسحبين وتكلموا في عدد من النقاط لصياغتها في شكل مطالب موجهة لرئيس المجلس.
3- صاغ خالد يوسف وأحمد طنطاوي وعلاء عابد الورقة التي أدانوا فيها ميل رئيس المجلس لائتلاف دعم مصر وإدلاءه برأيه اكثر من مرة مخالفًا قواعد منصبه.
4- كان النواب ثائرين ضد عبد العال الذي كرر التصويت على إحدى المواد عدة مرات للوصول للنتيجة التي ترضيه، وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي يتكرر فيها التصويت على مادة واحدة.
5- لم يكترث عبد العال بالنواب المنسحبين وبدأ الجلسة عادي جدًا، وشاهد الأعضاء المعترضون الجلسة عبر شاشة تلفزيون في القاعة التي اتخذوها مكانًا لتجمعهم.
6- اقترح بهاء أبو شقة إعادة التصويت على المادة محل الخلاف وطرح رئيس المجلس الاقتراح للتصويت ولكن النواب الحاضرين رفضوا.
7- ذهب سليمان وهدان وكيل المجلس للنواب المنسحبين وحاول أن يجمعهم في اجتماع مغلق لكنهم رفضوا وطلبوا من سليمان التوقيع على الورقة التي تدعو لالتزام رئيس المجلس بعدم إبداء رأيه، ولو أراد الإفصاح عن رأيه عليه أن يتنازل عن رئاسة الجلسة، ووقع سليمان على الورقة بالفعل.
8- بعد الانتهاء من صياغة الورقة وطباعتها اتفق النواب على الدخول لعلي عبد العال لتقديمها والخروج مرة أخرى، وتحركوا في ما يشبه الطابور ودخلوا من باب واحد وسلموا الورقة.
9- أثناء تسليم الورقة احتج النائب أحمد الطنطاوي على التصويت فثار رئيس المجلس وقال "لن تختطف المجلس، لن أسمح لك باختطاف المجلس". وصوّت النواب على إخراجه من القاعة، رغم انه كان منسحبًا أصلا، وطبعا رئيس المجلس كلما توتر طرد نائبًا.
10- حضر للمجلس عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار وجلس وسط نواب الحزب صامتًا وأخذ يستمع لكلام النواب.
زيارة خليل تطرح تساؤلات حول دوره والفارق بينه وبين دور علاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية، هل عابد لا يستطيع اتخاذ القرارات بنفسه؟ هل هو بحاجة لزيارة ميدانية من رئيس الحزب؟ لماذا لم يكتف خليل بالحديث التليفوني؟
11- الأزمة بدأت تهدأ مع دخول زعيم ائتلاف دعم مصر سامح سيف اليزل لقاعة المنسحبين ومعه قيادات من الائتلاف لتهدئة المنسحبين وإقناعهم بالعودة للقاعة.
وبعدما تكلما اليزل، طالبهم أسامة هيكل القيادي بالائتلاف باحترام رأي الأغلبية والديمقراطية والعودة لممارسة دورهم، ووعدهم بحذف كلمات عبد العال التي أساءت لهم لأنهم اعتبروه شكك في وطنيتهم.
12- اتفق المنسحبون وقيادات دعم مصر على اختيار عشرة نواب من بينهم وعقد اجتماع مغلق مع عبد العال الذي اعتبروه ممثلًا لدعم مصر.
13- ويظل مصير مادة الائتلافات غامضًا. فقد أصر المنسحبون، ومنهم المصريين الأحرار، على إعادة النقاش حتى الوصول لتوافق، في حين قال أسامة هيكل: "خلاص صوّتنا تصويتًا ديمقراطيا ونعترف برأي الأغلبية".
لكن بعد الاجتماع وعدهم عبد العال بإعادة التصويت والنقاش، وعاد المنسحبون للاشتراك في الجلسة المسائية.
14- بالنسبة للمهتمين بأخبار توفيق عكاشة، قرر المجلس حرمانه من حضور عشر جلسات، وذلك لإهانته رئيس المجلس، وشكّل المجلس لجنة تحقيق أخرى بخصوص لقائه مع السفير الإسرائيلي.