منذ مائة عام، تحديدًا في الثاني من فبراير/ شباط 1922، خرجت من مطبعة صغيرة في باريس عدة نسخ من رواية مكتوبة بالإنجليزية، لم يرغب أحد في نشرها، وتعرض صاحبها الأيرلندي للملاحقة القضائية في أمريكا، عندما قامت إحدى الصحف الأمريكية بنشر بضعة فصول منها، ولم يجد سوى صديقة تملك مكتبة للكتب الإنجليزية في باريس، تحمست للرواية وصاحبها وقررت مساعدته بنشرها على نفقتها، احتفالًا بعيد ميلاده الأربعين الذي يوافق يوم صدور الرواية.
عندما صدرت رواية عوليس، كما عربها البعض، فيما اسمها الأصلي يوليسيس، كان مؤلفها جيمس جويس كاتبًا مغمورًا، مغضوبًا عليه في بلده، يرفض الناشرون كتبه، شبه منفي يتنقل بين باريس وزيورخ وتريستي ومدن أوروبية أخرى، يعاني الفقر وتدهور بصره وصحته، موصومًا بالعار والملاحقة بسبب الديون، وسمعته السيئة ككاتب غير أخلاقي وغير وطني.
اﻵن، بعد مرور مائة عام على صدور تلك الرواية المثيرة للجدل، وأعمال جويس القليلة الأخرى (روايتان ومجموعة قصصية ومسرحية وديوان شعر) يوضع اسمه كواحد من أكبر الأدباء والمجددين، الذين لا يمكن تصور القرن العشرين من دونهم، أو كما وصفه الشاعر والناقد الأمريكي إزرا باوند، وهو واحد من القلائل جدًا الذين آمنوا بموهبة وتفرد جويس: "الرجل الذي قتل القرن التاسع عشر".
لم تلق الرواية رواجًا كبيرًا عند صدورها، بل تعرضت للمصادرة والمنع والتشهير والانتقادات الحادة، خاصة في أيرلندا موطنه، حيث رأى الكثيرون أنها عمل مسيء لسمعة الوطن، وهو ما حدث مع عمليه السابقين أهل دبلن وصورة للفنان في شبابه، اللذان رفض الناشرون في أيرلندا وأوروبا نشرهما، حتى عندما عدل بعض الكلمات والعبارات المثيرة للاعتراض، وعندما طبع أهل دبلن على نفقته ذهب شخص مجهول إلى المطبعة ليلًا واشترى كل النسخ وحرقها في مكانها، بل إن أحد النساخ في إحدى دور النشر رفض كتابة النص لاحتوائه على كلمات نابية مثل كلمة "دموي" bloody!
وباستثناء عدد محدود من النقاد المتحمسين للرواية، تعرضت عوليس للمنع والمصادرة والملاحقة القضائية والهجوم أكثر من أي عمل آخر لجويس، وشارك في هذه الحملة ضد الكتاب وصاحبه، نقاد ومفكرون وأدباء مثله، وهي حملة يصعب رصدها وحصرها في كتاب واحد، ولكن ردود الفعل على الكتاب في أمريكا وحدها يمكن رصدها في الكتاب القيم جيمس جويس أمام المحاكم الأمريكية للدكتور رمسيس عوض (مكتبة الأنجلو المصرية- 2011).
ورغم كل ما تعرضت له الرواية من منع وهجوم تركت تأثيرًا كبيرًا راح يزداد شهرًا بعد شهر وعامًا بعد عام، وراح المعجبون يهربونها كالمخدرات عبر الجمارك والحدود، ويتبادلون قراءتها سرًا، وازداد عدد أنصارها من النقاد والمثقفين، وبعد سنوات طويلة من صدورها لأول مرة سُمح بنشرها في بريطانيا عام 1939، قبل قليل من وفاة مؤلفها عام 1941. ورغم أنه سمح بنشرها عام 1934 في الولايات المتحدة الأمريكية بحكم قضائي تاريخي (يمكن تدريس حيثياته وتفاصيل المحاكمة لمن يريد معرفة المزيد عن الفارق بين الفن الراقي والإباحي، أو المزيد عن قوانين حرية التعبير)، فإن الحكم الذي صدر في ولاية نيويورك لم يمنع السلطات في بعض الولايات الأخرى من منع ومصادرة الرواية ومقاضاة من يقتنيها.
أدب وقلة أدب
من العجيب في موضوع الفارق بين الأدب وقلة الأدب أن جويس نفسه يُعتبر واحدًا من أهم المنادين بالأدب والفن الراقيين، وله نظرية معروفة في ذلك السياق تقسم الفن إلى فن خالص (أو لائق) وفن غير خالص (أوغير لائق)، وهو يخصص معظم الفصل الخامس والأخير من روايته الأولى صورة للفنان في شبابه لهذا الغرض على لسان ستيفن ديدالوس بطل الرواية، وهو نفسه أحد أبطال عوليس الثلاثة الرئيسين، وقرين جويس نفسه.
وخلاصة هذه النظرية في الفن هي أن العمل الفني الحقيقي ليس هو الذي يحرك عواطف الخوف أو الشفقة، كما تفعل الميلودراما أو التراجيديا، ولا هو الفن الذي يحرك الحواس، كما تفعل قصص الأكشن أو القصص الإباحية، ولكن الفن الذي يدفع المرء إلى التأمل المذهول أمام جماله وقدرته على تجسيد الحياة وتلخيصها من خلال الشكل الفني.
ويُستشف من كتابات جويس وحياته أنه لم يكن يقصد على الإطلاق أن تكون مشاهد عمليات الجسد البشري والحيواني من جنس وأكل وتبول وتبرز، مثيرة أو مقززة، بقدر ما كان يؤكد على فكرة أن الحياة العادية المبتذلة للإنسان العادي، هي شيء جميل في حد ذاته، حين يلفها الفنان بوشاح عقله وروحه وتأمله الحاني نحو هذا العالم.
الطريف في قصص المنع التي تعرضت لها أعمال جويس، وخاصة تلك الرواية، أنها بعد مرور قرن على صدورها تُقرأ وتترجم لكل اللغات في كل الثقافات دون أن يجد فيها أحد شيئًا مخالفًا للأخلاق أو الآداب العامة، وأن الرواية التي اعتبرها الأيرلنديون تشويهًا وإساءةً لوطنهم واعتبرها الإنجليز تخريبًا للغة، تُعتبر اليوم فخر أيرلندا القومي، ويعتبرها الإنجليز واحدة من تحف اللغة، لا تخلو جامعة ولا مدرسة من تدريسها.
في أمريكا التي حوكمت فيها الرواية لسنوات طويلة تحولت، بعد الحكم بالإفراج عنها، إلى واحدة من أكثر الكتب مبيعًا وشعبيةً، ومن المشاهير الذين تباهوا بقراءتها كانت نجمة هوليوود الجميلة مارلين مونرو، التي التقطت لها عدة صور وهي تقرأ الرواية بتركيز. كما تحولت الرواية إلى واحدة من أكثر الأعمال الأدبية التي كتبت عنها دراسات ومقالات، وإشارة إليها وإلى تأثيرها على الأدب العالمي، وهناك حوار لنجيب محفوظ مع جمال الغيطاني يذكران فيه اسم الرواية وصاحبها عدة مرات في إطار الكتب التي أثرت على محفوظ.
أهمية الرواية
تكتسب عوليس أهميتها من عوامل كثيرة أفاض في شرحها النقاد والمتخصصون، ومنها فكرتها التي تدور خلال ثماني عشرة ساعة خلال يوم واحد، وهو الخميس 16 يونيو/ حزيران 1904. ويمكن مشاهدة عشرات المقاطع عن الرواية وأهميتها على موقع Youtube، بعضها مبسط للغاية، يستخدم حتى تقنيات الرسوم المتحركة وقطع الليجو لتقريبها من الأجيال الجديدة
بطل الرواية رجل عادي جدًا اسمه ليوبولد بلوم، يجوب أنحاء مدينة دبلن، يلتقي خلالها بعشرات الناس، وينتهي اليوم بلقائه مع شاب مثقف اسمه ستيفن ديدالوس( بطل رواية صورة للفنان في شبابه، وشبيه جيمس جويس نفسه) قبل أن يعود آخر الليل إلى زوجته التي يحبها رغم علمه بخيانتها له.
يتوازى بناء هذه الرحلة ويتعارض مع ملحمة الأوديسا الإغريقية لهوميروس، التي تتبع رحلة عودة البطل عوليس من حرب طروادة. هذا البناء الذي يشيد العادي والمبتذل والتافه في بناء الملحمة وأحداثها العظيمة ومغامراتها الخيالية، بما يحمله من لعب فني وتأمل فلسفي وإنساني، هو مصدر متعة عقلية وفكاهة لا تنضب في الرواية.
يضاف إلى ذلك الأسلوب، أو بمعنى أصح الأساليب، التي كتب بها جويس فصول الرواية الثمانية عشر، والتي يختلف أسلوب كتابة كل فصل منها عن الآخر، بل يختلف الأسلوب أحيانًا كثيرة داخل بعض الفصول وفقًا لمسار الرحلة والأحداث، وحسب كل شخص وعقله وثقافته ومزاجه في الرواية.
ابتكر جويس عددًا هائلًا من الأساليب والتقنيات في عمله الضخم، ومن الأساليب التي ابتكرها وطورها، رغم أنه ليس أول من استخدم هذا الأسلوب، ما عرف بعد ذلك بتيار الوعي، أي محاولة الكاتب نقل ما يدور في عقل الشخصية من أفكار وخواطر وحالات شعورية متتالية، وليس ما تتلفظ به من كلمات أو ما تتخذه من قرارات أو تفكر فيه بشكل محدد ومركز. وهو الأسلوب الذي كانت تعمل عليه في الوقت نفسه، ولكن بطريقة مختلفة، الأديبة الأمريكية فيرجيينا وولف.
ومن الطريف أن وولف كانت من المنتقدين اللاذعين لرواية عوليس ووصفتها بأنها تشبه مجموعة دمامل في جسد ماسح أحذية، وهو أمر يذكرنا أيضًا بأن الفنانين والمفكرين مهما بلغ مستوى ثقافتهم وتحررهم الشخصي لا يكونوا بالضرورة أنصارًا لحرية غيرهم.
ومع اختلاف أساليب الرواية تختلف لغتها أيضًا وتتنوع وتتشكل بطريقة يندر أن تجده في عمل أدبي آخر، وتتراوح بين الفصحى والعامية والعصرية والقديمة، بل إن أحد الفصول تتغير لغته باستمرار لتعكس تطور اللغة الإنجليزية على مر القرون.
يتعامل جويس مع اللغة بحرية نادرة، حيث لا يتورع عن استخدام أكثر الكلمات الأيرلندية عامية، ولا عن نحت كلمات جديدة في اللغة، ومقاطع صوتية ليست بكلمات، بالإضافة إلى استخدام كلمات وعبارات كاملة من لغات أخرى منها اللاتينية والفرنسية والألمانية وغيرها.
عوليس والموسيقى
كان جويس ملمًا بالموسيقى وصاحب صوت جيد يؤهله للغناء الاحترافي، وحصل بالفعل على جائزة في إحدى مسابقات الغناء. وأثر الموسيقى واضح في كتاباته، خاصة في عوليس وروايته الأخيرة سهرة فينيجان (Finnegans Wake تترجم أحيانًا إلى يقظة فينيجان، ولكن المقصود هو طقس غربي يسهر فيه أقارب ومحبين الميت على جثمانه ليلًا، تمهيدًا لدفنه في الصباح).
في الرواية هناك حشد من الأغاني الشعبية والمقطوعات الموسيقية ومحاولة لتجسيد أصوات الطبيعة بحروف وكلمات، وقبل ذلك كله هناك بناء موسيقي للعمل ككل، ولكل فصل وجزء من فصل. ولعل أحد الأمثلة البارزة الجزء الختامي فيها، وهو مونولوج طويل لأفكار مولي، زوجة بلوم، مصاغ بالكامل بدون نقاط أو فواصل، يشبه لحنًا ختاميًا حزينًا ومرحًا وبالغ الحنان، يعده الكثيرون من أجمل ما كتب باللغة الإنجليزية على الإطلاق، وهو مقطع كثيرًا ما يؤدى بمفرده على المسرح أو مصورًا أو مسموعًا.
جويس كان يفضل أن تُقرأ رواياته بصوت مرتفع، وكان ينصح كل من يشكو صعوبتها أن يفعل ذلك ليستشعر الموسيقى والإيقاع الكامنين في اللغة.
على شاشة السينما
كان جيمس جويس عاشقًا للسينما، التي تم اختراعها عندما كان صبيًا مراهقًا، وخلال إقامته في أوروبا تعرف إلى الفن الوليد وتأثر به في تقنيات الكتابة، كما يظهر في عوليس التي يستخدم فيها تقنيات شبيهة بالفلاشباك والقطع المتوازي والمونتاج، وربما لا يعرف الكثيرون أن المخرج الروسي الكبير سيرجي إيزنشتين ( صاحب المدرعة بوتمكين ونظرية المونتاج الخلاق) قد أحب تلك الرواية، والتقى جويس واتفقا على تحويلها فيلمًا من تأليف جويس وإخراج إيزنشتين، وبالفعل بدأ جويس في كتابة السيناريو، لكن المشروع لم يكتمل.
ربما لا يعرف الكثيرون أيضا أن جويس هو من أول من أسس دار عرض سينمائي في أيرلندا، وذلك في عام 1909، عندما أقنع بعض رجال الأعمال بمشاركته لبناء دار عرض سينمائي أطلقوا عليها اسم فولتا، وقام بإدارتها بنفسه لبعض الوقت، قبل أن يضطر لترك المشروع لشركائه والسفر إلى أوروبا مرة أخرى بسبب الديون.
ومع صعوبة تحويل رواية مثل عوليس، تخلو من الأحداث وتعج بالحوارات والمونولوجات الداخلية، إلى السينما، لكن هناك أكثر من محاولة، أولها وأهمها فيلم عوليس للمخرج الأمريكي جوزيف ستريك، 1967، وتعرض الفيلم لمتاعب بسبب الرقابة بعد أكثر من أربعة عقود على نشر الرواية.
كان العرض الأول للفيلم خلال مهرجان كان، ونظرًا لما أثاره من استياء البعض تم مسح الترجمة الفرنسية لبعض العبارات على شريط الفيلم خلال عرضه الثاني، وعندما حاول المخرج الاعتراض وذهب إلى كابينة العرض لايقاف الفيلم تم منعه والاعتداء عليه.
فيلم آخر مقتبس من الرواية هو بلوم، 2003، إخراج الأيرلندي شون وولش، وتمثيل ستيفن ريا في دور ليوبولد بلوم، وأنجلينا بال في دور موللي بلوم، وهيو أوكونور في دور ستيفن ديدالوس. وعرض لأول مرة في مهرجان تاورمينا بصقلية.
وبشكل عام أثار الفيلمان الجدل المعتاد حول الاقتباسات السينمائية للأدب، خاصة مع أعمال تعتمد على اللغة والأسلوب بشكل كامل مثل عوليس. وعدا ذلك هناك محاولات مسرحية، منها مسرحية تدور أحداثها خلال ثمانية عشر ساعة وهو نفسه زمن الرواية، وبعض الأعمال التي تكتفي بجزء أو عدة أجزاء من الرواية.
مهمة صعبة
مهمة ترجمة أعمال جويس، خاصة عوليس،ليست بالسهلة، بسبب خصوصية اللغة فيها التي يصعب أن تستبدل فيها كلمة بأخرى، فما بالك باستبدالها بكلمة من لغة أخرى. والحال أصعب مع روايته الأخيرة سهرة فينيجان التي يكاد يكون من المستحيل ترجمتها دون أن تفقد الكثير جدًا من تأثيرها.
ورغم أن معظم أدباء العالم كان حظهم سيئًا بدرجات، في الترجمات العربية لأعمالهم، لكن جويس تحديدًا كان سعيد الحظ بوجود مترجمين جيدين على رأسهم الدكتور طه محمود طه، الذي عشق جويس وقضى سنوات طويلة من حياته عاكفًا على قراءته ودراسته وترجمة أعماله وأخرج لنا عوليس كما أحب أن يطلق عليها، في ترجمة بديعة نموذجية لأي شخص يريد أن يعمل بترجمة الأدب.
صدرت الطبعة الأولى للترجمة في 1982، أي بعد 60 سنة من صدور الرواية، ثم أعيد طباعتها في طبعة منقحة من أخطاء الأولى ومن أخطاء النص الإنجليزي، الذي تبين بعد عقود من نشره أنه يحتوي على مئات الأخطاء الإملائية والمتعلقة بالترقيم والفواصل وغيرها. ومن الغريب أن الراواية ترجمت إلى العربية مرة أخرى على يد المترجم صلاح نيازي، وصدرت عن دار المدى في 2001، لكن الترجمة الأولى أفضل بما لا يقاس.
مع ذلك فالدكتور طه لم يكن أول دراويش عوليس في العالم العربي، فسبقه ببضعة عقود الكاتب والناقد والقانوني محمد لطفي جمعة، الذي تحمس للرواية عند صدورها وقرر أن يترجمها، ولكن المشروع لم يكتمل ومات قبل أن ينتهي منها، وهو ما حدث أيضًا مع الدكتور طه الذي يُقال أنه انتهى من ترجمة سهرة فينيجان ولا أحد يعلم مصير هذه الترجمة الآن.
كتاب يكلّم الناس
يقال عن عوليس إنها كتاب يتكلم الناس عنه أكثر مما يقرأونه، وهو قول صحيح، فالكثيرون حاولوا قراءة الرواية ثم انفضوا عنها بعد فصل أو عدة صفحات بسبب صعوبتها، والكثيرون سمعوا عنها ولكن لم يفكروا في قراءتها. ويبدو أيضًا أن مؤلفها أدرك ذلك خلال السنوات الطويلة التي عكف فيها على بناءه الرواية وترتيبها وكتابتها، حيث كان يقضي أحيانًا يومًا كاملًا في كتابة جملتين أو ثلاث، وكان ينتقي بعناية بالغة كل كلمة من كلماتها التي تصل إلى 265 ألف كلمة، ولعل إدراكه لمدى قيمتها وصعوبتها في الوقت نفسه هو ما دفعه للقول بأن النقاد سيقضون قرونًا في فك ألغاز الرواية وطلاسمها.
لكن رغم الصعوبة التي تواجه قارئ الإنجليزية في فهم كثير من الكلمات والتعبيرات والتضمينات والإحالات التي تحتويها الرواية، ورغم الصعوبة الأكبر التي يواجهها من يقرأ العمل في لغة أخرى، فإن الرواية تعطي بقدر الجهد الذي يبذل في قراءتها. وأمام كل قارئ ملول لم يستطع أن يستكمل الرواية، هناك من قرأها عدة مرات، ومن أفاض في مدحها ووصف قراءتها بأنها لا تشبه قراءة أي شيء آخر.
عندما سُئل جويس مرةً عن النصيحة التي يقدمها لقراءه أجاب بأنه يطلب منهم أن يتفرغوا ويكرسوا حياتهم لقراءة هذه الأعمال. وعلّق مرة على من سفهوا الرواية وقالوا أنها لا تستحق القراءة قائلًا "لو أن عوليس لا تستحق القراءة، فإن الحياة لا تستحق أن تعاش". وغالبًا قال ذلك لا بدافع الغرور، ولكن لأنه بالفعل حاول أن يضع فيها الحياة بأسرها مقطرة في رواية.