قالت مصادر أهلية في مركز الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء للمنصة إن المواطن سليمان عامر محمد السيد مطاوع، 48 عامًا، الذي تعرض للاختطاف يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من منزله بقرية قبر عمير، قتل على يد عناصر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء.
نشرت وكالة أعماق، الذراع الإعلامية لتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية، بيانًا أعلنت فيه عن قيام عناصر التنظيم بقتل المواطن سليمان بدعوى تعاونه مع أجهزة الأمن، فى محافظة شمال سيناء، وتعرف الأهالي على صورته في البيان.
اختطف عناصر التنظيم سليمان عامر يوم 26 ديسمبر 2019 من منزله فى القرية تحت تهديد السلاح من قبل ملثمين من عناصر التنظيم، وأثناء محاولتهم اختطافه حاول أحد أبنائه اعتراضهم فأصابوه برصاصة في قدمه، بينما اقتيد سليمان المختطَف إلى جنوب القرية بعدما عبروا الطريق الدولي إلى المناطق غير المأهولة، ولم يعرف مصيره النهائى إلا عقب البيان الصادر من وكالة أعماق.
قبل 10 أيام نشرت الوكالة نفسها صورًا تشير إلى قتل عناصر التنظيم مواطنين اثنين آخرين الأول يدعى خليل أحمد، والثاني يدعى محمد عبد اللطيف بدعوى تعاونهما مع الجيش المصري، وقتل الأول ذبحًا بينما قتل الآخر رميًا بالرصاص في منطقة صحراوية لم يتضح من الصور مكانها بالتحديد غير أن الأهالي تعرفوا على صور المواطنين.
في سياق مختلف؛ أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية الأسبوع الماضي سقوط طائرة مقاتلة بإحدى مناطق التدريب، في إطار تنفيذ النشاط التدريبى للقوات الجوية، مما أسفر عن مقتل قائدها. وقال البيان "فى إطار تنفيذ النشاط التدريبي للقوات الجوية، سقطت طائرة مقاتلة بإحدى مناطق التدريب مما أسفر عن إستشهاد قائدها وجارى تحديد سبب سقوط الطائرة".
ذكر شهود عيان فى مدينة الشيخ زويد أنهم شاهدوا، صباح الثلاثاء 14 يناير/ كانون الثاني، تحليق طائرتين من طراز "إف 16" على ارتفاع منخفض فى أجواء المدينة، لكنهم لم يشاهدوا واقعة السقوط.
وذكر شهود العيال للمنصة أن حملة برية معززة بالمدرعات والدبابات انطلقت من المعسكر الرئيسى للقوات فى الشيخ زويد إلى جهة الجنوب لتأمين موقع سقوط الطائرة، حيث تقع قرية نجع شيبانة، جنوب مدينة رفح، وهى قرية خالية تمامًا من السكان نتيجة موجات النزوح والفرار من تداعيات العمليات الأمنية.
شهدت قرى رفح والشيخ زويد نشاطًا لعناصر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء، قبل أن يتقلص وجودهم العددى نتيجة انتشار الكمائن، وعمليات التمشيط الجوي المستمر سواء بالطائرات الحربية أو الطائرات بدون طيار.
قال شهود العيان إن "تحليق طائرات إف 16، والطائرات بدون طيار، الزنانات، ليس غريبًا عن أجواء المنطقة، ويكاد يكون التمشيط شبه يومي وأحيانا تقوم الطائرات بالقصف على أطراف المدينة والقرى المجاورة المهجورة وأحيانا تعود أدراجها دون القيام بأعمال قصف".
لم تشهد شمال سيناء محاولات استهداف مباشر للطائرات الحربية سوى مرة واحدة فى 25 يناير/ كانون الثاني عام 2014 وسقطت فيها مروحية من طراز ميل مي 17، فوق قرية الغراء بالشيخ زويد ما أدى إلى مقتل جميع أفرادها. ونشر التنظيم، وقتها، بيانًا يوضح استهداف الطائرة بصاروخ سام 7 المحمول كتفًا.
في 1 يوليو/ تموز 2015 حاول التنظيم استهداف مروحية من طراز أباتشي الأمريكية بصاروخ سام 7 خلال محاولة السيطرة على مدينة الشيخ زويد، إلا أن الطائرة نجت من الاستهداف ونشر التنظيم صورة لجزء صغير من المروحية سقط أثناء محاولة الاستهداف.
نشرت صحيفة الوطن المصرية فى 28 أبريل/ نيسان 2015 أن طائرة بدون طيار سقطت نتيجة خلل فني في منطقة مزار غرب مدينة العريش كما نشرت صحيفة "المصرى اليوم" الخبر نفسه.
في مركز بئر العبد كشف نشطاء محليون مساء الأربعاء 15 يناير الجاري، أن سيارة ربع نقل أصيبت بقذيفة "أر. بى. جيه" مجهولة المصدر أثناء سيرها بالطريق ما أدى لإصابة شخصين من محافظة المنصورة كانا على متن السيارة وتم نقلهما للعلاج في المستشفى العام.
لم تشهد محافظة شمال سيناء عمليات كبيرة لعناصر التنظيم منذ واقعة استهداف كمين "تفاحة" جنوب بئر العبد فى 27 سبتمبر/ أيلول 2019.
يكتفي التنظيم بالإعلان عن عملياته عبر بيانات وكالة أعماق عن تنفيذ هجمات بعبوات ناسفة لاستهداف مدرعات أو دبابات في مناطق مختلفة في رفح والشيخ زويد والعريش.
ويترقب السكان فى عموم مدن شمال سيناء أن يعكس انحسار عمليات التنظيم على حالة الاستقرار الأمني وأحوال الحياة، ومنها إدخال البضائع إلى مدن المحافظة دون الحاجة إلى تنسيق مسبق، ورفع الحظر على قطع غيار السيارات والأدوات الكهربائية والسيارات والفحم.
كما يأمل السكان وقف قرار منع الصيد فى البحر الساري منذ فبراير/ شباط عام 2018 منذ انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018، وفتح محطات الوقود المغلقة وإلغاء قرار تخصيص حصص محددة للسيارات، وأن يتم السماح لسكان القرى التى خلت بالعودة مجددًا إليها، وتسريع عملية تعويضات البيوت والمزارع المتضررة من العمليات العسكرية، وربط الشيخ زويد بشبكة الكهرباء المنتظمة وضخ المياه الصالحة للشرب، وتحسين خدمات الاتصالات والإنترنت، وكذلك تحديد مصير مدينة رفح الجديدة ومواعيد افتتاحها وإجراءات تقدم المواطنين للسكن فيها.
وفى فضاء مختلف عن اهتمامات السكان اليومية فى شمال سيناء؛ أعلنت وزارة البترول عن بدء ضخ إسرائيل غازها إلى مصر عبر خطوط تمر تحت سطح البحر بين ميناء عسقلان وقرية الشلاق المطلة على ساحل مدينة الشيخ زويد، ومنها إلى العريش ثم محافظة دمياط حيث مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية التي من المفترض أن تتم عملية التصدير منها إلى أوروبا.
ويأتي بداية ضخ الغاز بعد اتفاق بين مصر وإسرائيل في 19 فبراير/شباط 2018، بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات، ووصفته الحكومة الإسرائيلية وقتها بـ"الاتفاق التاريخي".
وبدأت عملية تدفق الغاز بعد إصلاحات آثار التفجيرات التى لحقت بالأنبوب جراء استهدافه مرات عديدة من تنظيم ولاية سيناء التي نفذها لوقف تدفق الغاز من مصر إلى إسرائيل منذ 4 فبراير/ شباط عام 2011، وحتى صدور قرار توقف ضخ الغاز فى أبريل/ نيسان 2012، حيث كانت إسرائيل تستورد الغاز من مصر.