فترة رائعة يمر بها مانشستر سيتي حاليًا، يقترب الفريق من حسم بطولة الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في أربعة مواسم، ومع تصدره للدوري الأكثر منافسة في العالم مع فارق كبير عن أقرب منافسيه حتي بعدما تم عرقلة الفريق عن طريق جاره مانشستر يونايتد، تحول إلى فريق مرعب؛ دفاع صلب مع هجوم شرس، ورغم ذلك يلعب الفريق بمهاجم وهمي في بعض الأوقات، أحيانًا يكون الظهير وسط الملعب و أحيانًا يدخل منطقة الجزاء ويخترق للعمق، كل هذا في ديناميكية وسلاسة بين جميع اللاعبين، مع بعض تبادل المراكز بينهم من أجل خلخلة دفاعات الخصم.
حسنًا، كل هذا لم يكن وليد الصدفة أبدًا، مسيرة جوارديولا كلاعب انتهت مع فريق دورادوس دي سينالوا المكسيكي، ووقتها كان المدرب هو خوانما ليلو؛ الذي يعد يعتبر واحدًا من الفلاسفة العظماء في لعبة كرة القدم، جوارديولا كان يحضر إلى التدريبات كلاعب ولكن مع مفكرة يدوِّن بها الملاحظات من خلال متابعته للمدرب ليلو. بيب وقتها كان اتخذ قراراه بالاعتزال والاتجاه إلى التدريب.
وبالطبع مدرب فريق الأحلام في برشلونة في تسعينيات القرن الماضي هو الملهم الأول، يوهان كرويف واحد من أعظم المفكرين في كرة القدم، قال جوارديولا في نعيه "لم أكن أعرف شيئًا حتى عرفت يوهان كرويف". الآن حان وقت العمل، مسيرة حافلة لجوردايولا مدربًا، بدأت في برشلونة وشهدت الكثير من التطورات والابتكارات لمجابهة المواقف المختلفة، رحلة مازالت مستمرة في مانشستر سيتي ومتوقع لها الاستمرار في المستقبل مع مزيد من التحديات المثيرة.
بداية الطريق
في السابع عشر من يونيو/ حزيران 2008، أعلن نادي برشلونة تعيين بيب جوارديولا مدربًا للفريق الأول، لكن تعيين أحد نجوم وأيقونات النادي السابقين بدا وكأنه مخاطرة كبيرة، خصوصًا أن جوارديولا لم يملك من الخبرة إلا موسمًا واحدًا في قيادة الفريق الثاني لبرشلونة.
بالإضافة إلى ذلك، قرر جوارديولا بيع لاعبين مثل ديكو وزامبروتا، بل ورونالدينهو أيضًا، لقد كان واضحًا منذ البداية في استبعاد جميع العناصر التي لن تكون جزءًا من مشروعه القادم، مع ترقية لاعبي الأكاديمية سيرجيو بوسكيتس وبيدرو رودريجز، والاعتماد على قلب اللاماسيا تشافي وأندريس إنييستا، والأرجنتيني الصغير ليو ميسي.
ربما القرارات التي اتخذها جوارديولا كانت جريئة وعواقبها ستكون وخيمة. خسر برشلونة مباراته الأولى وتعادل في الثانية، أدي ذلك إلى غضب واسع النطاق بين الجماهير في جميع أنحاء العالم، لكن أسطورة النادي يوهان كرويف دافع عن تلميذه المتميز وقال "كان هذا أحد أعظم العروض التي قدمها برشلونة منذ فترة طويلة".
كان النظام في خطة جوارديولا فوق كل شيء، هيكل الفريق يعمل ببطء خلال المبارة، مع تبادل اللاعبين للتمريرات والتحرك خلال المساحات الفارغة وتحقيق التماسك الموضعي. لعب خط الوسط المكون من ثلاثة لاعبين قريبين من بعضهم البعض تمريرات قصيرة لاستفزاز لاعبي الخصم للخروج من تموضعهم قبل أن يتم ترحيل اللعب إلي الجناح الذي يحتضن خط التماس من أجل خلخلة الدفاعات، تستمر تلك العملية مع صعود الكرة تدريجيا إلي أعلي قبل العثور علي الكرة القاتلة وإحراز الهدف.
هذه نسخة جوارديولا من الكرة الشاملة، التي تشبه التيكي تاكا، لكنها ليست كذلك، وهي الكرة التي لعبها يوهان كرويف مع أياكس وبرشلونة، ولعبها أريجو ساكي مع الميلان، ومن قبلهم رينوس ميتشيلز في خمسينيات القرن الماضي، فكرة بداية الهجمة من حارس المرمي والتمريرات القصيرة، ومثلث خط الوسط الذي استخدمه جوزيه مورينيو مع بداية سطوته في بداية الألفية.
المهاجم الوهمي وعبقرية ميسي
"أتذكر أنها كانت مفاجأة بالنسبة لي، لأنه تم استدعائي في اليوم السابق للمباراة، وتم إجباري على الذهاب إلى مكتب جوارديولا في المدينة الرياضية، وقيل لي إنه كان يشاهد مباريات مدريد كثيرًا، كما يفعل مع جميع خصومنا.
كان يتحدث مع تيتو فيلانوفا وكانوا يفكرون في إشراكي كمهاجم وهمي. كانت الفكرة في وضع صامويل إيتو وتيري هنري علي الأطرف، وأنا بينهم في عمق الملعب. لعبت في مركز جديد لأول مرة منذ أن بدأت مشاركة تحت قيادة فرانك ريكارد، بعدما قمت بذلك، بدأت بعض الفرق الأخري في نسخ فكرتنا واللعب بها.
لم يكن عليّ البقاء في الهجوم، ولكن بدلًا من ذلك أخرج وأنضم إلى خط الوسط. كانت الفكرة أن قلبيّ دفاع مدريد سيتبعانني، بينما تركض الأجنحة السريعة التي نملكها خلف الدفاع.
في الواقع، كان أحد أهداف هنري من هذا القبيل. لقد كانت مفاجأة لنا ولمدريد. أتذكر أن لدينا الكثير من الاستحواذ، وكان لدينا دائمًا رجل إضافي في منتصف الملعب.
لم ألعب كمهاجم قط، لكنني كنت أعرف هذا المركز لأنه يعني أن أتقدم من العمق للمضي قدمًا، دون أن أكون رقم 9. لم يكن تغييرًا كبيرًا بالنسبة لي. كنت ألعب على ذلك لسنوات، وهكذا عرفت ما هو هذا الموقف".
كل هذا علي لسان ليونيل، في الموعد الأول لعبقريته كمهاجم وهمي وهو الثاني من مايو/ أيار من عام 2009. وفاز برشلونة وقتها بسداسية مقابل هدفين. ذلك الموعد الذي نظر فيه فابيو كانافارو وميتسيلدر قلبي دفاع ريال مدريد، ولم يعرفا هل يتبعا ميسي إلى خط الوسط أم يلزما مكانيهما.
بالطبع ميسي لم يكن أول من لعب هذا الدور، فسبقه ماتياس سيندلار مع منتخب النمسا في عشرينيات القرن الماضي، وناندور هيديكوتي مع منتخب المجر في خمسينيات القرن ذاته، وملك روما فرانشيسكو توتي مع فريق العاصمة، وهناك من يلعبه حاليًا مثل روبرتو فيرمينيو مع ليفربول وهاري كين مع توتنام. ولكن يظل ميسي هو المهاجم الوهمي الأفضل على الإطلاق طبقًا لإمكانياته، ووفقًا لما قدمه مع برشلونة خلال الفترة التي لعب فيها في هذا المركز.
في أبريل/ نيسان 2012 أعلن بيب جوارديولا ترك منصبه مدربًا لبرشلونة، بعد أربع سنوات قضاها وحقق فيها ثلاث بطولات للدوري الإسباني وبطولتي دوري أبطال أوروبا وسداسية تاريخية في أول مواسمه، ورأى أنّ أربع سنوات مع نادٍ مثل برشلونة كانت بمثابة الدهر، وكانت كافية لنهاية رحلته الأولى.
بالألمانية في أليانز أرينا
كل الحضور في حالة استعداد، نحن الآن في قاعة أليانز أرينا المدججة بالحضور، المدرب صاحب الإنجازات في برشلونة على وشك أن يخلف يوب هايكنس في بايرن ميونخ؛ يوب هاينكس المدرب الفائز بالثلاثية الذي قرر التقاعد حينها وقال إنه قدم إلى جوارديولا فريق رائع. جلس جوارديولا في مقعده وقال "صباح الخير ومرحبًا" باللغة الألمانية. كان أمام جوارديولا نصف عام للتحضير لوظيفته الجديدة، ومن بين الساعات التي قضاها حتمًا في تحليل اللاعبين والفريق الذي سيرثه، وجد الوقت لتعلم اللغة الألمانية. كان هذا انطباع أول ممتاز.
بالطبع كروس وشفاينشتايجر لم يكونا تشافي وإنييستا، الاختلافات كبيرة بين الدوريين الأسباني والألماني، سواء من ناحية الإيقاع الأسرع في ألمانيا أو سلوك اللاعبين مع الكرة. فكان طلب جوارديولا الأول وهو التعاقد مع تياجو ألكانتارا من برشلونة، الإسباني الذي نشأ في أكاديمية برشلونة، ويعرف جيدًا ما يلعبه جوارديولا. التعاقد الثاني كان مع الموهبة الأبرز في ألمانيا وقتها ماريو جوتزه، صاحب الإثني وعشرين سنة سجل 16 هدفًا وصنع 20 في جميع المسابقات مع دورتموند.
تمكن جوراديولا من إرساء المبادئ الأساسية للعب التموضعي بسرعة بفضل جودته الاستثنائية، فغيَّر أدوار روبن وريبيري على الأطراف، تمكن ماندزوكيتش بصفته رأس الحربة في فتح مساحات أكبر مما كان عليه خلال حقبة هاينكس، لكن الترابط كان ضعيفًا وكانت تحركاته في فتح المساحات أقل قيمة بسبب نظام جوارديولا. أما في وسط الملعب فغاب الثنائي تياجو وجوتزه كثيرًا في أول مواسم جوارديولا بسبب الإصابات المتكررة، لكن كروس وخاصة شفاينشتايجر لم يكونا بنفس سرعة بديهة تشافي وإنييستا، تكيَّف كروس بسرعة، لكن مع وجود شفاينشتايجر ظل جوارديولا يعاني المشكلات.
لحل مشكلة خط الوسط قرر الاعتماد علي فيليب لام، الذي اعتبر جوارديولا قراره بوضعه في المركز رقم 6 أهم تغييراته ذلك الموسم. يتميز بطل كأس العالم الألماني بذكائه الهائل في اللعبة ومهاراته الاستراتيجية واللعب تحت الضغط، وكان نقطة تفوق لكامل هيكل الفريق أثناء استحواذه على الكرة وفي محاولات استردادها. قال عنه جوارديولا إنه من اللاعبين الأفضل على الإطلاق.
استخدم جوارديولا أيضًا فكرة الظهير الوهمي، وهي تقدم الظهيرين رافينيا (أو لام) يمينًا وألابا يسارًا إلى وسط الملعب بجانب لاعب الوسط، لام أو توني كروس، بينما يتقدم لاعب الوسط الآخر إلى الأمام. الهدف الأساسي من الظهير الوهمي هو الهروب من مناطق الضغط الاعتيادية مثل الأطراف والزيادة العددية في وسط الملعب، يسمح ذلك بالتقدم بالكرة بشكل أكثر سلاسة.
بالإضافة إلى تغييرات في أدوار الأجنحة، كان إيقاع تمريرات بايرن متجهًا نحو الجناح، ومع تميز الثنائي روبن وريبيري في المراوغات الفردية كانت هذه نقطة تفوق، تتم الاختراقات عن طريق مراوغات الأطراف والكرات العرضية ولعب التمريرات في أنصاف المساحات، وتبادل التمريرات السريعة مع لاعبي الوسط، وحتى عندما تم التعاقد مع لاعبين لتدعيم روبن وريبيري، فإنه اختار كوستا وكومان المميزين أيضًا في المرواغات الفردية.
كان يجب أن تكتمل هوية الفريق، فكان التعاقد مع روبرت ليفاندوفسكي، وهو ليس مهاجمًا وهميًا مثل ميسي، ولكنه مهاجم صريح بإمكانيات ومهارات أفضل من ماندزوكيتش، خصوصًا عندما تكون الكرة عند قدمه. وتم التعاقد مع تشابي ألونسو ليشغل المركز 6؛ كان ألونسو قادرًا على لعب كرات قطرية طويلة ودقيقة للغاية. حضر بيرنات ليكون بديلًا لديفيد ألابا، ولم يكن مجرد بديلًا فجوراديولا اعتمد على 9 طرق مختلفة في موسمه الثاني، من بينها تشكيلات بها 3 مدافعين، كان أحدهم ألابا.
ليست تيكي تاكا
في إحدي مباريات بايرن، كان أداء الفريق مروعًا في الشوط الأول، بدا الأمر كما لو أن اللاعبين أرادوا إرضاء بيب من خلال التأكد من تمرير الكرة. فكان الرد بين الشوطين "أنا أكره كل هذا التمرير بلا سبب، إن التيكي تاكا هذه عبارة عن الكثير من الهراء وليس لها أي هدف. عليك تمرير الكرة بنيّة واضحة، بهدف إسكانها مرمى الخصم".
وفي اليوم التالي للمباراة أضاف بيب "كونوا أنفسكم. أنت بحاجة للتنقيب في حمضك النووي. أنا أكره التيكي تاكا؛ التي تعني تمرير الكرة دون سبب، بلا نية واضحة. وهذا أمر لا طائل منه".
"لا تصدقوا ما يقوله الناس. برشلونة لم يلعب التيكي تاكا. إنه نظام كامل. لا تصدق كلمة منهم. في جميع الرياضات الجماعية يكمن السر في زيادة التحميل على جانب من الملعب بحيث يجب على الخصم إمالة دفاعه إلى هذا الجانب. أنتم تفرطون في التحميل على جانب حتى يترهل الجانب الآخر".
"لماذا نفعل ذلك؟ لنهاجم ونسجل من الجانب الآخر. لهذا السبب عليكم أن تمرروا الكرة، هذا فقط يزيد العبء على الخصم، ويجبره علي التأقلم ومجاراة أسلوب لعبكم، حتى تضربون دافاعاتهم وتصلون للمرمى. هذا ما يجب أن يكون عليه لعبنا".
وعلي مدار ثلاثة مواسم قضاها بيب في ميونخ، فاز بيب بسبع بطولات كانت أخرها كأس الاتحاد الألماني أمام بروسيا روتموند وفاز بايرن بضربات الترجيح. مع نجاحه في البطولات المحلية، إلا أن الهدف من قدوم المدرب الإسباني كان التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، خاصة بعدما تمكن سلفه يوب هاينكس من التتويج بالثلاثية
رحلة جديدة في البريميرليج
في الدوري الإنجليزي، تبدو رحلة جودراديولا مختلفة مع مانشستر سيتي، فربما ليس عليه الكثير من الابتكار مثلما فعل مع بايرن ميونخ، ولكن بالطبع المنافسة أصبحت أقوى في الدوري الإنجليزي. كثير من الفرق تلعب بطريقة دفاع المنطقة وتتكتل في منطقة جزائها، وتقع الكثير من الالتحامات والصراعات الهوائية.
لكي تتخطى فريقًا متكتلًا دفاعيًا عليك توسيع الملعب بأكبر قدر ممكن، فكان الاعتماد علي ستيرلنج وساني في فتح عرض الملعب بأكبر قدر ممكن لتوفير أنصاف المساحات وهي المساحات بين الظهير وقلب الدفاع، تلك المساحات التي أبدع فيها قبل ذلك ميسي وبيدرو وإنييستا. الآن حان وقت دافيد سيلفا ودي بروين، لم يكشف أحد عن خصوبة هذه المنطقة تمامًا مثل جوارديولا.
كما قرر بيب دمج التنظيم الموضعي مع الحرية الإبداعية المفاجئة في الثلث الأخير؛ يسمح لمهاجميه بالارتجال بمجرد وصولهم إلى منطقة الجزاء. كما أن استخدامه للظهيرين متنوع، سواء كان ظهيرًا مدافعًا وآخر مهاجمًا على طريقة داني ألفيش وأبيدال في برشلونة، أو فكرة الظهير الوهمي على طريقة لام وألابا في بايرن.
الأجنحة الأربعة وجندوجان الهداف
في مرحلة ما بعد دافيد سليفا وإصابة دي بروين المتكررة، واجه مانشستر سيتي ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي؛ حيث يورجن كلوب المدرب الذي أجبر جوارديولا سابقًا على لعب الكرات الطويلة مع البايرن، عندما كان كلوب مدربًا لبروسيا دورتموند في الدوري الألماني.
كان الظهيران كانسيلو وزينتشينكو أغلب الوقت في وسط الملعب بجانب رودري، أما بيرناردو فكان لاعب وسط يميل لليمين وأمامه محرز، وعلى الجانب الآخر من الملعب يتواجد ستيرلنج، وعندما تكون الكرة علي هذا الجانب ينضم إلى سترلنج المهاجم فودين، فكرة الحمولة الزائدة علي أحد الأطراف هي أحد الحلول عندما يتواجد لاعبيَن مهارييَن على أحد الأطراف، ولكن الذي أظهره جوارديولا وكأنه يلعب بأربعة أجنحة على الطرفين، ومن بينهم جندوجان ينتظر اللحظة المناسبة ليتحرك نحو منطقة الجزاء ويسجل، وتكررت نفس الأفكار أمام توتنهام ومورينيو الغريم التقليدي لجوارديولا واكتسحه بيب مثلما اكتسح كلوب.
الظهير الأيسر بإمكانه التقدم على خط التماس، أو الدخول إلى عمق الملعب كلاعب وسط إضافي، أو حتى الرجوع لتكوين ثلاثي دفاعي في حالة ضغط الخصم بثنائي من اللاعبين. يحاول كل لاعب في الملعب اختراق المساحات بين المدافعين، ويتقدم المهاجمون دائمًا بخطوة أو أكثر عن مدافعين الخصم نتيجة لتمركزهم بانسيابية في أنصاف المساحات والفراغات.
هذا كان الاستخدام الأمثل لفكرة جوارديولا وهو التحميل الزائد علي أحد جانبي الملعب، حتى يميل دفاع الخصم إلى هذا الجانب ومن ثم ينقل اللعب إلى الجهة الأخرى من الميدان. وهنا يستخدم اثنين من اللاعبين علي كل طرف دون نقص عددي، ودون انتقال أحد اللاعبين من طرف لآخر. مع الاعتماد على أحد اللاعبين من الطرف الآخر في وضع المهاجم، لفتح المساحة للقادم من الخلف جندوجان.
القوة الدفاعية التي ظهرت هذا الموسم، بدأت بالتعاقد مع الشاب البرتغالي روبن دياش من بنفيكا، مدافع صلب وقوي ويكوِّن ثنائية جيدة مع جون ستونز أو لابورت عند المداورة، بالإضافة إلى قدرة السيتي على الدفاع في كتلة ضيقة ومتأخرة من خلال شكل 4-5-1 والاعتماد على إيقاف التمريرات التي تكسر الخط مع كون اللاعبين قريبين من بعضهم البعض.
بعد بداية موسم سيئة وتصريح جوارديولا أنه يجب على فريقه أن يلعب بشكل أفضل، تحول الفريق إلى قوة ضاربة. فإذا كان يواجه فريقًا يعتمد الضغط العالي فإن فريقه سيقوم بالهروب من هذا الضغط ومحاولة اختراق هذا الدفاع المتقدم، وإذا كان يواجه فريقًا يعتمد التكتل الدفاعي ودفاع المنطقة فإن فريقه سيحاول فتح عرض الملعب بأقصى قدر ممكن ليشتت هذا الدفاع ويصل للمرمي. فعندما أراد أن يقاوم ضغط ريال مدريد اتجه إلى المهاجم الوهمي، وفي الوقت الذي واجه خط وسطه بعض المشكلات وضع الأظهرة في مكان مساند لخط الوسط.
ربما هذه قدرة جوارديولا الاستثنائية، فهو دائمًا ما يواجه الصعوبات وينتصر. هو شخص ذكي ولِد لكي يمارس هذه اللعبة.