كشفت مصادر أهلية أن مسلحين ملثمين اقتحموا قرية قبر عمير بالشيخ زويد في محاولة لخطف مجموعة من أهالي القرية بزعم تعاونهم مع قوات إنفاذ القانون ومنعهم وصول الإمدادات الغذائية لعناصر تنظيم ما يسمى بولاية سيناء. وعندما فشلت محاولة الخطف؛ فتحوا النيران على تجمع للأهالي عقب الإفطار أمس فقتلوا 3 وأصابوا 7.
أشارت المصادر أن عدد المسلحين وصل إلى حوالي 15 عنصرًا كانوا يحملون أسلحة آلية تسللوا من جنوب الطريق الدولي إلى تجمع عائلة العجالين في قرية قبر عمير، وحاولوا خطف شخصين من أحد المنازل ما أدى إلى خروج أهالي المنطقة لاستجلاء الأمر مع تعالي أصوات صراخ السيدات، ما أسهم في حدوث حالة ارتباك لدى العناصر المسلحة.
وأضافت مصادر من القرية تحدثت للمنصة هاتفيًا أن "الأهالي حاولوا الإطباق على المسلحين إلا أنهم قتلوا الشخصين اللذين كانا بحوذتهما وفتحوا النيران على الأهالي فقتلوا مواطنًا ثالثًا وأصابوا 7 قبل أن يفروا باتجاه جنوب القرية في الظهير الصحراوي الخالي من السكان".
وعقب الحادثة وصلت تعزيزات أمنية إلى القرية مكونة من دبابات وعربات مدرعة، كما حلّقت طائرات عسكرية في أجواء مركز الشيخ زويد من بينها طائرات بدون طيار، زنّانات، بخلاف قيام كمائن المدفعية بإطلاق أعيرتها في الاتجاه الذي فر ناحيته المسلحون المرجح انتمائهم لتنظيم ما يسمي بولاية سيناء.
وتقع قرية قبر عمير على بعد 17 كيلو متر من مدينة الشيخ زويد بمحاذاة الطريق الدولي المؤدي لمدينة العريش. ويخضع الطريق الدولي بين المدينتين لمراقبة سلسلة من الكمائن العسكرية.
وقال مصدر طبي في مستشفى العريش العام، أن سيارات الإسعاف نقلت إلى المستشفى مساء أمس 3 جثث للمواطنين جمعة حسين سالم، وصالح محمد مصبح، ومحمد سليمان، بجانب 7 مصابين هم: وافي مسعد عاصي، وجمال مصطفى عجلان، ومحمود سالمان محمد، ومحمود سليمان محمد، ومحمد أحمد عجلان، ورائد أكرم خالد، وسامي سالم عودة.
وأشارت مصادر المنصة إلى أن التنظيم يستهدف أهالي القرية بشكل ممنهج سواء بالخطف أو القتل بسبب تعاونهم مع قوات إنفاذ القانون، بجانب منعهم وصول الإمدادات الغذائية إلى عناصر التنظيم.
واختطفت عناصر من التنظيم المواطن دياب أبو العراج كما سطوا على سيارة بها عدد من رؤوس الماشية قبل الإفراج عنه لاحقًا، وبعدها اختطفوا المواطن إبراهيم أبو خرتل من أهالي القرية وأفرجوا عنه مطلع هذا الأسبوع.
قبلها؛ أعلن تنظيم ما يسمى بولاية سيناء خطف وقتل المواطن سليمان عامر مطاوع، 48 عاما، من نفس القرية، بدعوى تعاونه مع أجهزة الأمن في الإبلاغ عن تحركاتهم بمحيط القرية. وأثناء محاولة الخطف تصدى للمسلحين أقارب المواطن ففتحوا عليهم النيران وأصابوا 3 من بينهم سيدة.
ويقطن قرية قبر عمير غالبية من عائلتي الطراطرة والعجالين، ويواجه أهالي القرية تهديدات مستمرة من عناصر التنظيم المسلح.
وتعرضت كمائن الجيش القريبة من القرية التي تطل على الطريق الدولي لهجمات مسلحة خلال الأعوام الماضية.
وتسبب هذا الهجوم في حالة من الغضب بين أهالي الشيخ زويد الذين تعرضوا سابقًا لهجوم كبير في شهر رمضان قبل 5 أعوام، عندما حاولت عناصر التنظيم الاستيلاء على المدنية يوم 14 رمضان الموافق 1 يوليو 2015، ومثّل هذا الهجوم ذروة العمل المسلح للتنظيم.