خرجت أغنية سالمونيلا في أوائل يناير/ كانون الثاني 2020 للمطرب تميم يونس، لتثير ضجة وانقسامًا بين الجمهور، ورأت مجموعة كبيرة من المهتمين بقضايا النساء أن الأغنية تحرض على العنف وتهين النساء، واتفقت على أن الفن له دور ويُحاسَب على خطابه، وبالتالي فإن كلمات مثل "يلعن أبو شكلك"، و"تصحي فِشلة" (ممتلئة الجسد)، و"بنت مسيكبة" (مريضة نفسيًا) كفيلة لأن تعبِّر عن فن ذكوري يعدو في اتجاه احتقار النساء، وبالتالي فإن وجوده سيعزز بشكل ما مشكلات متفاقمة في المجتمع المصري كالتحرش والتنمُّر ومعاقبة النساء على رفضهن بالعنف الجسدي.
واستكمالًا لهذا الاتجاه طالب المجلس القومي للمرأة في 8 يناير شركة جوجل بحذف الأغنية من موقع يوتيوب، باعتبارها مسيئة للنساء ومخلّة بميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المِهني لعام 2017، متناسين تمامًا الفرق بين الأغنية كفَن والمنتج الإعلامي كخطاب.
على النقيض، اعتبر آخرون الأغنية بسيطة ذات إيقاع راقص وروح كوميدية وبريئة من كل ما نُسب إليها، وأنَّها لا تقدِّم ولا تؤخّر شيئًا من وضع النساء في مصر خصوصًا بعد إنتاج نفس المطرب لأغنية "انتي أي كلام " والمكوَّنة من جملة واحدة، والتي كانت تحمل نفس قدر الاستهزاء والسخرية من النساء.
حاول تميم يونس أن يحسم الجدل بقوله "أنا بهزر وبحب الهزار ومش هبطل أهزر"، ولكنّه قدم ردًا يحمل نفس المنطق ذاته التي اتخذته المجموعة الأولى، وهو أن للفن خطاب وهدف واضح وأن الأغنية كانت تحمل قيمة ناقدة للشباب الذين يتقربون للنساء بكل السبل الرومانسية، ولكن سرعان يتغير كل الحب إلى الغضب والاتهام والادعاء والإهانة إذا قوبل عرضهم بالرفض، بعدها خرجت مجموعة ثالثة أكدت أنها فهمت نفس المعنى الذي قصده تميم، وتعاملت مع الأغنية على باعتبارها عمل ساخر وناقد.
منذ أن بدأت التحضير لرسالة الدكتوراة الخاصة بي عن الأدوار الاجتماعية للرجال والنساء في الأغنية المعاصرة، كنت أحاول الفصل بين كوني باحثة أنثربولوجية وناشطة منضمة لحركات نسوية مختلفة، حاولت أن أتعامل مع الأغنية على أنها مُنتَج فني مُشكَّل من الموسيقى والايقاع ولا أزيد من قيمة الكلمات.
الأغنية أيضًا منتج اجتماعي يحمل صبغة ما يؤمن به المجتمع، مهمته الأولى الإمتاع وعليه أولًا أن يكون جميلًا وليس قِيميًا ولا أخلاقيًا، وليس له دور في التغيير حتى إن حدث، وعليه فكوني باحثة مهتمة بتحليل الدور الاجتماعي الذي تقدمه الأغنية، تحليلًا تنظيريًا لا يهدف إلى محاسباتها ومعاقبتها، استمتعت بكافة الأصوات الغاضبة من الأغنية والرافضة لها على صفحات السوشيال ميديا، مع رفضي الكلي لمطالبة المجلس القومي للمرأة بوقف الأغنية، حيث إن رفض الرقابة على الفن يتنافى مع ما نؤمن به من حرية الإبداع والتعبير.
إن التعاطي مع الفن مسألة فردية بالأساس، ومرتبطة برؤى الفرد لا احتياجات الجمهور في تذوق هذا الفن، فيمكن لنا أن ننسحب من ملايين المشاهدات التي سُجلت لسالمونيلا وأن نعلن غضبنا منها، ولكن مع استدعاء السياق الذي يجعل منها أغنية تتمتع بقبول مجتمعي، وعدم إغفال قدراتها الفنية من لحن رشيق وطريقة مثيرة في الإنتاج. لماذا كل هذه "الخناقة" على سالمونيلا؟
لا يمكن قراءة سالمونيلا بمعزل عن سياقها المجتمعي، والمشتعل بعشرات من قضايا التحرش التي تحدث سنويًا وتصل إلى الرأي العام، والملايين الأخرى التي تظل حبيسة قلوب النساء، حتى إن عبارة مثل "شربتي لاتيه" كفيلة لأن تُرجعنا إلى وقعة التحرش 2018 لمنة جبران التي تعرضت للتحرش والملاحقة، من شاب دعاها لشرب القهوة في مقهى أون ذا ران.
يُذكر أيضًا أن سالمونيلا خرجت في نفس اللحظة مع القضية المعروفة إعلاميًا بـ فتاة المنصورة، التي تعرضت للتحرش الجماعي بالقرب من جامعة المنصورة، وسبَّبَ إخلاء النيابة لسبيل المتهمين مع إدانة الكثيرين للفتاة واتهامها بالتبرج ومحاسبتها على ملابسها، صدمة للكثيرين، خصوصًا المناضلين للحد من التحرش والعنف ضد النساء.
ومع التضييق الذي يتعرض له المدافعون عن المرأة وتوقف عدد من المبادرات التي كانت تتبنى قضايا العنف ضد النساء، أُجبِر الآخرون على كف الأيدي وتأمل وضع المرأة الذي يتحرك ببطء. حملت سالمونيلا كل هذا الغضب المكتوم، مذكِّرة الجميع بكافة الجرائم التي تتعرض لها النساء مِن تشهير وتعذيب وقتل مقابل رفضهن للرجال، واتجه كثيرون لتحليل الوضع نفسيًا واجتماعيًا في مناخ ذكوري يُعلي من مكانة الرجل ويزيد من حدة تقبله للرفض، فلم تمر كما مرت قريناتها سي السيد لتامر حسنى، والراجل لرامي صبري.
نعم تضمنت أغنية سالمونيلا دراما لمشهد من التتبع والتهديد والمعايرة الطبقية، وسواء أكانت تهدف للتحريض عليه أو استهجانه، ولكن هي واحدة من عشرات الأغاني التي قدمت نفس المحتوى منذ تاريخ طويل، ولكن أحد الأسباب التي أكسبت سالمونيلا هذه القيمة واستحقاق الجدل، هو سبب طبقي بحت، فاﻷغنية التي خرجت من مطرب ينتمي للطبقة الوسطى ولفن داخل دوائر "السائد"، وحقَّق سبعة ملايين مشاهدة في أول انطلاق له، هدد السياق الأخلاقي الذي تؤمن به النساء من تلك الطبقة، وأشعل مخاوفهن التي تهدأ نسبيًا حين تبث الرسائل ذاتها في أغنيات عربية مثل أغنية رئيسة جمهورية قلبي للمطرب اللبناني محمد اسكندر، التي خرجت في 2010 بمضمون ضد عمل المرأة.
ناهيك عن الأغاني الشعبية وبالتحديد أغنية البت الجامدة للمطرب مجمود الليثي وأيتن عامر، وهي الأكثر تشابهًا مع سالمونيلا فتبدأ بنداء البطلة "لأ، لأ، لأ، لأ عمال يعاكسني بأي حق" ثم تتلقى الغزل الصريح من البطل الذي يهددها في حالة الرفض ويلقي عليها بالسب "هو انتي فاكرة نفسك مين هيفا وهبي ولاّ شيرين؟ لا انتي سكة ما تيجي سكة داحنا شباب والله جامدين".
أما المهرجانات الشعبية، والتي وصفت دومًا بالذكورية المحضة رغم انتشارها في كافة الحفلات والأوساط الاحتفالية، فاختلفت مضامينها بداية من الصواريخ مهرجان لأ لأ الذي يتحدث إلينا عارضًا أمر فتاة ينتقد ملبسها وتجاهلها ورفضها له، ويرد عليه أصدقاؤه بعدم إجازة أفعالها هذه، وينتهي أيضًا بالاستهزاء بها والتقليل من طبقتها الاجتماعية "عايشة الدور فاكرة أبوها دكتور.. أصله كان مشهور.. أصلًا سواق حنطور".
أما حسن شاكوش في مهرجان بنت الجيران، فتعامل مع الرفض بالصبر واحترام قرار المرأة، وشرح انهياره وحيدًا قائلًا "تسيبيني أكره حياتي وسنيني هتوه.. ومش هلاقيني وأشرب خمور وحشيش.. وتجيني تلاقيني لسه بخيري.. مش هتبقي لغيري أيوه أنا غيري مفيش".
هتقولي إمشي مش همشي
هذا الخطاب واسع المدى ليس وليد الألفينيات، ولكن نموذج المرأة الذي قُدم بقوة في التسعينيات والمنطلق من قيمة "التُقل" الممتدح وجوده في الست المؤدبة، ومع تصاعد موجات "الفن النظيف" نحتار دائمًا في الكليبات للإجابة على التساؤل؛ ماذا تريد هذه المرأة؟ ثلاث دقائق من علامات الاستهجان والرفض والاحتقار تنتهي دومًا بابتسامة الموافقة، فجميع النساء يتمنعن وهن راغبات والرجل لا يعاب أبدًا، فلا مجال إذًا ولا معنى للرفض. أذكر مثلا أغنية "قول عليَّ مجنون" للمطرب هشام عباس الذي قال في أغنيته "هتقولي إمشي مش همشي هتجيبلي حد يقولي إمشي مابمشيش" التي قُدمت في كليب درامي يحتوى على عملية ملاحقة للبطلة في العمل والشارع والنفق، تنتهي بالنجاح وبداية قصة الحب الجميلة الرومانسية.
أما مشهد التحرش الكامل الذى صوره الفنان حكيم في أغنية افرض مثلًا وسط رضا تام ومباركة من مئات شباب مصر القديمة الجدعان في خان الخليلي وانتهى بخضوع البطلة وظهور انبساطها الكامن في ابتسامة النهاية، بعد عودتها له وترك صديقاتها فكان أحد أهم المشاهد التي جسدت رضائية المجتمع عن التحرش.
وبنفس الدراما صوَّر المطرب محمد فؤاد أغنيته الأكثر رومانسية في عصره فاكرك ياناسيني التي بدأت بملاحقة البطلة أيضًا في الشارع ووسط تلاميذها وفي حفلها، ثم انتهى الأمر بالابتسامة والموافقة على أخذ صورة فوتوغرافية معه؛ تزينها ابتسامتها الرضائية.
ماذا تعني لا عند النساء؟
دعتنا سلمى الطرزي في دراستها عن السينما النظيفة والمنشورة بموقع مدى مصر، لتأمل مضمون مشهدين سينمائيين وعدد كلمة "لا" فيهما، وعلى الرغم من التقارب الشديد في الحوار بين البطل والبطلة، إلا أن الأول كان سياقه الدرامي "مشهد اغتصاب" والآخر "مشهد لبداية علاقة حميمية" أي "لا" تعني لا وتعني نعم أيضًا.
وتقول سلمى إن مقولة يتمنعن وهن الراغبات "تلخص المفهوم السائد في ثقافتنا عن تعبير المرأة عن الرغبة. هي تقول "لأ" بغنج ودلال. هو يعلم أنها تريده، يعلم أن "لأ" التي تقولها ليست سوى دعوة منها للاستمرار. هو يعلم أن "لأ" التي تقولها هي في الحقيقة "آه". الفريسة تقوم بإغواء الصياد وتستمتع بملاحقته لها، واستسلامها لرغباته مرهون بإثباته لقدرٍ كافٍ من الفحولة يجبرها على الرضوخ لتخر قواها بين ذراعيه المفتولتين، وتكف عن المقاومة ليغرقا في بحر العسل".
تقول سلمى أيضًا إننا "بصدد سينما ترسخ بشكل منهجي لدوري الذكر/الصياد الأنثى/ الفريسة باعتبارهما الأدوار "الطبيعية" للرجل والمرأة في الجنس، بحيث تتجاوز لعبة الرفض والإجبار إطار الفانتازيا ليتم تصويرها كالشكل الأوحد "الطبيعي" والمقبول للعلاقات الجنسية، وأي شكل آخر هو دليل على عهر المرأة وانبطاح الرجل".
تنتقد سلمى في دراستها المنظور الأبوي الذي تنتج به السينما النظيفة خطابها باعتبارها "سينما تعرِّف نفسها بأنها حاملة رسالة هدفها إرساء القيم الأخلاقية للمجتمع، سينما تعليمية تلعب دور المُربي الذي يختم القصة بحكمة ودرس مستفاد، وتحمل على عاتقها مسؤولية ترويض رغباتنا وتحديد معايير تعبيرنا عن هذه الرغبات بما يتناسب مع "قيم المجتمع". سينما تلعب دور الأب ونحن الجمهور الأطفال".
هلبونيلا
في تصوري أيضًا أن إصدار الفيديو الساخر هلبونيلا لفريق TMT Parody الذي صدر يوم 11 يناير/ كانون اﻷول 2020 مستخدمًا نفس لحن سالمونيلا وإيقاعها الراقص، لفت نظرنا لأن علاقات السيطرة والعقاب على الرفض ليس قاصرًا على العلاقات العاطفية، وإنما تدار علاقات الأبوة والأمومة بالذكورية ذاتها، فبينما تنكَّر الشابان في دور الأم والابنة، استخدمت الأم أسلوب الترغيب حين استرسلت في أمنياتها بزواج ابنتها واستقرارها، وسرعان ما انقلب الحال بعد أن صارحتها الابنة بأنها على معرفة بشاب يعمل في خدمة العملاء، ومن ثمَّ هددتها الأم بتقطيع ملابسها وتسييح مكياجها وتكسير تليفوناتها والتعرض لها بالضرب.
أما أحمد بسيوني والذي عرف بإعادة إصدار الأغاني المشهورة بطريقته الفكاهية، أصدر أغنية سندريلا يوم 17 يناير 2020، مستخدمًا نفس اللحن وشكل التصوير، مع تغيير واضح في الكلمات حيث قال "انتي عادى تقولي لأه.. وان قلتي لا ربنا هيسامحك بكره يجيلك أحسن مني تديله قلبك يقع في حلاوتك، ده مفيش شبهك إنتي سندريلا". وبينما تعامل الجمهور المضاد للسالمونيلا على أن هناك رؤية مختلفة وردًا صائبًا ضد سالمونيلا، قال بسيوني "أنا مش برد على تميم طبعًا، أنا في العادي بعيد الأغنيات بشكل ساخر، فكرت أصالح البنات المقموصة، بنفس اللحن والمزيكا، لكن بكلام تاني، وسميناها سندريلا". وبهذا رفض بسيوني أن يوضع في خلاف مع رفيقه يونس، وكانت الأغنية استرضاءً مخففًا لكل الغضب الذي هو محض "قمصة".
خرجت فاتيما ومريما ورنده بأغنية "بتعصبك لأ" مستخدمات نفس الطرق المعتادة لإنتاج أغلب الكليبات المتواضعة الحالية، ثلاث بنات ونظرات إغراء، ومضمون هو الأكثر ذكورية على الإطلاق وسط تبعات السالمونيلا متضمنًا عبارات مثل "ذوقي عالي تربية رجالي، بنت الرجالة غالية أوي يا حيلتها، متقولش أيوه غير بعد كبير عيلتها، مش كل اللي بتشكي من الوحدة بتشتري كلب، عشنا وشفنا العيبة تبقى كلمة لأ والبنت السهلة تبقى كيوت ورقة، والواحد منكوا طول بعرض واسمه مؤة.. لا عنده شغلة ولا شقة وإن قالتله واحدة لأ يبقى كله تؤه". عبَّرت الثلاثة عن قبول راضخ لكافة علاقات المِلكية التي يتم بها الزواج في مجتمعنا، مؤكدات تبادل الرفض والإيجاب بين الرجل ورجال العيلة، فلا قيمة لكلمة "لا" للمرأة نفسها، ولا مبرر إلا إذا كانت مرتبطة أو أن المتقدم لا يملك عملًا أو مسكنًا.
انتهى الطريق بإصدار بريهان الحريري يوم 3 فبراير/ شباط لأغنيتها شيجيلا التي احتلت التايم لاين لصفحات الغاضبين من سالمونيلا باعتبارها الرد الذي شفى غليل الجميع، حيث استخدمت بريهان نفس اللحن وتكوين الكليب، وردت في مضمون أغنيتها على معظم ما طرحه يونس من تهديدات "والنظرة غربية والهيئة مريبة أنا مش بتباع، بلاها الشقة أنا ساكنة في فيلا يا عيل قِلّة قديم موتوريلا، حصل إيه في طفولتك خلاك طبقي مريض وعنيف... أنا قلت لا من كتر العبر اللي فيه".
أتصور هنا أن الشيجيلا اختتمت الخناقة بنفس أدواتها، لم نذهب بعيدًا أبدًا، فالشقة المعروضة على الفتاة استغنت عنها لأنها تسكن فيلا، وفيزا شنجن في أغنية يونس ردت عليها بريهان بالكلمات الإنجليزية التي رددتها في الخناقة/الأغنية، و"السيكبة" التي هدد بها يونس بطلته ردتها له بمعايرة عن مشكلة في الطفولة جعلت منه طبقيًا ومريضًا وعنيفًا، حتى الحركة التي استخدمها يونس التي تشبه الإيلاج الجنسي في الدخول والخروج ردتها بريها بدعك يدها المغلقة على المفتوحة دليلًا على اﻹغاظة والكيد المعروف بعظمته لدى النساء.
شهر واحد وإصدارات متعددة للسالمونيلا؛ خناقة كبرى الأصل فيها أننا جميعًا تعرضنا للسؤال ذاته حين درسنا الشعر في المدرسة "ما القيم التي قدمها الشاعر في القصيدة؟" خرجنا نلهث وراء المعنى والقيم الأخلاقية التي تناسبنا في الفن الذي نستهلكه، ملزمين إياه بما نؤمن وبالتعبير عما نعاني.
مع ذلك كله كنت أتمنى أن تدرك الخناقة الأخلاقية هذه ضيق أفقها في مجتمع أبوي لا يرى رغبات النساء أبدًا، ويحاسب النساء على "لا" مطالبهن بمبررات طبقية أو شكلية للرفض. وبهذا فإن الرد على السالمونيلا ليس الشيجيلا ولا أي مرض آخر، الرد المناسب هو علاقة حساسة وصحية فيها تعبير متساو للطرفين عن رغباتهما واحترام كامل لمشاعرهما وقرارهما تجاه المضي في العلاقة وشكلها، أو رفضها من الأساس.